| الفنيــة
* القاهرة - محمد سامي:
أحمد وفيق أحد الوجوه الجديدة في عالم السينما دخلها من أوسع أبوابها ببطولته لفيلم يوسف شاهين الجديد «سكوت هنصور»
أمام المطربة لطيفة، وهي التجربة السينمائية الثانية له مع المخرج العالمي بعد مشاركته في فيلمه السابق «الآخر» الذي قام فيه بدور الارهابي شقيق حنان ترك الذي قتل كل أبطال الفيلم في نهايته، وفيق يعيش هذه الأيام أفضل لحظات حياته مع نجاح الفيلم الجديد الذي يعتبره بدايته على طريق الفن والشهرة.
التقت به الجزيرة في هذا الحوار الذي تحدث فيه عن بدايته وبطولته الأولى وكيفية اختياره للعمل مع يوسف شاهين وأحلامه وطموحاته.
بدأت حياتك في عالم الفن من خلال عدة مواهب دفعة واحدة فكنت ترسم وتكتب الشعر وتمثل فلماذا استقر بك الحال على التمثيل؟
التمثيل كان الأسبق فقد بدأت في المسرح المدرسي في دولة قطر حيث كنت أعيش هناك مع أسرتي وكنت أمثل باللهجة الخليجية، وبعدها اتجهت إلى الفن التشكيلي وأعتبره أساس موهبتي ورسمت الكاريكاتير كذلك، وعندما التحقت بالجامعة كنت أقود فرقة كلية التجارة التي أدرس بها وحصلت على لقب أفضل مخرج جامعي على مستوى جامعات الدلتا وبعد حصولي على الشهادة الجامعية أتيت إلى القاهرة لالتحق بالمعهد العالي للسينما قسم الاخراج وفي اليوم الأول للاختبارات وصلت إلى المعهد متأخراً عن موعدي ساعة كاملة فتم إلغاء الاختبار.
*بالتأكيد شعرت بالإحباط بعد إلغاء اختبارك فكيف استطعت ان تتماسك وتواصل الطريق في مجال التمثيل؟
- في نفس يوم إلغاء اختباري بمعهد السينما قرأت في الصحف خبراً يقول إن الفنان محمد صبحي يقوم بإجراء اختبارات للممثلين الهواة لاختيار أبطال لعرض سيقوم باخراجه واسمه «بالعربي الفصيح» وفعلاً ذهبت واختارني محمد صبحي لألعب دور الشاب الجزائري في العرض وكانت الانطلاقة فبعد «بالعربي الفصيح» اختارني المخرج جلال الشرقاوي وأعطاني ثلاثة أدوار في مسرحياته الثلاث الأخيرة «دستور ياسيادنا» و«قشطة وعسل» و«حوده كرامة» التي اختارني يوسف شاهين من خلالها للدور الذي قمت به في فيلم الآخر. خارج الترشيحات.
*القيام ببطولة فيلم ليوسف شاهين حلم يراود كل شباب الممثلين فكيف كان اختياره لك؟
- بعد عرض فيلم «الآخر» كنت أداوم من حين إلى آخر على زيارة يوسف شاهين في مكتبه وفي إحدى المرات عرفت أنه يرتب أوراقه لتصوير فيلم جديد اعترف أنني حلمت بالمشاركة فيه، وعندما عرفت الترشيحات الأولية للفيلم تضايقت لأنني لم أكن بينها وبعد فترة وجدت من يتصل بي ليطلب مني الحضور لمكتب يوسف شاهين في أقرب فرصة، وهناك استقبلني المخرج خالد يوسف مساعد شاهين وأدخلني غرفة مكتبه وأعطاني نسخة من سيناريو الفيلم الجديد ثم دخلت مكتب شاهين فقال لي أنا رشحتك لدورين في الفيلم وحاول أن تحدد الدور الأقرب لك لنختار الممثل الذي سيلعب الدور الآخر، كانت الأدوار المعروضة في حجم دوري نفسه في فيلم «الآخر» مساحة لابأس بها تشارك في الأحداث بفاعلية، وقبل ان أغادر المكتب طلب خالد يوسف مقابلتي على انفراد وعلمت منه أنني مرشح للقيام ببطولة الفيلم أمام لطيفة وفي اليوم التالي عرفت ان شاهين وجابي خوري سيشاهدون مسرحية «حودة كرامة» في هذه الليلة وأن الغرض الرئيسي من العملية هو مشاهدتي كممثل على خشبة المسرح عن قرب.
