| الفنيــة
* حوار عبدالرحمن اليوسف:
ملحن وفنان مرهف الحس قدم الكثير من الأغاني والمقطوعات الموسيقية لأفضل الأعمال الدرامية يمتاز بتواصله مع التراث وذلك ما جعل أعماله تحمل النكهة الكلاسيكية وكأننا بالفعل نعيش عصراً موسيقياً عريقا عندما ننصت إلى أعماله.. دخل خالد العليان الساحة الفنية مطرباً ولكنه وبعد ألبوم واحد توقف ليكمل بقية المشوار ملحناً ومبدعاً في عصر قل فيه المبدعون. في حوارنا معه طرحنا هذه القضية وقضايا أخرى فماذا قال لنا العليان:
تجربة فاشلة
* أنت دخلت الساحة الفنية فناناً مطرباً وقدمت في ذلك الوقت ألبوماً واحدا هل هذه التجربة فاشلة الأمر الذي جعلك تتجه للتلحين؟
هذه التجربة بالنسبة لي فاشلة ولكن بالنسبة للشركة المنتجة تعد تجربة ناجحة بكل المقاييس لأن الشركة أنتجت العمل وباعت منه بكميات هائلة وأنا عندما دخلت عالم الفن كنت في بداية مشواري الفني ثم انني كنت مازلت في بداية اتقاني للعزف على آلة العود، ولم أكن أعرف حتى طريقة الغناء ولكني اتجهت للغناء بعد أن قالوا لي إنني أمتلك صوتا جميلا وعرضت علي الشركة ان أتعاقد معها وهذه الشركة من الشركات التي تصطاد الفنانين وفي النهاية تتركه وحيدا معلقا بين الأرض والسماء وأنا حقيقة لم أجد نفسي في الغناء ولم أقتنع أنني فنان بمعنى الكلمة ولكن الوقت الذي ظهرت فيه لم يكن فيه منافسة مجرد أسماء لامعة أما الفنانون الشباب في ذلك الوقت فكانوا قلة أضف إلى ذلك أنني عندما أذهب للقاهرة للتسجيل كنت أحاول في وقت التسجيل أن أقدم شيئاً وأن أغني بأسلوبي ولكني أتفاجأ بأن الموسيقيين هناك يمنعونني من ذلك ويريدونني أن أؤدي فقط.
* وأنت مارأيك بعد سماع الألبوم؟
بعد أن تم تسجيل الألبوم لم يسلم لي وإنما تم تسليمه للشركة، وقد حصلت أنا على نسخة واستمعت إليها وبعد تفكير طويل اتجهت للشركة ورفضت أن يطرح الألبوم في الأسواق وقد وعدوني بذلك ولكن فجأة وجدت أن الألبوم موجود في الأسواق.
بعد ذلك ذهبت إليه وكنت متضايقاً جدا لما حصل فأنا لا أريد أن أظهر بهذه الصورة وبالفعل أعطوني النسخة الأصلية «الريل» وكنت أظن أنهم إذا أعطوني النسخة الأصلية «الريل» فهذا يعني أنهم لا يستطيعون طباعة «الكاسيت» إلا عن طريقي وإذا بهم قد عملوا نسخة أخرى من «الريل» ويقومون بطباعة الكاسيت منها وأنا لا أدري مع العلم أنني قد وقعت على تنازل كامل بجميع حقوقي لدى الشركة مقابل حصولي على «الريل» باختصار التجربة كانت فاشلة وأنا لا أحاول أن أعيدها.
* هل بالفعل كنت أنت الفنان الذي تبحث عنه الشركة للتعاقد معه؟
كان في ذلك الوقت كل من قال «ياليل» تقول الشركة «الله تعال لنسجل لك». حتى ان الأغاني تسجل في التشليح وأي شيء قابل لأن يغنى ويطرح في الأسواق.
غناء من منازلهم
* وهل تركت الغناء نهائياً؟
لا أنامازلت أغني ولكن أغاني مقدمات أو مسرحيات أو في مناسبات ولكن ليس بشكل احترافي وأنا أعرف أن صوتي لايمكن أن يكون مجارياً لأصوات الفنانين الكبار ودائماً أقول إما أن أغني كما يجب أو أجلس في بيتي.
* كيف ترى علاقتك بالوسط الفني؟
علاقتي جميلة جدا وأنا مددت يدي أكثر من مرة فالفن يجب أن يقدم على صورته الفنية وقد سبق أن تعاملت مع الملحن ناصر الصالح على سبيل المثال في عمل وأيضاً هو تعامل معي في آخر، فأنا قدمته معي في أوبريت وقام هو بدوره بتقديمي للفنانة دانة وهذا شيء جميل أيضا الملحن عارف الزياني قدمني للفنانة أحلام كما أنه يسمعني أعماله وأسمعه أنا أعمالي.
هذه هي العلاقة الجيدة ويجب أن نكون مكملين لبعضنا.
