|
| عزيزتـي الجزيرة
الكل يدرك ان الإسلام سباق الى معالجة الترابط الأسري وصلة الأرحام وقد وردت آيات قرآنية واحاديث نبوية كثيرة نذكر منها قول الحق تبارك وتعالى «واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئاً وبالوالدين احساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب» الى اخر الآية وقول الحق تبارك وتعالى في آية اخرى«فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم» وقول الرسول صلى الله عليه وسلم «ان الرحم متصل بعرش الرحمان من وصله وصله الله ومن قطعه قطعه الله».
وباعتبار ان أبناء هذه الأمة ينتسبون الى أمة الاسلام التي شرفها الله بقوله «كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» في ظل هذه التوجيهات الربانية ارتبط سلوك أبناء هذه الأمة بها وتفاعلت معها في حياتها ايماناً منها بأن سعادتها واستقرارها رهينان بالالتفاف حولها خصوصاً في هذا الوقت الذي افرزت الحضارة المادية فيه الكثير من السلوكيات الخاطئة والظواهر الغريبة التي جعلت بعض المجتمعات يعيش حياة التفكك والضياع وقد ادرك أبناء هذا المجتمع بصفة خاصة ذلك وفكروا في وسيلة تجدد طريقة الترابط والتواصل بينهم وجاءت فكرة اجتماع الأسرة الكبير والذي يضم جميع افراد الأسرة في مناطق المملكة والذي عادة يقام في أوقات الأعياد والاجازات واجتماع العائلة الشهري والأسبوعي.
أخي القارئ الكريم لو تأملنا في المردود الايجابي الذي يحققه هذا الترابط إذا فعل بشكل جيد فسوف يحقق اشياء كثيرة فمثلاً لو فكر وجهاء الأسرة في اجراء المسابقات الثقافية والمساجلات الشعرية والوصلات الفكاهية فسوف تقوي الصلة بالانتماء الى هذه الأسرة. ايضاً تكريم المتفوقين في نهاية العام الدراسي وعمل برامج متنوعة يتخللها برامج مثل تنظيم زيارات علمية داخل وخارج المملكة بالأضافة الى الرحلات السياحية الجماعية كذلك التفكير في انشاء مكتبة في المقر المخصص لاجتماع الأسرة ووضع ميزانية لتزويد المكتبة بالجديد من حقول المعرفة المختلفة وتعيين مشرفين عليها من اصحاب التخصصات الذين ينتسبون الى هذه الأسرة. ايضاً انشاء صندوق لدعم انشطة الأسرة بالاضافة الى تفعيل الجانب الإنساني في نشاط الصندوق من خلال منهجية علمية مدروسة تستطيع ان تحيط بكل الجوانب والخدمات التي يحتاجها بعض الأفراد ومراعاة مشاعرهم وعدم اشعار الآخرين من داخل الأسرة بهذه الخصوصية وقصرها على امناء الصندوق والباحث الاجتماعي .
أخي القارئ الكريم من خلال هذا المنبر أوجه دعوتي الى القائمين على اجتماع الأسر أو الذين يفكرون في اقامة مثل هذه اللقاءات لدراسة هذه الأفكار مع الأخذ بالاعتبار مبدأ هذه الدولة حفظها الله القائم على التراحم والترابط والتعاون ونبذ اشكال العصبية والتفاخر وان يرسخ في صفوف أبناء هذه الأسر قيم الاسلام الخالدة وتمسكها بعاداتها وتقاليدها.والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
منصور ابراهيم
محمد الدخيل
مكتب التربية العربي لدول الخليج
|
|
|
|
|
