| القرية الالكترونية
مشكلة الخدمات المجانية، جميع الخدمات المجانية على الإنترنت ان مستخدميها يفسدونها على أنفسهم وعلى غيرهم بسوء الاستخدام، وسيناريو طرح الخدمات في الإنترنت في الغالب يكون على النحو التالي: تطرح الخدمة بصورة مجانية ويعلن عنها من خلال وسائل إعلانية مختلفة فلو نظرنا إلى خدمة التحاور الصوتي المجاني من خلال DialPad على سبيل المثال فإنها بدأت من خلال إعلانات ترويجية تصل عبر الإيميل ومن أولئك الذين عثروا عليها ووجدوها مجدية فاشعروا من يعرفون بوجودها وبهذا يتزايد عدد مستخدميها ويتنامى يوما بعد يوم.
في الخطوة التالية يشعر مقدم الخدمة بضعف خدمته مقابل الإقبال الشديد عليها ثم يجد أن منافسيه من مقدمي ذات الخدمة يحظون بإقبال أكبر فيلجأ إلى تحديث أجهزته وتطوير خدماته بتنقيتها من العيوب والتي لاتظهر إلا مع الاستخدام المفرط، ولدى زيادة التكلفة وارتفاع مستوى الإقبال يجد مقدم الخدمة الوقت مناسبا لتقنين أسعار مقابل تقديم الاستمرار في عرض الخدمة، وفي غالب الأحيان تكون الأسعار المقدمة متدنية كثيرا لكن بريق (المجاني) أكثر جذبا فتبدأ الأوراق في التساقط ويبتعد الناس عن تلك الخدمة لأنها لم تعد من (أبو بلاش) الذي أوصى الحكماء بالإكثار منه إثر ذلك يظهر تحسن واضح في مستوى الخدمة لأنها لم تعد مجانية وأصبح على مقدم الخدمة إرضاء مشتركيه مقابل ما يدفعون من مال.
في ثنايا هذا المسلسل تحدث مسائل عديدة قد لايلتفت إليها الكثيرون من أسوئها في نظري حصول مقدم الخدمة على معلومات المستخدم ففي كثير من الأحيان لاتتم الموافقة على طلب الاشتراك من دون تقديم عنوان بريد إلكتروني صحيح وكان المستخدمون ولايزالون يقدمون عناوين غير صحيحة من قبيل (lksjdf@lkd.com) لإكمال إجراءات التسجيل، ويتمكنون بعدها من الحصول على الخدمة لكن في الآونة الأخيرة أصبحت المواقع أكثر دقة وحرصا على الحصول على عنوان صحيح بل يتم إرسال بعض المعلومات ككلمة السر مثلا على العنوان الذي يقدمه المشترك فإن كان صحيحا وإلا فلن يتمكن من الحصول على الخدمة.
هذا الإصرار من مقدمي خدمات الإنترنت على الحصول على المعلومات بدقة وبخاصة عنوان البريد الإلكتروني تمخض عنه بناء قواعد بيانات ضخمة تتسابق كبريات الشركات الإعلانية للحصول عليها ومن ثم أصبح حصول المرء على خدمة مجانية ما يعني مباشرة دخوله في مقامرة لايعلم المخرج منها بانتشار عنوانه بين المعلنين وبيعه يمنة ويسرة ليتلقى أرتالا من البريد الإلكتروني الذي لايحتاج إليه بل يثقل عليه ويضايقه في الغالب.
ما الحل إذن؟ هناك حل بسيط ابتكره البعض ويشيع استخدامه لدى الكثير من الناس وهو مواجهة الشركات الإعلانية وأمثالها بذات الأسلوب والحيلة فبدلا من استخدام عناوين مهمة وذات قيمة خاصة كأن تكون عناوين أكاديمية أو تم الحصول عليها من جهة العمل فبإمكان المرء الحصول على عناوين مجانية يستخدمها لغرض التسجيل في الخدمات المجانية بعدها لايهمه وقوع هذا العنوان في أيدي المعلنين لأنه لايهمه إلغاء هذا العنوان لكن استمرار الشركات الإعلانية في إفساد الإنترنت بهذه الطريقة أمر لايطاق.
وتكمن المعضلة في أن المعلنين هم السر في تطور الإنترنت أو على الأقل لهم يد طولى في دعمها وبغية الكثير من أرباب المواقع الحصول على الإعلان لذا فإن استمرار اعتماد الإنترنت على المعلن يعني ببساطة استمرار ظهور هذه الإعلانات، ولكثرة اجتنابي للإعلانات فقد اشتريت عنوانا بريديا لدى أحد المزودين، وفوجئت رغم ذلك بإعلان تابع لنفس المزود عند قراءتي البريد من خلال الموقع. فقلت لنفسي: إلى متى؟
saudis@hotmail.com
|
|
|
|
|