* وماذا حدث في تلك الليلة؟
- بداية أنا أكره منطق الاختبار وأرفض ان يتم وضعي تحت المنظار لكنه لم يكن لدي خيار في هذه الليلة وكل ما فكرت فيه هو القضاء على التوتر الذي أصابني فجأة واستعنت على ذلك بقراءة قصار السور وفوجئت بشاهين يغادر العرض من نصفه بعد ان صافح كل الممثلين في غرفة جلال الشرقاوي وحاولت أن أقرأ في عينيه أي انطباعات لكنني فشلت وعندما مد يده ليصافحني قال لي أنا شفتك فين قبل كده وضحك الجميع لهذه الدعابة لكنها أرعبتني وفي اليوم التالي استدعاني لمكتبه وقال لي ستقوم بدور البطولة في الفيلم الجديد وسنبدأ البروفات بعد أسبوع.
اختيار صعب
*بعد البروفات بدأ تصوير الفيلم فكيف أديت المشاهد الأولى؟
- كان المشهد الأول في الفيلم كارثة بكل المقاييس، كان المشهد يجمعني أنا والفنانة لطيفة في حفل غنائي كبير، وفجأة قرر المخرج يوسف شاهين أن يتم تصوير المشهد على الطبيعة في الحفل الغنائي الذي قدمته لطيفة في ليالي التلفزيون في مارينا وكان التلفزيون المصري والفضائية ينقلانه على الهواء مباشرة وكان المسرح مزدحماً في ذلك اليوم ووضع شاهين كاميراته بين المتفرجين وصور لطيفة وهي تغني ثم قدمتني لطيفة على خشبة المسرح لأقول كلمة للجمهور ثم صعد شاهين لتحية الجمهور وداعبهم قائلاً احنا ضحكنا عليكم وصورناكم في الفيلم الجديد وببلاش وهكذا تم المشهد ونجحنا أنا ولطيفة في أول اختبار.
*ماذا عن العمل مع لطيفة؟
- تعتبر لطيفة أحد عوامل نجاحي في هذا الفيلم بروحها الطيبة وقيامها برعايتي هي وشاهين وخالد يوسف وأعتقد أنني سأستفيد من نجوميتها كما أتمنى أن ألتقي معها في أعمال فنية أخرى.
*ألا تخشى مما يطلقون عليه لعنة يوسف شاهين التي تتمثل في أفول بعض النجوم الذين مثلوا أفلامه واعتزال البعض الآخر؟
- أنا لا أعتقد في ذلك بل على العكس فمن حسن حظي أن أعمل مع شاهين وهي فرصة يحلم بها كل ممثل سواء كان شاباً أو نجماً فهو مخرج عالمي بكل المقاييس أما ما تتحدث عنه فله علاقة أكثر بهؤلاء الممثلين أنفسهم والمعتزلون يفعلون ذلك لأسباب خاصة بهم.
تراجيدي كوميدي
*قدمت أدواراً كوميدية في مسرحياتك مع المخرج جلال الشرقاوي «دستور يا سيادنا» و«قشطة وعسل» و«حوده كرامه» بينما أدوارك مع شاهين أدوار تراجيدية فأي القالبين أقرب إليك؟
- أتمنى أن أكون ممثلاً شاملاً لا يخضع لتصنيف تراجيدي أو كوميدي فالفنان الحقيقي يمكنه ان يؤدي جميع الأدوار وأنا أجد نفسي في التمثيل عموماً بصرف النظر عن نوعية الدور فالمهم ان أتعايش معه وأتقن الشخصية بحيث لا أبدو ممثلاً.
*ما رأيك في السنيما التي يقدمها الجيل الجديد وهل تعتقد أن لهم دوراً في تطوير السينما؟
- الجيل الجديد يعمل الكثير ويحاول بكل الطرق لكنه مازال في مرحلة التكوين والسينما المصرية قوية وزاخرة بنجومها وصناعها، قد يصيبها الوهن أحياناً ولكنها قوية دائماً وهي السينما الأم وتعتبر رائدة للسينما العربية التي خرجت من عباءتها وأعتقد أن الجيل الجديد سيكون له دور مهم ومؤثر في صياغة سينما جديدة بدأت تظهر على الساحة وستثبت نفسها بقوة.
*شاهين مخرج عالمي فهل تحلم أن تصل للعالمية؟
- بداية أود أن أكون إضافة مفيدة للسينما العربية وأن أكون أخاً أو ابناً لكل مواطن عربي وأن أساهم في إسعادهم ولو لدقائق معدودة، كما أتمنى أن أكون ممثلاً عالمياً لكن من خلال لغتي العربية حيث لا يمكن أن تنشر ثقافتك وتصف بيئتك عندما تعبر عنها بلغة الآخرين فالأفضل أن نصنع أفلاماً عربية عنا تنافس الأفلام العالمية لأن اشتراك الممثل في أفلام أجنبية لايعمل على تقدم السينما العربية لأنه مجرد احتكاك فردي والأهم ان نخترق الجمهور الأجنبي بأفلام عربية.
|
|
|
|
|