| العالم اليوم
* موسكو د، ب، أ:
ذكر مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأمريكية لراديو موسكو امس أن الولايات المتحدة قد تبلغ روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر القادم بنيتها في الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية «إيه،بي،إم» الموقعة عام 1972 حتى يتسنى لها أن تبدأ تنفيذ مشروع الدرع الدفاعي الصاروخي الوطني المثير للجدل،
غير أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الروسية أشار إلى أنه لم يتم طرح «إنذارات» في المحادثات التي جرت خلال الاسبوع الجاري، وأنحى المتحدث باللائمة على وسائل الإعلام في افتراض تفسيرات لتصريحات المسؤول الامريكي على هذا النحو،
وفي واشنطن، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا مماثلا تنصلت فيه من هذه الافتراضات،
وكان جون بولتون وكيل وزارة الخارجية لشئون نزع التسلح والامن الدولي قد زار موسكو خلال الاسبوع الجاري لاجراء جولة جديدة من المشاورات الثنائية بشأن مقترحات الدفاع الصاروخي التي يطرحها الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش،
وصرح بولتون للاذاعة الروسية في مقابلة أذيعت امس بأن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى ترتيب مع موسكو بشأن التحرك إلى ما هو أبعد من معاهدة إيه، بي، إم بحلول موعد زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لامريكا ولقائه ببوش في تشرين الثاني/نوفمبر، ونظر إلى تصريحات بولتون التي نقلتها الصحف الأمريكية امس الاول «الاربعاء» على أنها أول مرة يعبر فيها مسؤول في الإدارة الأمريكية عن إطار زمني محدد لالغاء معاهدة إيه، بي، إم التي تحظر بنودها إقامة دفاعات ضد الصواريخ على نطاق واسع، وكان مسؤولو البنتاجون قد ذكروا في وقت سابق هذا الصيف أن الجدول الزمني للتجارب «سوف يصطدم» بالقيود التي تفرضها المعاهدة «خلال أشهر»،
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في موسكو إنه «لم يتم طرح شروط أو إنذارات» خلال زيارة بولتون، وفقا لما أوردته وكالة أنباء إنترفاكس، وقال المسؤول إن تاريخ تشرين الثاني/نوفمبر الخاص بانسحاب أمريكا من المعاهدة ليس حقيقة ثابتة ولكنه افتراض من قبل وسائل الإعلام استندت فيه إلى تاريخ زيارة بوتين المقررة إلى مزرعة بوش في تكساس، غير أن المسؤول أضاف أن المفهوم الامريكي الجديد للاستقرار الاستراتيجي يمكن استكماله في غضون تشرين الثاني/نوفمبر، ملمحا إلى أنه يمكن اتخاذ إجراء بحلول ذلك الوقت،
وأبلغت مصادر أخرى مقربة من المحادثات في موسكو وكالة أنباء إنترفاكس أن روسيا أعادت التأكيد على موقفها بالتمسك بمعاهدة إيه،بي،إم، وأنها لن تكون شريكة لامريكا في إلغائها طوعا كما تريد الاخيرة،
وفي واشنطن، اختلف نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيليب ريكر، مع تفسير وسائل الإعلام لتصريحات بولتون التي نقلت من وثيقة روسية لمقابلة أجريت باللغة الانجليزية،
وقال ريكر «لم نحدد موعدا نهائيا للانسحاب من معاهدة إيه، بي، إم وتصريحات وكيل الوزارة بولتون توضح ذلك إذا تمت قراءتها بصورة صحيحة»،
يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عبَّرت عن رغبتها في أن تبدأ في نيسان/ابريل إقامة منشآت رادارية لنظام الدفاع الصاروخي، وهو الامر الذي قال كثير من المراقبين إنهم يعتقدون أنه سيكون انتهاكا لمعاهدة إيه،بي،إم، وحيث ان المعاهدة تتطلب الابلاغ مسبقا قبل ستة أشهر من الانسحاب، فإن هذا البرنامج سيتطلب الابلاغ رسميا في تشرين الثاني/نوفمبر،
وأكد ريكر أن إدارة بوش لا تعتزم خرق المعاهدة وأنها تفضل عدم الانسحاب منها قبل الوصول إلى ترتيبات بديلة مع موسكو،
وقال ريكر «نرغب في إيجاد سبل للتحرك بصورة مشتركة مع الروس إلى أبعد من معاهدة إيه،بي،إم التي نعتقد أنها من بقايا عهد مضى وانتهى»،
يذكر أن بولتون هو ثالث مسؤول أمريكي كبير يزور موسكو لاجراء مشاورات حول الدرع الصاروخي منذ لقاء بوش وبوتين في جنوة، وسبقته إلى زيارة موسكو كوندوليزا رايس، مستشارة بوش للامن القومي وكذلك وزير الدفاع دونالد رامسفيلد،
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الامريكي كولين باول نظيره الروسي إيجور إيفانوف في الشهر المقبل في نيويورك،
كما أن بوش وبوتين سيلتقيان في تشرين الاول/أكتوبر في شنغهاي قبل زيارة الرئيس الروسي إلى تكساس،
|
|
|
|
|