| تراث الجزيرة
من مواقف الأمير الشاعر محمد السديري «رحمه الله»
في العام الماضي عام 1421ه وبالتحديد في شهر ذي الحجة عندما كانت حفر الباطن تنعم بالربيع والكماءة والاقط والسمن ذهبت إليها مع أولادي كما هو حال الناس في تلك الأيام ثم إنني توقفت عند إحدى المحطات للتزود بالوقود ثم الماء الذي كان يبيعه صاحب سيارة «وايت» وهو رجل كبير بالسن أخذت أحاوره ببعض الأسئلة من ضمنها، لماذا لم تملأ الوايت ماء؟ فقال السيارة يعني الوايت تعبانة مثل سيارة الرويلي فقلت وما هي سيارة الرويلي؟
قال الرويلي معه سيارة «حصنية» ينقل عليها الماء وهي تعبانة وكثيرة العطل وحالته المادية ضعيفة وفي يوم من الأيام توقفت بالطريق كما هي عادتها أخذ الرويلي يحاول اصلاحها وكان الجو بارداً ويرتدي فروة خلقة وأحواله مصلحة وبينما هو كذلك وإذا بسيارة تقف عنده سيارة «جخة» وهو يعني فخمة يقول محدثي فسلموا عليه وهم في سيارتهم وهم سائق وعلى يمينه رجل شخصية وخلفه اثنان أو ثلاثة رجال رد عليهم السلام فقال الرجل علام السيارة؟ قال الرويلي متعطلة قال مابه؟ ثم قام الرويلي وقد عرف أو شبه على الرجل الذي يسأله وإذا هو الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري يرحمه الله عندها قال الرويلي:
حصنيةٍ وقفت بالقاع
محذاء تلهب تقل حيه
يا مير يا ذابح المرياع
ما هوب يذبح رباعيه
هنيت من فروته تنباع
يشري قلن زيت وميه |
قال فضحك الأمير ثم أخرج له ربطة نقود.
وقال خذ اشتر قلن زيت وميه ثم سار في طريقه أخذ الرويلي ما قسم الله له ثم قال محدثي بعد أن طلبت منه إعادة الأبيات بأن فيها بيتاً ناقصاً لم يحفظه وقد تكون رواية البيت الثاني فيها بعض التحريف وهذا قول الراوي طبعاً وكل هذا على ذمة صاحب الوايت الذي اتحفنا بهذا الموقف الذي قد يكون فيه ما فيه من الزيادة والنقص والتحريف ولكنه موقف يستحق الاشادة وما أكثر وأطرف المواقف التي تحملها صدور الرجال لكنها تحتاج إلى البحث وإلى اظهارها للقارئ والسامع وإلى قصة أخرى في موضوع آخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله
ناصر المسيميري - الرس
|
|
|
|
|