رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 25th August,2001 العدد:10558الطبعةالاولـي السبت 6 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

المدير المبارك
إدارة المؤسسات التعليمية أمر شاق لا يدركه إلا من يتولى هذا العمل، ولا يأتي به على الوجه الأكمل إلا من أكرمه الله تعالى بالخلق الحسن من الصبر والحلم والرفق والشجاعة، وأحسب أن هذه الأخلاق وغيرها من مستلزمات القائم على إدارة المؤسسة التعليمية.. ووجه المشقة في إدارة المدارس والمعاهد التعليمية أن المدير يتعامل مع ثلاث شرائح من المجتمع: «المدرسون، التلاميذ وأولياؤهم»، وكل شريحة منها تتطلب منه مزيداً من القدرة على التعامل مع كل بما يناسبه، ولذلك فإن الإدارة أمر عسير لمن يريد أن يؤديها على الوجه المطلوب.
وحيث إن التعليم في المملكة ولله الحمد يستند إلى أصول صحيحة ومبادئ قويمة في ضوء هدي الإسلام وتعاليمه، فإن هذه البلاد أنتجت العديد من الرجال الأفذاذ في مجال التربية والتعليم ممن حملوا هم تعليم الناس وتربيتهم، وبذلوا أنفسهم وأوقاتهم في سبيل ذلك، وكان لهم أثر بارز في التعليم، وهؤلاء الرواد يستحقون أن تفرد سيرهم في مصنفات لتستفيد منها الأجيال سواء من عمل في التعليم أو في الإدارة. وأذكر من هؤلاء الذين بذلوا أنفسهم في التعليم والإدارة: مدير المعهد العلمي في الملز سابقاً الشيخ مبارك بن محمد الرشود، الذي تقاعد عن العمل مؤخراً بعد أن أمضى في إدارة المعهد العلمي في الملز عشرين عاماً، وكان قبلها مدرساً فمديراً للمعهد العلمي في الأفلاج، وكأني به عدل في القسمة بين الأفلاج التي ولد فيها وبين الرياض التي تعلم فيها، فجدير بالذكر أن الشيخ رحل في صغره من الأفلاج لطلب العلم، فرحل إلى القصيم ثم إلى الرياض ثم عاد إلى الأفلاج للتدريس فيها ثم إدارة المعهد العلمي. وكان الشيخ نمطاً فريداً في الإدارة والتربية والتعليم، متميزاً في حزمه وجده، وصبره وتحمله، ونصحه ورحمته، وتعليمه وتربيته، وكان الجد ملازما له في عمله وله حضور قوي في المعهد، دقيق المتابعة شديد الاهتمام بالتنظيم، ولم يكن يتساهل أبداً فيما يحدث في المعهد من أمور قد تخل بالتربية أو التعليم، بل كان حازماً لا يتوانى في إصدار القرارات التي تعين على إنجاح العمل. وللشيخ قوة في التحمل والصبر على كثير من الهفوات التي تحدث من بعض أولياء أمور الطلاب أو من المدرسين، أو من الطلاب.
وكان كثير الاهتمام بالتربية وتحصين الطلاب من كل ما يصرفهم عن الخير والعلم ، لقد كان للشيخ نصيب من اسمه، وكان مباركا على المعهد، وسعى إلى أن يكون المعهد نموذجاً فريداً بين المعاهد العلمية، في المبنى والمعنى، وإن الشيخ إذ يودع المعهد ليعطي صورة لأبناء هذا البلد المبارك الذين يقدمون العطاء ويبذلون الجهد دون كلل أو ملل، لا ينتظرون من أحد جزاء، وإنما يرون ذلك من أوجب الواجبات عليهم، ويتقربون إلى الله تعالى بعملهم. وأحسب أن اسم هذا الشيخ محفور في قلوب كثيرين ممن كان له أثر عليهم وعلى أبنائهم ، وهم يلهجون بالثناء عليه والدعاء له في غيبته، وأعظم بذلك من خير مدخر لكل عامل يعمل في سبيل رفعة هذه الأمة فجزى الله الشيخ خير الجزاء على ما قدم وأمد في عمره على طاعة الله وفعل الخير ونفع الناس.
د. عبدالله بن إبراهيم اللحيدان
جامعة الإمام

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved