| مقـالات
لعله من المناسب أن نجدد ذكر تلك الطرفة التي تقول إن أحد الآباء سأل طفله الصغير بعد أن عاد من مدرسته منهياً أول يوم له في التعليم قائلا له: ما رأيك في مدرستك يا بني؟ فأجاب الطفل ببساطته المعروفة: أظن أننا مضطرون أن نعود غداً للمدرسة لنستكمل ما لم نستطع إنهاءه اليوم، هذا ما قاله لنا المعلم. عزيزي القارئ ، إذا كان لديك طفل سينطلق قطاره التعليمي للمرة الأولى في حياته يوم السبت القادم فاعلم أنها رحلة ستطول، وأنها لن تتوقف الا عندما يرحل من هذه الحياة، واعلم ايضا أن تقصيرك بحق متابعته والوقوف بجانبه وهو يجدف في بداياته التعليمية المبكرة سوف يخلق له (ولك أيضا) مستقبلا الكثير من المتاعب ويزيد في معاناته، خصوصا عندما يجد نفسه يتردد وسط بيئة تعليمية مبهمة مملة لا يفهمها ولا يرغبها. أرجوك أن تستقطع الآن ولو بعضا من وقتك لتتأكد بنفسك شخصيا في هذه الفترة الحرجة جدا على الأقل من أن طفلك ينطلق الانطلاقة الصحيحة ويسير في الاتجاه الصحيح نحو النهاية الصحيحة التي تتمناها له. ودعني أؤكد لك هنا أنه ليس بالضرورة أن تكون مثقفا مرموقا أو من حملة الشهادات (خلها مستورة) لتقدم العون التربوي والتعليمي لطفلك. يكفي أن تحمل أنت ووالدته واخوته وأعمامه وأخواله إن أمكن همّ تعليمه، وحذار أن تعتقد أن سمعة ومكانة المدرسة أو سمعة بعض أو أحد معلميها سيضمن لابنك تعليما نوعيا راقيا يحل جميع مشكلاته التعليمية والسلوكية. إذا كان لديك ابن في الثانوية العامة وآخر في بداية السلم التعليمي فاعلم أن الأخير هو حتما الأكثر احتياجا لمساعدتك. لو أننا قدرنا كآباء العناية بالمرحلة المبكرة من تعليم اطفالنا حق قدرها لما رأينا من مظاهر التراخي والاتكالية والتخلف السلوكي والهزال التعليمي في أبنائنا ما نراه الآن. سنظل ندور في حلقة مغلقة، وسنبقى نبدل ونغير في سياساتنا التعليمية ونستعير من نظم أخرى ونضيف ونطرح من مناهجنا طالما أن دورنا لم يتجاوز مجرد وضع طفلنا عند عتبة باب المدرسة صباحا والتقاطه ظهرا.
(alomar20@yahoo.com)
|
|
|
|
|