بَدَتْ لِيْ وَمَا نَكَّرتْهُ جَلِيّ
تُدَافِعُ عنْ حُسْنِهَا بِالْحُلِيْ
أبَلَّلْتُ فِي ثَغْرِهَا رِيشَةً
فَتَرْحَلُ في أنْمُلٍ رُحَّلِ
أَكَانَ تَدَاوى لِسانيْ بِهِ
لِيَشْدوْ، فيَا حَسْرَتي جَلْجِليْ
فَأَغْلالُ أُنْثَى الَّتي أَوْثَقَتْ
فُؤادي وَكَفِّيْ وفي أزْجُليْ
إِذَنْ هكَذَا العِشْقُ! مَا نَظْرتي
وَمَاليْ ومَا لِلغَوانيْ وَلي
لَقَدْ كُنْتُ في مسْلَكي غَافِلاً
كَمَا كانَ فيْ غَفْلةٍ مِقْولِي
فَتِلْقاءَها مِنْ قَريبٍ وقَدْ
وقَفْتُ وَلَمْ أدْرِ ماذا يَلي
وَلمَّا وَشَى فوْحُها إذْ غَشَى
وأرْهفْتُ بالنَّفَسِ الأطْوَلِ
وحَاذَيْتُ مِنْ جَانبٍ نَحْرَهَا
وَلَيْسَ لدَى خَاشِعٍ مِنْ ولِيّ
وَكِدْتُ أذُوبُ فَما لامَسَتْ
وقُلْتُ لِنفْسي هُنا سَوِّلي
لَفَتُّ ومَالَتْ بِريَّانِها
فَوَيْلي مِنَ المشْهَدِ الأوَّلِ
لَصَفَّقَ قَلْبيْ ولكِنْ بِهِ
جِراحٌ مِنَ الهُدْبِ لَمْ تَنْجَلِ
تَسُلُّ بِهَا فِيْ دَلالٍ مُدَىً
وإنْ غَضَّتِ الطَّرْفَ لمْ تَعْجلِ
وَرَدْتُ عُيُوناً بِها أرْصَدتْ
حِراباً تَصُدُّ عنِ المنْهَلِ
إليَّ بِسُقْيَا فَذا مُثْخَنٌ
أصَبْتِ المُغرِّدَ في مَقْتَلِ
رُوَيْدَكِ لا تُعْرضي بَغْتةً
أألْقاكِ فيْ مَصْرعٍ مُقْبلِ؟
أُضمِّدُ روحيْ وَمَا خَلَّفَتْ
وَضَاعتْ، فَيَا نَفْسُ لا تَذْبُليْ
سَأَشْكو «لأبْهَا» الَّتيْ لَوَّحَتْ
كَمَا لَوَّحَ الغُصْنُ لِلبُلْبُلِ
تُكفْكِفُ دَمْعيْ وَقَدْ أجْهَشَتْ
بِغَيْمٍ على روْضِهَا مُسْبِلِ
لِبَابيْ لَبَابيْ لُبَابيْ إِذاْ
بُِمزْنِكِ حُزْنيْ فَلا تَبْخَليْ
ولَيْسَ لدَى الْفِكْرِ منْ مَخْرَجٍ
إِذاْ كَانَ حِسٌّ بِلا مَدْخَلِ
و«أَبْهَا» تَبَاهَى بِها مَا بِهَا
تَهَلَّلَ فيْ عَالمٍ مُذْهِلِ
لِمَ المَطْلُ «أبْهَا» فَإنْ تُنْجِزيْ
وأهْمَلَني مُلْهِمٌ فَامْهِلِيْ
أَتَى الصَّيْفُ يَا جَنَّةً أَوْ مَضَى
هَلِ الصَّيْفُ آتٍ بمَا تَجْهَليْ
يَقُولُونَ «أَبْهَا» ولَمْ يَعْلَمُواْ
بِأنَّكِ «أَبْهَى» فَلَمْ تُخْذَلِيْ
لِصَفْوِكِ وَصْفٌ بِهِ خَالِدٌ
وَمَنْ ليْ بِخِلٍّ وَبَالٍ خَلِيّ
أَهَذيْ السَّماءُ التيْ تَنْحَنيْ
قَرِيْباً، وَذَا الوَرْدُ، كَمْ تَخْجَلِيْ
وَذَا جَبَلٌ أخْضَرٌ إنَّمَا
تَكَلَّلْتِ تَاجاً بِهِ. فاعْدِليْ
وَتِلكَ «المَسَارِحُ» لوْ أَسْدَلَتْ
سُتُوراً فَمَا احْتَجْتِ أنْ تُسْدليْ
وَثَمَّ «البُحَيْرَةُ» فِيْ سَدِّهَا
فَمَاذَا أزِيدُكِ مِنْ جَدْوَليْ
وفيْ «السَّوْدَةِ» الشُّمُّ هلْ ذُلِّلَتْ
وَكَمْ «حَبَلاَتٍ» بَلَى ذَلِّليْ
وَمَا بَالُهَا غُرَفٌ سُيِّرَتْ
تُطِلُّ بِسُكَّانِهَا مِنْ عَلِ
سَحَرْتِ بَيَانِيْ فَمِنْ مُعْضِلٍ
أُحِيْلُ الْقَوَافيْ إلى مُعْضِلِ
كَأَنَّكِ زُوْرٌ وَقَدْ بُدِّلَتْ
«عَسِيْرُ» البَسِيْطَةِ فيْ مَعْزِلِ
صَدَقْتِ خَيالاً لَدَى شَاعِرٍ
فَمَا كَانَ قَوْلاً أَلاَ سَجِّليْ
فَحَقُّكِ ما أجْزَلَتْ كَفُّهُ
وَحَقُّ مَعَالِيْهِ مَا تُجْزِليْ
وأَمَّا الذي جَاءَ مِنْ غُرْبَةٍ
«فَغُرْبَةُ» إِنْ تَسْأَلِيْ مَنْزِليْ
أَتَى السَّائِحُونَ بِخَيْرَاتِهِمْ
وَذَا النَّظْمُ مِنْ سَائِحٍ أَعْزَلِ
وَقَدْ يُثْقِلُ النَّظْمَ مَنْ زَادَهُ
طِبَاقاً، فَيَنْقَضُّ فيْ مَحْفِلِ
أَسِيْرُكِ «أبْهَا» وَأَعْذَارُهُ
لأَنْتِ الأنَاشِيْدُ فَاسْتَرْسِلي