| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
في وقت كثرت فيه المطالبات بإدخال مقرر اللغة الانجليزية على المرحلة الابتدائية، بغض النظر عن الاختلاف في الرأي بين من طالب بها من بداية المرحلة الابتدائية ومن رأى أن تكون من الصف الرابع الابتدائي، كثرت «المطالبات» ليتلقاها ابناؤنا الطلاب كخطوة من خطوات التطور ومعايشته.. في هذا الوقت فاجأنا الكمبيوتر كعادته بدخوله المبهج والسار ليرسم الفرحة على شفاه أبنائنا الطلاب ونحن أكثر فرحة بمستقبلهم الحاسوبي في زمن لم تعد رئته تتنفس غير الحاسب تحولت شعبها التنفسية إلى أنابيب الكترونية، لا أبالغ ولكن هو الواقع.. فالإدارة الالكترونية على الأبواب.. فقد ولى عصر وجاء عصر نتابع معاملاتنا.. عبر الانترنت ومن المنزل!!
ولكن أتساءل؟! كيف سيكون حال مدارسنا؟ وعلى أي وضع سيكون ابناؤنا عندما يجتاح الحاسب الآلي عملية التعليم؟ كيف سيخوض صغارنا طلاب المرحلة الابتدائية بكل حماس تلك التجربة الكمبيوترية؟ وهل سيتوافقون مع هذا الجهاز «العبقري»؟ وما مدى ذلك التوافق؟ وهل سيجدون فيه كل ما يبحثون عنه؟ أم أنهم سيركنونه إلى جانبهم شكلياً هرباً من الارتباط وتكون حصيلتهم بالنهاية مثل حصيلة خريجي جامعاتنا من اللغة الانجليزية مع حذف المتخصصين فيها؟!!
تقوم وزارة المعارف بتطبيق فكرة ادخال دراسة الحاسب الآلي في التعليم العام وأخص المرحلة الابتدائية، وتم اختيار عينات من المدارس ليقام فيها ذلك، وهنا في حائل كان الاختيار محدداً ب«8» مدارس ثم تقلص ل«4» مدارس!!.. وأخيراً قالوا.. بل هي عدد من الشركات والمؤسسات بحيث ان الشركة الفلانية ستعمل في 4 مدارس والأخرى في 6 مدارس.. وثالثة في «؟؟؟».. أما تلك الشركة فقد تراجعت؟!! وبقيت مدارسها معلقة.. فإن كانت العملية اجتهادات نتج عنها هذه التخبطات فتلك مصيبة.. وإن كانت مجرد فوضى وليدة اللامسؤولية!! فالمصيبة أعظم والعام الدراسي على الأبواب.. فلماذا المستجدات والقرارات والمتغيرات.. غالباً ما تأتي متأخرة!! وأحياناً غامضة تحتاج للإلحاقي! ووو..؟ لقد كان من المفترض عدم تقليص العدد لأي سبب كان حيث الزيادة ثم التعميم هو المرجو بعد البداية، فالتقليل من المدارس ليس الحل الوحيد بل هو علاج فقط لمحاولة تثبيت زمام الأمور!! فهل راعينا قبل الغاء التجربة في المدارس المقلصة هل راعينا النواحي النفسية للطلاب الذين عاشوا فرحة قرب العودة للمدارس على غير العادة !! وكل ذلك لأجل مخاطبة هذا الجهاز العبقري والجلوس أمامه مستشعرين بالمسؤولية تقترب وتقترب، ليفاجأوا أخيراً أو لنقل في الوقت بدل الضائع بتسرب هذا الأمل الباعث لهم بالفرحة والابتسامة ليعودوا لعام دراسي جديد روتيني شبيه جداً بل صورة طبق الأصل للأعوام السابقة؟ ولجميع القراء أجمل تحية...
محسن بن فريح الشهيل - حائل
|
|
|
|
|