رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 25th August,2001 العدد:10558الطبعةالاولـي السبت 6 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

سُنة المرسلين
بادروا للزواج.. فهو مدعاة للعفة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ان ديننا دين الشمول والكمال يسمو بالمرء الى معالي الأمور. ويبعده عن سفاسفها ولعل مما جاءنا به هذا الدين العظيم «الزواج» الذي يعتبر من أهم مقومات الحياة. والحافظ لجميع البشر من الانقراض والزوال.
وإن قوامه وجود الألفة والمحبة والاحترام والتوقير بين الزوجين.
وقد ندب البارئ جل وعلا الى الزواج فقال«وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم » الآية وقال تعالى «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع». وقوله تعالى«ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» الآية.
ولقد خاطب المصطفى صلى الله عليه وسلم الشباب وحثهم على الزواج والمبادرة إليه متى كان قادراً على مؤن الزواج ونفقاته. حتى لايقع في مزالق الشيطان فيهوي في الموبقات، لأن للشباب فتوة ونزوة تدفعه إلى طاعة نفسه الأمارة بالسوء وتقهره إلى إرضائها بدون أن يبالي بسوء مغبة أو حسنها.
ولاشك أن المبادرة إلى الزواج مدعاة للعفة وغض البصر عن المحرمات مع تمكنه بإذن الله تعالى إذا رزق بأولادٍ من أنه يقوم بتربيتهم والقيام بشؤونهم وإعدادهم لمستقبل حياتهم وجعلهم رجالاً صالحين مصلحين ينفعون أنفسهم وأمتهم، بهم تقوى شوكة بلادهم وجنباتها وتحفظ هيبتها وكرامتها.
أنظر أخي المسلم إلى حال الرجل المتزوج عندما يفاجأ بمرض لاقدر الله أو تنتابه نائبة من نوائب الدهر وعنده زوجة صالحة كيف يكون محاطاً برعايتها وعطفها قائمة على خدمته ليل نهار محفوفاً بإذن الله تعالى بأسباب الصحة والعافية كيف لا وبجانبه قرينته تخفف آلامه وتسليه وتؤنسه وتقوم بخدمته وتضمر الخير له.
وانظر بعين البصيرة الى العزب في حال مرضه من يأس وقنوط وندم على ما فرط منه بعدم اقترانه بزوجة صالحة ناصحة تعينه على نوائب الدهر ومصائبه.
قال بعض أهل العلم وأما الابطاء عن الزواج حتى يتقدم به العمر فصاحبه على خطر لأنه قد لايستطيع تربية أولاده لضعف قوته وعجزه عن تحصيل مابه حياتهم وتوفير أسباب السعادة لهم.
وربما اخترمته المنية فتركهم كزغب القطا مهيضي الجناح أيتاما لايقدرون على التخلص من الأكرار والأنكاد..».
مع أن التأخر عن الزواج سبب لكثرة الفتيات العانسات حيث يفوت عليهن زمن نضرتهن.
وان مما يؤسف له أن بعض الشباب يفضل حياة العزوبية على الحياة الزوجية لما يدعيه من خفة الكلفة مع أن هذه نظرة خاطئة مجانبة للصواب.
لأن الزواج سُنة المرسلين والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول «فمن رغب عن سنتي فليس مني».
وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن التبتل نهياً شديداً.
قال الإمام أحمد رحمه الله ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء وقال من دعاك إلى غير التزوج فقد دعاك الى غير الإسلام.
ولو لم يكن في الحث على الزواج والنهي عن العزبة إلا قوله تعالى «ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية» لكفى وشفى.
روى أبو يعلي في مسنده«من تزوج في حداثة سنه عج شيطانه ياويله عصم دينه».
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول« لو لم يبق من عمري إلا عشرة أيام أحببت أن أتزوج حتى لا ألقى الله عزباً» وتزوج الإمام أحمد رحمه الله في اليوم الثاني من وفاة امرأته وقال أكره أن أبيت عزباً».وقال صلى الله عليه وسلم «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى من زوجة صالحة ان أمرها أطاعته وأن نظر إليها سرته وان أقسم عليها برته، وان غاب عنها نصحته في نفسها وماله»رواه ابن ماجة.
ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال «تكثروا من العيال فإنكم لاتدرون بمن ترزقون» ولعل من الأسباب التي تقف حجر عثرة أمام كثير من الشباب مايلي.
1 ثقل المهور والتبذير والاسراف في حفلات الزواج مما ينشأ عن ذلك العزوف عن الزواج ببنات وطنه مما يستدعيه إلى التزوج بالأجنبيات وناهيك عن عواقب ذلك. وما أجمل قول الشاعر


والناس أكثرهم فأهل ظواهر
تبدو لهم ليسوا بأهل معاني
فهم القشور وبالقشور قوامهم
واللب منه خلاصة الإنساني

2 استئجار القصور الفخمة «والتي تزيد الطين بلة» وما ذلك إلا مباهاة ومظاهر نفعل كما فعل فلان «وما بنا قصيرة عن الناس» وماهذا إلا لغفلتهم عن قوله صلى الله عليه وسلم «أكثر النساء بركة ايسرهن مؤونة».
وقال بعض العلماء يكره نكاح الحنانة المنانة والأنانة والحداقة والبراقة والممراض.
فالحنانة هي التي لها ولد تحن إليه أو زوج تحبه من قبلك.
والمنانة هي التي تمن على زوجها بما تفعله أو تبذله.
والحداقة هي التي تسرق كل شيء بحدقتها وهي التي تحب أن تطلع على كل شيء وتكلف زوجها.
والبراقة هي التي تشتغل بتبريق وجهها ويديها ورجليها وقيل هي التي تغضب عند الطعام ولا تأكل إلا وحدها.
والممراض هي التي تتمارض غالب أوقاتها وليس فيها مرض.
نفعنا الله بتعاليم ديننا ووفقنا لكل خير
عبدالعزيز بن محمد الفنيسان
محافظة الزلفي.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved