| مقـالات
انفتاح الدنيا علينا ألهانا عن الآخرة.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأف الخلق بنا.. كان يخشى علينا انفتاح الدنيا.. وما ينطق عن الهوى.. وها نحن سادرون في دنيانا بين تفكير مشتت في جمع المال وكسبه بشتى الطرق وشوق الى متاهات المجهول الذي لا ندري مدى سلامته.. وها نحن غافلون عن يوم النهاية.. نلبس احسن الثياب.. ونأكل أفخر المأكولات ونتشدق باللفظ الذي يكتب سيئات أكثر مما يكتب حسنات ونغفل أيضا عن الفقراء والمستضعفين خاصة من أقربائنا فلا ندري ماذا يحل بهم ولم نعد نسأل عنهم كأن ما نملكه سينتهي بمجرد السؤال عن احوالهم ومواساتهم. زخرف الدنيا اللامع الذي يشبه السراب يلعب بأعيننا ويمنينا الأماني الكاذبة.. ونحن في غفلة عن الآخرين معرضون.. كان ابن القيم اذا وعظ أبكى وأصبحنا نسمع المواعظ فلا تؤثر فينا لذلك وجب البحث في دواخلنا عن الأسباب.. ندخل المساجد للصلاة وفي رأس الواحد منا ألف فكرة وفكرة.. وننصرف من الصلاة ولا ندري كم عقلنا منها، حتى وسائل التفاخر المصنعة ننساها في جيوبنا مطلقة الألسن فترن أثناء قراءة الامام ونحن في الصلاة وكأننا سنرد على الرنين وهذا جهل منا بآداب الصلاة والوقوف بين يدي خالقنا. نستمرئ البسيط من الكسب ونصفه او كله حرام.. نتحدث بشغف شديد في أعراض الناس. نأكل أحيانا لحوم العلماء والمسؤولين، نستضعف العمال لدينا ونبخسهم حقوقهم.. نرد صاحب المشكلة فلا ننهي معاملته.. ولو كان عزيزا أو معرفة لا بتسمنا ابتسامة تغطي ما بين المشرق والمغرب كأننا نعمل ونحن أصحاب المنة مع ان الدولة تعطينا مقابل العمل لخدمة الناس حتى أولادنا غلبنا عليهم الآخرون فلا ندري بأي الايدي هم.. والمرأة اصبحت تخرج من البيت في اي وقت وبدون اذن زوجها.. واستمرأنا كثيرا من المخترعات الحديثة وهي وباء شديد.. يدخل في باب الحوالق نستدين ونستدين لمجاراة الآخرين حتى يقال إننا مثلهم ثم نبدأ في كتابة خطابات الاسترحام. وزيارة الارحام كيف أصبحت نسياً منسياً.. فمتى نفكر في الآخرة.. وماذا اعددنا لها ((ان الذين لا يرجون لقاءنا و رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون.. اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )) فهل لا نخاف من النار؟؟
|
|
|
|
|