رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 25th August,2001 العدد:10558الطبعةالاولـي السبت 6 ,جمادى الآخرة 1422

منوعـات

وعلامات
حيدة الأبناء عن الحق؟! (22)
عبدالفتاح أبو مدين
ü إن الظالمين لوالديهم.. يقيّض الله لهم بنوة ظالمة جاحدة، لكن الخوف أن تعم البلية، فيكثر النكر والجحود ، فيصبح الأب والأم وكأنهما أعداء لأبنائهم، من سوء المعاملة التي نرى ونسمع، لأنها حال لا تطاق.! وإن البعد عن هدى الله.. يقود إلى تلك الأخلاق الرديئة، في معاملة الأبناء للآباء.. في المجتمع المسلم، ليس كل منكر تقليداً للغرب، ولكن الانحراف.. من سوء التربية، ومن جلساء السوء الذين لا خلاق لهم.! فساد التربية هو الأساس، وقد ضربت المثل بوصايا ذلك الأعرابي.. الذي وصى.. بملاعبة الابن سبعاً، وتأديبه سبعاً، ومصاحبته سبعا..! في ذلك أسس التربية السوية.. إن شاء الله.! ويبقى الجانب الأهم والمهم، وهو: القدوة ، فإذا انحرفت القدوة، فقد خسر البيع، « وذلك هو الخسران المبين».!
* نعم .. الأب قدوة، والأم قدوة، والإخوة الأكبر قدوة.! ثم المعلم والمعلمة قدوة، والمجتمع قدوة أكبر. فبمن يقتدي الطفل والطفلة، حين يفتح كل منهما عينيه!؟. إذا غابت القدوة، وإذا أهملت التربية، فقل على الدنيا العفاء.! ولابد أن يتسامت القدرة مع التربية، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، ذلك أن لا تكون تربية حقة مجدية وناجحة، إلا إذا كان ثمة قدوة سلوكه ذو قيم، لأن العدوى ماضية.. لا نزاع في ذلك.! إلى جانب الإدانة، وصدقت العرب.. حين قالت :« إنك لا تجني من الشوك العنب»!.
* ودعونا ننهل من التوجيه النبوي.. ما ينبغي أن يذكر به، « لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، لأنا في دوامة لا يعلم بها إلا الله، ففي السنة المطهرة شفاء، لأن القائل لا ينطق عن الهوى.. كما زكاه ربه، لعل تلك الغمة التي أظلت أمتنا.. تنجاب، ليهدي خالقنا أبناء وبنات الأمة المسلمة بفضله إلى سواء السبيل، لتهدي، ولتزداد إيماناً. فتبر آباءها.. لكي يبرها بنوها في الغد، وهو غير بعيد.. في حساب الأيام والسنين.!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يروي أبو هريرة، مما أخرجه: مسلم، وأبو داود والترمذي: لن يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه». انظروا إلى هذه القيمة العظيمة للوالد.. بالقياس إلى ولده، والحديث ليس في حاجة إلى شرح وتبيان.! وفيما يروي عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رضا الرب من رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد» كم أود أن يقرأ الأبناء العاقون، والبنات العاقات.. هذا البشير والنذير، في حالي الرضا والسخط، لعل الضالين أن يفيئوا إلى أمر الله وهداه. ويروي ابن العاص فقال: استأذن رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال نعم. قال ففيهما فجاهد« الجهاد في حال أنه فرض كفاية، رعاية الابن لوالديه أفضل من هذا الجهاد في سبيل الله! ويروي كذلك ابن العاص رضي الله عنهما، أن رجلاً قال: يارسول الله إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يحتاج مالي. فقال: «أنت ومالك لأبيك! إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم».
* فطوبى لمن بر والديه، وكان باراً لهما، لينال خيري الدنيا بأن يبره أبناؤه، والآخرة مثوبة ومرحمة ورضا الديان، لأنه تعالت أسماؤه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.! ويروي مسلم رحمه الله تعالى، أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، قال: «فهل من والديك أحد حي؟ قال نعم، بل كلاهما حي. فقال : فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ قال نعم. قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما».
اللهم اهدنا لأحسن الأمور لديك.. فلا يهدي لأحسنها إلا أنت.!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved