| الفنيــة
حينما تقلب القنوات وتطلع على الفضائيات فإنه لا محالة ستعتريك دهشة واستغراب من هذا الوضع الذي وصلت إليه بعض القنوات الفضائية في الانحدار بالقيم والمفاهيم بل وفي العادات والتقاليد.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بشدة هو هل هذه القنوات تمثل حالة الأمة؟! وهل هي العلاج الحقيقي لما يدور بداخل ردهات العالم العربي؟ بالطبع لا، إنما هي ثقافة فضائية استوردناها من غيرنا غير مبالين بالمؤثرات السلبية الناتجة عن هذا التحول الذي يدور في إطار البحث عن الربح السريع بدغدغة شعور ذلك المشاهد المغلوب على أمره لكي يتسمر أمام مسلسل مكسيكي تملأ جنباته المشاهد الفاضحة والكلمات المبتذلة، أو أمام فيديوكليب لفنانة تصوره بملابس غريبة وخليعة دون خجل أو حياء، أو ذلك الفنان الذي يجري خلفه «20» بنتا من الراقصات في فيديو كليب ليس له علاقة بالموضوع.
المصيبة الكبرى أن يدير إبهامك «الريموت» ليخرج ذلك الشخص في برنامجه «المعاكس» ويقول بصوت يخترق طبلة أذنك «كيف نحل الاحتلال الصهيوني... وهل القومية العربية آلت إلى انفكاك» لكنه لايعلم أنه وأمثاله هم المشهد الحقيقي لانفكاك التواصل العربي بل هو الوجه المشوه للإنسان العربي.
بعض القنوات الفضائية رقص ومسلسلات وبعضها «نزاعات، تفرقة، عنصرية» هل هذه همومنا وواقعنا الذي نعيشه.
أعتقد ان أحدهم لو أراد الاطلاع على ثقافة أمة ما واطلع على ما تبثه هذه القنوات فسيعتقد ان همومنا تنحصر في هذه السيناريوهات السمجة التي تعرض الآن في هذه الفضائيات وهو بالطبع ما يخالف حالنا الزاخر بأشياء جميلة فمازلنا متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا وقبله ديننا وثقافتنا.
إبراهيم المعطش
|
|
|
|
|