رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 25th August,2001 العدد:10558الطبعةالاولـي السبت 6 ,جمادى الآخرة 1422

المجتمـع

ماذا قدم الأدب السعودي للطفل؟
أساطير شعبية وقصص وهمية تؤثر سلباً على سلوكه
* حوار روضة الجيزاني:
ثبت من خلال الدراسات والبحوث المؤلفة في أدب الطفل أنها قليلة ونادرة إذا ما قورنت بمجالات الأدب الأخرى خصوصاً في أدب الطفل السعودي ويأتي هذا الشيء مع تدفق القصص الخيالية التي يشاهدها الطفل اليوم. وما تبثه القنوات الفضائية من قصص بعيدة كل البعد عن مجتمعنا الإسلامي هي في الواقع ثقافات منحازة لواقع كل مجتمع.
ولكن ماذا قدم الأدب السعودي للطفل للوصول الى نتائج يمكن أن تعطي صورة واقعية عن قصص الطفل في الأدب السعودي.. هذا السؤال وغيره تطرحه على القاصة والحاصلة على الماجستير في أدب الأطفال من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفاء إبراهيم السبيل حيث تقول في البداية: تتنوع قصة الطفل السعودية فنجد نماذج كثيرة لمعظم الأنواع القصصية الرئيسية المعروفة في قصة الطفل عامة. كما تتنوع القصة في النوع القصصي الواحد حيث لم يظهر سوى قسمين من القصة الشعبية وهما: الأسطورة وقصص الجن والسحر. وبالرجوع الى خصائص هذين القسمين اللذين يحويان في الغالب على ما يخالف العقيدة الإسلامية الصحيحة التي هي ولله الحمد أهم ما يميز المملكة العربية السعودية لذلك فهي لا تجد قبولا أو انتشارا وتعد القصة الواقعية أكثر أنواع القصة شيوعا في قصص الأطفال في الأدب السعودي تليها القصة الخيالية الحديثة. ثم القصة الشعبية وأخيرا قصص السيرة.
* ولكن من أين يأتي كتاب القصة السعوديون بموضوعاتهم؟
يأتون بها من مصادر كثيرة ومتنوعة مثل البيئة والتراث ثم الحديث الشريف والقرآن الكريم والتاريخ بالإضافة الى المأثورات الشعبية وتاريخ المملكة وهناك قصص أخرى أبدعها الكتاب من وحي خيالهم فلا يمكن ارجاعها الى أي مصدر آخر.
* وما القصص الأكثر شيوعا؟
تتنوع القيم المبثوثة في قصة الطفل السعودية ما بين قيم إيمانية وقيم تربوية وقيم جمالية وتعد القيم التربوية هي الأكثر شيوعا على وجه العموم تليها القيم الإيمانية والجمالية.
* وهل تستند القصة في بنائها على البيئة الزمانية فقط؟
هناك قصص جيدة وظفت فيها البيئة الزمانية والمكانية لصالح موضوع القصة وفي المقابل هناك بعض القصص التي لم تقدم بيئة زمانية ومكانية صحيحة أو أن البيئة الزمانية أو المكانية غير واضحة فيها بالرغم من أهميتها لموضوع القصة.
* وماذا عن الشخصيات الرئيسية للقصة؟
تتعدد الشخصيات بأنواعها المختلفة الرئيسية، الثانوية، النامية والثابتة والمستديرة ويقوم بدور شخصيات القصة في كثير من القصص مثل شخصيات من الحيوان أو الأطفال، واستخدم الكتاب طرقا مختلفة لرسم الشخصيات التي قد ينتابها بعض العيوب ومنها: عدم الدقة في رسم الشخصية، عدم توافق الشخصية وثباتها، فلا تظهر طبيعة تتفق مع الفطرة أو لا تتوافق مع نفسها طوال القصة، حيث يكون هناك تناقض في أقوالها وأفعالها كذلك عدم الواقعية في رسم الشخصية، وأكثر الأمثلة شيوعا هو المبالغة في وصف مثالية الأطفال عندما يكونون أبطالا للقصة فلا يظهرون بمستوى الواقع ووجود مثل هذه العيوب في بعض قصص الأطفال في الأدب السعودي ، لم يمنع من وجود قصص كثيرة أجاد كتابها في رسم الشخصيات.
* كيف يستطيع الكاتب توظيف الحوار ليؤدي الأغراض المنوطة به؟
تتفاوت قدرة كتاب قصة الطفل في الأدب السعودي في توظيف الحوار ليؤدي الأغراض المنوطة به، فهناك من نجح في استخدامه ليخدم موضوع القصة وراعى الجوانب الفنية المختلفة، وبالمقابل هناك عيوب فنية ظهرت في الحوار في بعض القصص ومن هذه العيوب:
طول العبارات الحوارية، زيادة استخدام الحوار في القصة عن الحد المطلوب، كما أن هناك بعض العيوب الفنية التي صاحبت العمل وذلك في أسلوب مخاطبة الأطفال بأسلوب فيه استعلاء أو تصغير أو تأديب وعظة.
* ولكن يلاحظ أيضا من بعض الكتاب عدم مراعاة الألفاظ مثل بعض العبارات الغامضة والمبهمة أحيانا؟
تكثر النماذج القصصية التي يستخدم فيها مؤلفوها ألفاظا صعبة لا تناسب قاموس الأطفال اللغوي كما تظهر في بعض الألفاظ العامية في بعض القصص ويندر ظهور الألفاظ الأجنبية ولكن هناك بعض الألفاظ المبهمة التي تحتمل أكثر من معنى واحد.
* ما الضوابط التي يجب تطبيقها فيما يتعلق بترجمة قصص الأطفال؟
أولا: لابد من انتقاء القصة عند اعتماد ترجمتها، ومراعاة خصوصية الطفل السعودي كطفل عربي مسلم، فليست كل القصص في الآداب الأخرى صالحة بأن تقدم للطفل السعودي، ومن أهم الضوابط ألا تحتوي القصة المترجمة على ما يتعارض مع أصول وتعاليم الإسلام سواء في شكلها أو مضمونها، والابتعاد كليا عن القصص التجارية غير الهادفة، وعلينا أن ننهل من تاريخنا السعودي في جوانبه المختلفة فتاريخ المملكة ما زال مصدرا خصبا لكثير من القصص التي يمكن ان تكتب للأطفال فتاريخ المملكة مليء بالأبطال والعلماء والحوادث المختلفة التي يمكن ان تثري القصص الموجهة للأطفال، وهذا الشيء يقوي انتماء الطفل السعودي لوطنه وأمته، خصوصاً أننا في زمن نحن بأمس الحاجة فيه إلى ذلك كما يجب علينا أن نطلع الطفل على الماضي وتاريخه العريق وتوظيف ذلك في الأعمال القصصية الموجهة للطفل السعودي.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved