الشعر لا يفضي ولا يسدي

إلا إذا أثخنت في الرد

تحتل قصر الشعر قافيتي

ويلوذ كل الجد في جدي

في حد ذاك السيف أضرحة

وأنا تعيش الناس في حدي

فإذا رميتُ الغيب قارعة

محفوفة بالصوت هل تمدي

أم أنها عرجاء إن ذهبت

شوطا على الأحباب ترتد

الريق أضحى في تبرمها

يشتد بين الجزر والمد

والعمر فقر في متاهتها

يصفر بين اللين والشد

الموت أنواع مقدرة

ما كاد يحصي عدها عدي

حتى نسجت الطرف في كفن

محدودب في تربة السد

وعرفت أن الموت مخترم

بالصمد فينا قوة الصمد

تسطو على الأرواح خطوته

يجتز في سهو وفي عمد

ما رد داعي الموت في زمن

حولُ الذكاء وقوةُ الزند

شبَهٌ من الضعفين يغمرنا

ونقيس فعل الضد بالضد

دفعت بنا الدنيا على شرف

هار بعيد القعر مُنهد

سحّت دموع الحزن أفئدة

ما بين رأس الطود والوهد

إن كان نور العلم متصلاً

من صرخة المهد إلى اللحد

فيُقال إن الجهل منعكسٌ

من ظلمة اللحد إلى المهد

لا تجلب الأرزاق أُمنيةٌ

وغواية الأشعار لا تهدي

ومذاق مر العيش في شمم

مُتحرر أحلى من الشهد

تتقلب الدنيا بحكمته

وكما تُقلّب لعبة النرد

من قاوم النيران أزمنة

لا يشتكي من لسعة البرد

يا غيمة القطرات يا وجدي

هفّي لهيب النار في وجدي

ظمئت عروقي بعد ما يبست

فينا غصون الزهر والورد

وتهدلت أجفان رؤيتنا

بعيون أشباه القطا الرُمد

قُرحٌ على الأحداق غائرة

ما فاد طب الصين والهند

يا شعر زد في القول ناصية

يبدو عليها منتهى القصد

أعطيك أيامي وما ملكت روحي

بعقد القرض والقصد

إني لقيت الأرض عامرة

بحكاية المحتال والوغد

ولقيت بنت الشمس يا أسفي

مقبورة في حفرة الوأد

في جِلْدها تاريخ ملحمة

من فعل سوط الضرب واللهد

شبّهتُ ظل الطلح في لغتي

بالظل من سيقانها المرد

أقبلتُ فرداً في تجمعها

ورجعتُ من مجموعها وحدي

ونويت أغشي الأرض قاطبة

نقدا من التجريح والحد

لكن نص الصمت أرشدني

لا تشبع الألفاظ بالنقد