| وطن ومواطن
الى معالي الرئيس العام لتعليم البنات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اود ان اطرح معاناة اكثر من خمسة عشر الف معلمة ومواطنة في هذا البلد الكريم.
اوجه هذه الاسطر الى معالي الرئيس العام لتعليم البنات الدكتور علي المرشد حفظه الله.
تعلمون ان الحركة التعليمية لها مقومات ومن مقومات هذه الحركة الاداة التي تربط بين العلم والمتلقي واقصد هنا المعلمة المربية والتي تنجب لنا كل يوم اما طبيبة او مدرسة او عالمة في شتى المجالات او ربة منزل مربية لأبناء جيل قادم نتوسم فيهم رفعة لهذا الدين وتقدما الى ميادين العلم والمعرفة وإذا اختل احد هذه الموازين بل اهمها واقصد المعلمة اذن بان الشرخ واتسع الشق ولم نجد بداً من رقعه.. ولست اتحدث هنا عن لغز يصعب حله ولكن اقصد تعيينات المعلمات في مناطق نائية بعيدة عن السكان وبعيدة عن الطرق المسفلتة وبعيدة عن الوان الحياة الطبيعية نعم وأعي ما اقول والله الذي لا إله إلا هو ان هناك مدارس فتحت على معلمة واحدة فقط وطالبات لم يتجاوزن الخمس أو أقل بكثير من ذلك.
معالي الرئيس اسمح لي بهذه العبارة وتقبلها مني مع انه ليس من هو بمثلي يوجه شخصاً نتوسم فيه كل خير وصلاح ولا نحسب على الله احدا ولكن هذا ما اراه فيك الآن.. الدولة رعاها الله ممثلة في مليكنا الغالي اعطتك الثقة في رئاسة ميدان حيوي وتربوي واصبحت الامانة في عنقك وانت المسؤول امام الله عن هذه الامانة وأنت تعرف مغزى هذا الكلام جيدا.. اخي صاحب المعالي اعلم حفظك الله ان هناك مدارس عينت بها مدرسات اجبرن على هذا القبول بسبب ضائقة مادية تكتنف الاسرة او رغبة من هذه الفتاة في ايصال رسالة تربوية بشتى الطرق ولكن المصيبة ان هناك مدارس في قرى نائية لم يتجاوز عدد طالباتها اصابع اليد الواحدة ولدي الأدلة بذلك ومع ذلك فتحت واستئجرت لها المباني بمبالغ باهظة وعينت فيها مغلوبات على امرهن فقط لأنهن مدرسات.. اصبحت المدرسة وظيفة مستحيلة بسبب تعيين ابنتنا في قرية تبعد عن الطريق الرئيسي خمسين إلى مائة كيلو متر بطريق صحراوي وفي قرية لا تعرف ان للحياة فيها اثرا الا بوجود بعض الخيام والرعاة.. معالي الرئيس لا اطيل عليك ولكن اسمع حفظك الله اعتقد ومن وجهة نظر متواضعة لك ان تأخذها اولا ونحن نعرض عليكم هذه الآراء وكذلك مقترحاتنا دائما فقد سبق ان قابلتك اكثر من ثلاث مرات اسمع حفظك الله لماذا لا تضم المدارس التي في القرى النائية الى مدارس في مراكز تصل إليها الطرق المسفلتة حتى يتمكن اولياء امور المعلمات من التعاقد مع باصات النقل المنتشرة حيث ان هذه الباصات لا تنقل المعلمات في الطرق غير المسفلتة وذات المسافات الطويلة.. ويصبح التعليم مطلبا لولي امر الطالبة وليس فرضا عليه لوجود مدرسة له ولابن عمه فقط.. واقسم بالله العلي العظيم ان هناك قرى في محافظة القويعية لا يتجاوز عدد الطالبات فيها اصابع اليد الواحدة تضطر الرئاسة لتعيين مغلوبات على امرهن واقصد المعلمات ويتكبدن مشاق ذلك من اجل انهن يرغبن في ايصال رسالة تربوية شبيهة برسالة الانبياء صلوات الله عليهم.. اخي الرئيس اخي المسؤول اعلم ان المعلمات امانة في عنقك يوم تُسأل عن التي اصيبت بحادث مروري بسبب التعيين او التي ضاعت وولي امرها في متاهات صحراوية بحثا عن المدرسة الفلانية في القرية الفلانية التي تبعد العدد الفلاني من الكيلومترات عن الطريق الفرعي من الطريق السريع.
معالي الرئيس حفظك الله تعالى اتمنى ان تتقبل كلامي هذا او اسطري بمعنى اصح بكل رحابة صدر وتقبل رأي مواطن في مشكلة بيدك حلها وبيدك استمرارها.
فهد بن محمد القحطاني - الرياض
|
|
|
|
|