أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th August,2001 العدد:10557الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,جمادى الآخر 1422

العالم اليوم

أسلحة أوكرانية قيمتها 32 مليار دولار وصلت أسواق السلاح بطرق غير قانونية
المشترون العرب والأفارقة والأتراك واليونانيون زبائن مفضلون لدى تجار السلاح الأوكرانيين
* كييف د، ب، أ:
تشهد مبيعات الأسلحة ازدهارا كبيرا في أوكرانيا حيث تباع حاليا أطنان من مختلف أنواع الأسلحة ومن مختلف المستويات، سواء كانت جديدة أو مستعملة، وسواء كانت متطورة للغاية أو عتيقة الطراز بحيث تناسب كل مستخدم سواء كان من رجال الشرطة أو المقاتلين في حرب متوسطة الحجم، وتبيع أوكرانيا السلاح بلا قيد أو شرط، فهي تارة تبيعها بصورة قانونية وتارة أخرى تتغاضى عن المشتري ولا تطرح سوى بضعة أسئلة عنه،
وكانت آخر دولة اشترت أسلحة من أوكرانيا هي مقدونيا، التي طلبت من الرئيس الاوكراني ليونيد كوشما أسلحة أقوى يتم تسليمها بسرعة وبسعر منخفض، وذلك في مواجهة المتمردين الالبان المسلحين بأسلحة بعضها أمريكي الصنع وتعد أفضل من حيث النوعية من تسليح الجيش المقدوني،وقد أبرمت أوكرانيا مع مقدونيا عقدا في حزيران/يونيو لتزويدها بطائرات نقل مروحية بأطقمها وأفراد الاسناد، بل أفادت تقارير أن طيارين مرتزقة يدخلون في عداد الصفقة،
وأوضحت هذه التقارير أن أوكرانيا زودت مقدونيا بأربع طائرات هليكوبتر مقاتلة وأربع مقاتلات لضرب الاهداف البرية وحوالي عشر قاذفات صواريخ وعدد غير معروف من الدبابات التي تم تحديثها،
وقد أمضى خافيير سولانا مفوض الاتحاد الاوربي للشئون الخارجية أسبوعا في كييف في أوائل آب/أغسطس الجاري لإقناع الرئيس كوشما بوقف توريد السلاح لمقدونيا وذلك لكي يمكن تثبيت وقف إطلاق النار هناك،
ويرفض المسؤولون الاوكرانيون الافصاح عن المبلغ الذي اشترت به مقدونيا هذه الأسلحة السوفيتية العتيقة التي ترجع إلى الثمانينات، ولكن مصادر محايدة تقدر قيمة الصفقة بما يتراوح بين 20 و40 مليون دولار، وردا على سؤال من وكالة الانباء الالمانية لوزير الخارجية الاوكراني أناتولي زلينكو عما إذا كانت أوكرانيا قد باعت أسلحة إلى دول تصفها الولايات المتحدة بأنها «مارقة» مثل كوريا الشمالية وليبيا، قال «نحن نلتزم بجميع الاتفاقيات الدولية، فلا نبيع أسلحة إلى دول خاضعة لعقوبات دولية»، ولكن دولة أوكرانيا المستقلة غير المنحازة لا إلى روسيا ولا إلى حلف شمال الاطلنطي «ناتو» لديها كثير من العملاء الراغبين في شراء الأسلحة التي أنتجتها حينما كانت قلب المجمع الصناعي العسكري السوفيتي،
وقد أعلنت الحكومة الاوكرانية أن عائد صادراتها من الأسلحة عام 2000 بلغ حوالي مليار دولار، وتصنف مختلف المنظمات الدولية أوكرانيا من ضمن الدول العشر أو الدول العشرين الاولى التي تصدر السلاح في العالم،
وتتصدر الدبابة تي «84 يو،دي» وهي الدبابة الاوكرانية الاولى والوريثة المباشرة لدبابة الحرب العالمية الثانية القوية «تي34» مبيعات الأسلحة الاوكرانية اذ يبلغ ثمنها 5، 2 مليون دولار أي حوالي نصف ثمن الدبابة المماثلة من طراز ألماني أو أمريكي،
