|
| مقـالات
يظل القارئ المعين الذي منه نستمد مادة ما نكتب.. حيث هو القارئ/الناقد.. المصوب.. المخالف.. وليس لنا أمام رأيه سوى الإنصات له بهدوء.. والتجاوب برحابة صدر.. ومن ثم التحاور حتى نصل الى ما يرضي الطرفين دون فرض رأي أو تعتيم الآخر.
والأستاذ أحمد عبدالله المولد من مكة عندما تفاعل مع مقالٍ نشر لي هنا تحت عنوان (المرأة والرجل جنباً الى جنب) وبعث لي وجهة نظره.. ورؤيته تجاه ما كتبت.. رأيت انه من المستلزم أن يصل رأيه الى مساحات أرحب.. ففضلت نشر رأيه كما هو دون تصرف مني.
يقول المولد (.. 1 إن قاعدة عمل المرأة منصوص عليها في القرآن، قال تعالى« قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير» القصص.
وأرجو التأمل في الآية كيف استطاعت أن تعطي المدلولات التالية:
* ان موسى عليه السلام استغرب وقوفهما في موقع قريب من الرجال لذلك سأل وقال ما خطبكما؟ مستغرباً وقوفهما.
* المرأتان عبرتا عن عظيم حيائهما حين قالتا «لا نسقي حتى يصدر الرعاء» حياء أو بعدا عن مخالطة الرجال.
* ان المرأتين فيهما من الحكمة حيث عبرتا عن سبب مزاولتهما لهذا العمل الخاص بالرجل الذي اقتضى خروجهما وهو عدم وجود العائل القادر على كفايتهما مؤونة الخدمة والخروج وهو كونه «شيخاً كبيراً». هذه القاعدة لابد منها عند الحديث عن مهام المرأة وعملها.
2 لا أختلف معك في كون متطلبات الحياة تنوعت وتشعبت حتى باتت المرأة بمقدورها أن تبني عمارة سكنية بداية من إجراءات تصريح البلدية حتى تصبح عمارة آهلة بالسكان وتستلم إيراداتها.
3 قولك ان السائق أسقط عن الرجل مهام مشاوير الأسرة، أقول لك على سبيل المشاكسة كذلك الخادمة أسقطت عن الزوجة مهام الأمومة والتربية والتعليم.. فهذه بتلك والبادي أظلم.
4 أما قولك رفض البعض أن تصل المرأة الى هذه المرحلة من التوسع في المهام فله عدة أسباب وأكبر هذه الأسباب التخوف من أن تذوب المرأة جسداً وتنصهر خصوصيتها الأنثوية وتتحطم معاقد الترابط الاجتماعي، ويفتح لها ومعها باب التبرج على مصراعيه ونعود الى الجاهلية الأولى.. قال تعالى «ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى» سورة الأحزاب.
5 أما سؤالك (هل فعلا ًالمهمة التي اضطلعت بها المرأة الآن لا حق لها.. وأنها جريرة تحسب ضدها لا لصالحها وأن النظرة ستكون مزرية سيئة؟
فالجواب: إنه في ظل غياب الرجل، وفي ظل التخلي عن واجب القوامة المنوطة به، وفي ظل الحاجة القائمة يحق للمرأة الاضطلاع بتلك المهام.. ولا يعتبر ذلك جريرة إلا إذا فرطت وجعلت ذلك وسيلة لتحقيق مآرب أخرى، فمثلا امرأة بحاجة الى دفتر تحضير.. استغرقت مهمتها ثلاث ساعات متجولة في الأسواق.. أليس ذلك جريرة وبالتالي هنا تكون النظرة سيئة ومزرية.
6 أما قضية التنافس التي أشرت إليها فليست واردة لأن الرجل هنا تخلى عن مسؤوليته والمرأة مضطرة لحاجتها.. فالتنافس الشريف يكون بين طرفين متساويين في الحقوق والمسؤوليات وهنا الشأن مختلف.
ص.ب: 10919 الدمام : 31443
فاكس: 8435344 03
|
|
|
|
|
