| عزيزتـي الجزيرة
قد يرى البعض أن السعودة أمر مستحيل أو صعب المنال، لأن الشيء في بدايته يكون غير مألوف، لذا دائما نطرح سؤالا: هل السعودة وهمٌ أم حقيقة؟ لأننا حينما نرى البعض يشيرون الى توطين بعض الوظائف مثلا فإننا نشك في مصداقية التنفيذ ودائما يتم تحميل القطاع الخاص المسؤولية الكاملة دون التعاون معه والتحاور في مثل هذا الشأن.
فالقطاع الخاص يرى أنه ليس المسؤول الوحيد عن هذه القضية، فحقيقة الأمر أن مهمة القطاع الخاص مشاركة، ولا يستطيع أن يتحمل كل الأمور، وذلك لمعايير ربما لا تتوفر في جميع العناصر وافتقادهم لعامل المؤهل والخبرة ولحدود الامكانيات لدى بعض القطاعات الأخرى.. إلخ.
فحقيقة القطاع الخاص هي المشاركة الفعالة..! وهو رافد هام يجب عليه أن يتحمل ما أنيط به حتى يتحقق الهدف المنشود وبذلك يكون عاملاً إيجابياً في تنمية البلاد إلا أن هناك قطاعاً (حراً عاماً) وهو من أهم العناصر التي يجب أن تشارك في قضية التوطين والسعودة بل هو صلب القضية! وهذا الجانب ربما غفل عنه الكثيرون، لأن هذا القطاع لا يضع شروطا تعجيزية أو خبرات أو.. إنما يشترط له قوة الإرادة والعزيمة والتشجيع والاهتمام من الجهات المختصة، والعامل الأساسي فيه هو إتاحة الفرصة والتنسيق والتخطيط السليم، وأذكر هنا بعض النماذج على سبيل المثال: لقد أبدع الشاب السعودي وأثبت هذا الشاب بما لا يدع مجالاً للشك أنه أهل للمسؤولية متى ما وجد الدعم والثقة، فشق طريقه للمشاركة في عجلة البناء! وتشهد بذلك الكبائن الهاتفية، ومحلات الخضار والفواكه، ومحلات الأثاث المستعمل وغيرها، فأصبح جديرا بهذه الثقة. لقد رأينا هذا المواطن في هذا المكان وقد حقق حلم الوطن وأصبح عنصرا فعالا!.
إلا أن هناك مجالات عديدة تنتظر مشاركة الشاب السعودي فيها وهو على أتم الاستعداد ورهن الاشارة متى ما أعطي الفرصة فيها! وهذه المجالات مثلاً سعودة (البقالات، ومحلات خدمة الطالب، ومحلات التسجيلات، ومكاتب الخدمات العامة، ومكاتب تأجير السيارات، وسيارات الأجرة الليموزين ومحلات المواد الغذائية الجملة والتجزئة والمطاعم الكبيرة لا بد أن تشارك في توظيف السعودي في وظائف مناسبة.
وغيرها من الوظائف التي لا تتطلب مؤهلات عالية وخبرات طويلة وشروطاً تعجيزية، لأنه يوجد في المجتمع شريحة لم تتمكن من تكملة التعليم أو ممن لا يحملون مؤهلات عالية ولا يوجد لديهم خبرة! فهذه الوظائف مثلا حينما ينخرط فيها الشاب السعودي سوف تناسبه، ومتى ما توفر له المناخ المناسب فلن يجد من يحاربه! وسيتوقف دخله وعمله على حسب إرادته وعزيمته وجهده.
فالسعودة لها فئات عديدة مجملة في فوائد اقتصادية، وأمنية، واجتماعية، وغيرها من الفوائد الأخرى، فالنظرة يجب أن تتغير وتتركز الجهود على ما يهم هذه القضية مع التنسيق بين الجهات المعنية حتى يتحقق الهدف المأمول منها لأن خير الوطن يجب أن يكون له ولأبنائه..!
ومن المؤسف أنه توجد فئات تعيق تفعيل السعودة وإن صح التعبير لا تشجعها، بحجة أن مثل هذه الوظائف لا تناسب الشاب السعودي، وترى فيها إهانة له! وهم يعلمون أنه ليس أفضل من أن يكسب المرء من عمل يده.
وهدفهم من ذلك المخالفة وحب الظهور وشيء في أنفسهم، متناسين أنه يجب على الجميع التضحية من أجل الوطن.
ونعلم أن لمجلس القوى العاملة جهودا جبارة في السعودة ولكن ما زلنا نطمح في المزيد! يجب أن تكون هناك هيئة عامة تعنى بأمور السعودة والتنسيق مع الجهات المختصة الأخرى لتفعيل القضية، ودراسة الوظائف التي يجب طرحها للسعودة تدريجيا دون تضارب بدءاً من تاريخ العمل بها ومن ثم تقييم تلك الوظائف وإذا تحقق الهدف المرجو يتم العمل بغيرها وهكذا، حتى لا تفشل الجهود، وتكون مفيدة ومدروسة، وليس كما هو حاصل ومعمول به الآن،أن لكل جهة رأياً في سعودة الوظائف وتاريخ العمل بها. نعلم أن مجلس القوى العاملة لم يقصر وسوف يعمل لأن أملنا في الله عز وجل ثم في سمو رئيس المجلس والمسؤولين لا حدود له.
ختاماً نقول إن التوطين والسعودة خطوة قادمة بإذن الله وسيتم سعودة معظم تلك الوظائف مهما تباكى المتباكون وندد الجاحدون، شاءوا أم أبوا فالسعودة قادمة!! لأنه لا يصح إلا الصحيح، لأن ذلك من سياسة الدولة ويؤكد ذلك تصريحات المسؤولين دائما، فهم يحرصون على كل ما يهم المواطن وتوفير سبل العيش والرفاهية له.
فالشاب السعودي لا ينقصه شيء سوى إتاحة الفرصة والدعم والثقة من الجميع وإن حصل بعض التقصير فلا بد أن يغض الطرف عنه لأنه في البداية، والبداية دائما تكون صعبة يجب أن يعطى كل مواطن حق المشاركة في تنمية الوطن.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
فهد علي النغيمش الرياض
|
|
|
|
|