وعلى الرغم من أن هذه الدبابة أقل تحصينا وعتادا وليس لديها إلا معدات بصرية بدائية مقارنة بمنافساتها الغربية الصنع فان باكستان دفعت 650 مليون دولار لشراء 320 دبابة من هذا الطراز في أضخم صفقة منفردة تعقدها أوكرانيا حتى الآن، فقد أرسلت الحكومة الاوكرانية إلى باكستان فورا أطقما من الفنيين لبناء خط تجميع
للدبابات هناك،
وتريد أوكرانيا حاليا أن تبيع إلى تركيا العضو في الناتو دبابات من نفس الطراز «تي84 يو، دي» ولكنها مزودة بمدفع من الناتو وببصريات حديثة، وتبلغ قيمة هذا العقدسبعة مليارات دولار وتخوض أوكرانيا فيه منافسة حامية الوطيس مع الولايات المتحدة وألمانيا، وقد دخلت أوكرانيا حلبة المنافسة في مناقصات لتوريد دبابات مماثلة إلى اليونان وماليزيا،
وأشار تجار أسلحة أوكرانيون إلى أن أوكرانيا تختلف عن الدول المنافسة لها في صفقات السلاح في أن ليس لديها مجموعات مناهضة للحرب ومبيعات الأسلحة ولا كونجرس مثل الكونجرس الامريكي يمكن أن يوقف المبيعات بسبب سجل تركيا في مجال حقوق الانسان مثلا، وقد اختارت مصر في أوائل الشهر الجاري أوكرانيا لإصلاح 450 ناقلة جنود مدرعة،
وتقول التقارير إن دولة الامارات العربية المتحدة ستفعل نفس الشيء بالنسبة لسبعمائة ناقلة جنود لقواتها المسلحة،
وقد اشترى الاردن في العام الماضي 50 ناقلة كما اشترت اليونان طائرتين برمائيتين لسلاحها البحري، وتعد أنجولا عميلة كبيرة للاسلحة المستعملة، فقد اشترت من أوكرانيا في الاعوام الاخيرة مقاتلات لضرب الاهداف البرية ودبابات وذخيرة، وتستخدم سيراليون وليبيريا طائرات نقل حربية أوكرانية، ودفعت أوغندا 28 مليون دولار لشراء 62 دبابة يرجع طرازها إلى الخمسينات، ولكن أوكرانيا تنكر بيع أسلحة إلى أطراف معينة، ومن تلك الاطراف منظمة يونيتا التي تناصب أنجولا العداء والتي تؤكد أن أوكرانيا وردت لها دبابات وناقلات جند وطائرات هليكوبتر حربية وصواريخ ارض أرض، وقد اتهمت الولايات المتحدة أوكرانيا في العام الماضي ببيع أسلحة خفيفة وذخيرة إلى نظام الطالبان في أفغانستان، أما روسيا فقد اتهمت هي نفسها أوكرانيا بتوريد أسلحة للمتمردين الشيشان،
وقد اعترضت سفن الناتو في نيسان/إبريل الماضي سفينة تحمل 30 ألف رشاش كلاشنيكوف و400 صاروخ موجه و32 مليون من خزائن الطلقات النارية من أوكرانيا إلى اريتريا،
وقبضت الشرطة الايطالية أخيرا على تاجري سلاح ولدا في أوكرانيا،
واعترف الرئيس كوشما مؤخرا بأن عتادا حربيا مصدره أوكرانيا وتبلغ قيمته 32 مليار دولا قد تم تداوله بصورة غير قانونية في أسواق السلاح الدولية في العقد الاخير،
ويقول زلينكو ومسؤولون آخرون ان رجال عصابات هم الذين قاموا بالتصدير وليس الحكومة الاوكرانية،
ومنذ ثلاثة أعوام نشر السياسي المعارض سيرهي أوداريتش قائمة مفصلة بصادرات السلاح الاوكراني في صحيفة «ماي»، ونشر أيضا أسماء المسؤولين الاوكرانيين الذين يقال انهم اشتركوا في هذه الصفقات،
وبعد أن تلقى أوداريتش تحذيرات بالتوقف عما ينشره، أطلق مجهول عليه الرصاص فأصابه في ساقه، وتوقف بعد ذلك عن إصدار الصحيفة،
ويقول وزير الخارجية زلينكو إنه ليس هناك ما يمنع بلاده من استئناف صادرات السلاح إلى مقدونيا إذا ما انهار وقف إطلاق النار الذي يسعى له حاليا حلف شمال الاطلنطي في تيتوفو،

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved