| الفنيــة
* القاهرة إيهاب كمال:
رغم قدم قضية الاقتباس في السنيما المصرية إلا أنها عاودت الظهور مع الأفلام الجديدة التي تعرض حالياً لنجوم الكوميديا الجدد الذين يواجهون باتهام الاقتباس من الأفلام الأجنبية أو بتكرار بعض المشاهد السينمائية في الأفلام القديمة، كما أن عملية الاقتباس أصبحت لافتة ومباشرة بعد ان كانت تتم بشكل غير مباشر وبتحوير كبير في الفكرة أو طريقة الاخراج.. وهذا ما اتضح جلياً في الأفلام الجديدة وخاصة فيلم «جاءنا البيان التالي» لمحمد هنيدي وحنان ترك فمجرد عرض الفيلم الذي كتبه السيناريست محمد أمين اتضح للجميع انه مقتبس بالكامل من فيلم «البحث عن المتاعب» بطولة الممثلة العالمية جوليا روبرتس لا فارق بينهما غير أن هنيدي هو الذي يقوم ببطولة الفيلم المصري والاحداث تخاطب المشاهد المصري والعربي.
البيان التالي
تدور أحداث «جاءنا البيان التالي» حول الشاب نادر سيف الدين «هنيدي» الذي يتطلع إلى العمل كمذيع تلفزيوني ويتقدم للاختبارات ولكن المشكلة أنه ليس وجهاً تلفزيونياً فيفشل في الاختبارات ويتم توزيعه على قوة العمل كمحرر إلا أنه يحاول التمرد على عمله ويخترق الصفوف من أجل تحقيق حلمه كمذيع وفي هذه الفترة يكشف الفيلم عيوب بعض المذيعين الذين يصلون إلى الشاشة بالواسطة وهم غير مؤهلين أصلاً لهذا العمل ومنهم عديم الثقافة والموهبة ومنهم من لايجيد النطق السليم، ويحاول نادر سيف الدين مرات كثيرة من أجل العمل كمذيع حتى يتم اختياره كمراسل في بؤر الصراع الساخنة فيذهب إلى الشيشان ويتابع ما يجري على أرضها من ممارسات قاسية وعنيفة للجيش الروسي هناك ويبدي آراءه السياسية فيما يحدث ويظهر انطباعاته الخاصة الرافضة لممارسات الجيش الروسي الأمر الذي لايعجب مدير القناة فيتم نقله إلى فلسطين لمتابعة أحداث الانتفاضة فيطالب بضرورة اتخاذ مواقف أكثر فاعلية للدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات كما ينتقل للعمل داخل مصر ويكلف مع زميلته حنان ترك بتغطية احتفالات رأس السنة فيختار النماذج الفقيرة والمهمشة الغارقة في قاع المجتمع فلا يرضى رئيس القناة فيلجأ الشاب (هنيدي) إلى حيلة لكي يرضي بها رؤساءه فيذهب لنفس الأشخاص الذين سبق وقام بالتسجيل معهم وأعطاهم نقوداً على سبيل الرشوة فقالوا ما يوافق ذوق الرؤساء فأعجب به رجل الأعمال (أحمد خليل) واختاره ليكون واجهة حملته الاعلانية عن أحد منتجات الألبان وبعد نجاح الحملة يكتشف هنيدي أنه وقع في شراك رجل الأعمال الذي يقوم بترويج ألبان فاسدة في الأسواق فيقرر مع حنان ترك المواجهة وعدم السير في الاتجاه الخاطئ وبعد عدة مطاردات ينجح هنيدي في كشف رجل الأعمال المجرم على شاشة التلفزيون.
أفريكانو
أما فيلم «أفريكانو» بطولة الشاب أحمد السقا ومنى زكي فهو مأخوذ عن الفيلم الألماني الشبح والظلام وتدور أحداثه حول مغامرة يقوم بها الشاب أحمد السقا في جنوب أفريقيا وذلك من خلال رحلة يشارك فيها بعض زملاء ومنهم منى زكي وهناك تنشأ قصة حب بين منى وأحمد في غابات أفريقيا حيث يواجهان العديد من المخاطر أمام الحيوانات البرية الوحشية وكذلك مطاردة رجل الأعمال حسن حسني الذي ذهب لجنوب أفريقيا للبحث عن الماس ويستغل في ذلك العاملين معه ويقوم بتهريبه فيتصدى له أحمد السقا والفيلم أقرب للسياحة منه إلى العمل الفني وإن كان الفيلم الألماني صنع بفنية عالية المستوى.
ابن عز
وعلى طريقة أفلام اسماعيل يس القدمية تم عمل فيلم ابن عز للكوميدي علاء ولي الدين من اخراج شريف عرفة حيث يبدأ الفيلم بمولد ابن عز الدين علاء ولي الدين في ليلة ظلماء وبداخل سيارة ثم يكبر هذا الطفل وهو لايعرف من الدنيا شيئاً غير إنفاق المال والسهر والبذخ والذي يقوم على رعايته خادمة كاظم (حسن حسني) ووسط استغراقه في الملذات يقرر والده الهرب خارج مصر لأن الأموال والشركات التي كان يمتلكها كانت من قروض البنوك ولايجد حيلة ماكرة ودنيئة غير توريط ابنه علاء ولي الدين فيقوم بنقل جميع ممتلكاته إليه ثم يفر هارباً خارج البلاد ولاتجد الشرطة غير علاء ولي الدين الذي لايدري شيئاً فيتم القبض عليه وإيداعه السجن، وفي السجن يحاول خادمه الأمين إنقاذه فيدبر خطة للهرب وبالفعل يهرب علاء ومعه سجين آخر وتتوالى الأحداث في أماكن متتالية فمرة يهرب علاء ولي الدين في الصحراء ويتعرف على إحدى القبائل ومرة يهرب إلى منزل الراقصة دينا تنشأ بينهما قصة حب ويغني معها في الأفراح وأحياناً يرتدي أزياء غريبة للتخفي على طريقة اسماعيل يس في أفلامه القديمة وفي النهاية يتم القبض عليه مرة أخرى ويعود للسجن.
هذه هي أهم الأفلام التي أثارت الجدل من جديد حول قضية الاقتباس في السينما المصرية رغم ان هذه القضية من قدم السينما ومرتبطة بها منذ نشأتها وأوائل أفلامها حتى اليوم.
|
|
|
|
|