* ماذا عن الملحنين الآخرين خصوصا في المنطقة الوسطى هل أنت متعاون معهم؟
نعم وذلك عن طريق أوبريت لحنته أنا وكان الأوبريت يجمع كوكبة من النجوم مثل محمد عبده وطلال مداح رحمه الله وحسين عمر وعبادي الجوهر وعبدالهادي حسين وحسين العلي وأديب الثنيان وعبدالله عبدالكريم وأيضا العديد من الفنانين هذا الأوبريت تم عرضه علي لأقوم بتلحينه كاملا ولكن من باب التعاون قمت بتقديم صديقي الملحن صلاح محمد وأيضاً خالد البراك إلى جانب ناصر الصالح.
* كيف سيقوم أربعة ملحنين بصياغة لحن لأوبريت؟
وزعنا العمل بحيث يقوم كل شخص بأخذ حصة له من العمل وكان صلاح محمد هو آخر واحد منا دخل الساحة وهو الأقل خبرة من بيننا وقبله خالد البراك وأنا، إذ اننا دخلنا الساحة في وقت واحد، وقبلنا كلنا كان ناصر الصالح وعلى هذا اتفقنا أن يقوم صلاح محمد بتلحين أول لوحة غنائية في الأوبريت والتي سيغنيها الفنان محمد عبده وكان الأوبريت جميلا جداً وضع فيه الملحنون لمسات جميلة وجواً خاصاً.
ألحان موسمية!
* ولكن هناك من يقول إن ألحانك ليست ناجحة بحد ذاتها إلا إذا وجدت لها عوامل مثل ألبوم يحتوي على أغنية موسمية وأيضاً يقال إنك ستفشل لو لحنت ألبوما كاملا؟
بالعكس أنا نجحت في أغنية أحلام «ولاتسوى» وأيضا مع راشد الفارس في أغنية «قالوا يمكن يخونك» والتي عرف الجمهور من خلالها الملحن خالد العليان والفنان راشد الفارس والذي انطلقت شهرته من هذه الأغنية.
وهذا لايمنع أن هناك أعمالاً لم تنجح معي وأنا لا أستطيع أن أحدد العمل الناجح من العمل الفاشل وأكون سعيدا عندما ينجح عمل لملحن آخر في ألبوم أنا متواجد فيه لأن نجاحه يعني نجاح بقية الأعمال ومن ضمنها عملي أما أغنية أحلام «ضحكتني» فأنا أعتقد أنها لم تنجح لأنها لم تصور.
تراث \ تراث
* أيضا يقال إن غالبية أعمالك مأخوذة من التراث؟
أنا لا أنكر أنني أقتبس أعمالي من التراث ولكن هذا الاقتباس ليس كلياً ولكني أقتبس المقامات، لماذا تنهب مقاماتنا لغيرنا ولماذا يستفيد غيرنا من مقاماتنا أنا أولى بالاستفادة من هذه المقامات.
وأنا حقيقة سعيد جدا بتجربة عبدالله رشاد عندما طرح ألبوما تراثيا في «أغاني كان زمان» وأيضا سعدت أكثر بطريقة الفنان الكبير محمد عبده عندما يكرر الأغاني التراثية في حفلاته وذلك مثل غناء المجرور.
فنحن نفتقد للفنان الذي يغني المجرور ولايوجد من يغنيه سوى محمد عبده والآن المجرور يعتبر لونا ميتا.
* أليس هذا من مسؤولية الملحنين فهم الذين يلحنون على المجرور وغيره من الألوان؟
ليس جميع الملحنين يستطيعون أن يقدموا هذه الألوان ولكن لماذا تذهب هذه الألوان الغنائية لماذا ننتظر حتى تتلاشى هذه الألوان وتنمحي ياعزيزي سوف تسمع في المستقبل ألوانا وموسيقى نقول نحن إنها لنا وهي ليست لنا.
* أستاذ خالد هل أنت مغرور؟
ياليتني كنت مغرورا ولا أخفيك أنني حاولت أن أكون مغرورا ولكني لم أستطع ولو كنت مغرورا لما استطعت أن أصل إلى ما وصلت إليه الآن لأن الغرور مقبرة.
الموسيقى الدرامية
* نرى أنك متوجه بقوة لعمل المقدمات الموسيقية والموسيقى التصويرية وغيرها للأعمال الدرامية والمسرحية هل يؤثر ذلك على عطائك للفن الغنائي؟
نعم لدي توجه كبير للأعمال الموسيقية الدرامية وقد أخذتني هذه الأعمال وأبعدتني عن الفن الغنائي وأنا حقيقة لست مستعجلاً على الفن الغنائي خصوصا في ظل ظروف تطاير الفنانين ما شاء الله على فنانينا واحد في الكويت والآخر في مصر والثالث في لندن وفي هذه الحالة أحتاج إلى طائرة خاصة لكي ألحق بهم وأسمعهم ألحاني وأنا الآن أكون نفسي لأشتري طائرة وأبدأ بالطيران لكل واحد منهم قالها مازحاً لأنه لايوجد مكان يجتمع فيه الفنانون ليسمعوا الألحان التي تقدم لهم وإن حصل ذلك واستمع أحدهم للحن فإنه سيقول هذا عمل جميل جدا ثم يأخذ اللحن ويقوم بغنائه عن الآخرين وبهذا يكون قد احرق العمل ولا يستطيع الملحن عندها أن يسمعه لأي فنان آخر.
|
|
|
|
|