| العالم اليوم
رغم كل ما تفعله اسرائيل والقوى الدولية الداعمة والمتحالفة معها بالشعب الفلسطيني من قتل وتنكيل بحيث أصبح القتل اليومي للفلسطينيين أمراً معتاداً وأصبح لازمة في عناوين الصحف ونشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون، ورغم كل الذي يعرفه العرب والمسلمون من خطط مستقبلية لفرض الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة، إلا أن العرب لا يزالون يتعاملون مع موضوع الصراع العربي الاسرائيلي كل حسب مصلحته الآنية.. وعلى طريقة «نفسي.. نفسي» ويغرق الآخرون.
فلقد كشف مؤتمران وزاريان عربيان عقدا في رحاب جامعة الدول العربية في الأسبوعين الماضيين أن العرب أولاً لا يملكون تصوراً أو موقفاً موحداً لمواجهة العدوان الاسرائيلي الذي فاق كل الحدود، وثانياً أن المؤتمرين.. وكلاهما مؤتمر طارىء..!!، مؤتمر وزراء الإعلام العرب الطارىء.. ومؤتمر وزراء الخارجية العرب الطارىء. ان المؤتمرين أظهرا غياب موقف عربي موحد، وأن المصالح القطرية الآنية مقدمة على المصالح القومية المشتركة وأن عقد المؤتمرين الطارئين.. تأدية واجب وإظهار الدعم العربي للفلسطينيين من خلال عقد المؤتمرات الطارئة ولا يهم أن تتخذ هذه المؤتمرات قرارات توقف المذبحة التي يتعرض لها الفلسطينيون.
وإن كان وزراء الاعلام العرب قد اتخذوا قرارات لبدء تحرك اعلامي على الساحة الدولية ورصدوا مليون دولار فقط.. فان وزراء الخارجية كشفوا عن تراجع خطير في الموقف العربي فقد عجز الوزراء عن اتخاذ قرار لتفعيل المقاطعة العربية ضد اسرائيل بل أدهى من ذلك أنهم أقروا عجز الدول العربية عن مقاطعة عدو لها يذبح أبناءها.. لأن بعض الدول العربية ملتزمة باتفاقيات تمنعها من الالتزام بالمقاطعة..!!
وهذا لعمري من عجائب عالم السياسة العربية، فالدول العربية تلتزم وتحترم الاتفاقيات في حين الطرف الآخر ينتهك الاتفاقيات ويلغيها هذا إن نفذها، ويذبح بنودها مثلما يذبح الفلسطينيين يومياً.. بينما نلتزم نحن العرب بالاتفاقيات ونداري عجزنا.. بل نفضح أنفسنا بالمؤتمرات الوزارية الطارئة.
jaser@aljazirah.com
|
|
|
|
|