| شرفات
بصمات أصابعها بدأت تظهر على كثير من الأدوات المنزلية في البيت السعودي، فلمساتها الفنية تزين الأطباق والأواني وغيرها من الأدوات المصنوعة من البورسلين.. أصبحت تحترف هذا الفن وتهب له حياتها حتى ان أصحابها من الفنانين أطلقوا عليها لقب عاشق البورسلين وهي ترى أن هذا الفن بالرغم من كونه حديثاً على المجتمع السعودي إلا أن الإقبال عليه بدأ يتزايد في الفترة الأخيرة وتتوقع له أن يحقق انتشاراً ورواجاً في المستقبل القريب.
إنها الفنانة التشكيلية (أماني قطان) عضو جماعة الفن والمستقبل للفنانين التشكيليين العرب وواحدة من الذين أثروا الساحة التشكيلية السعودية بالعديد من الأعمال وعملوا على تأكيد الهوية العربية وتقديم فن عربي قادر على المنافسة في ظل العولمة وانعدام الحواجز الثقافية.
«الجزيرة» التقت بها أثناء مشاركتها في المعرض الذي نظمته جماعة الفن والمستقبل للفنانين التشكيليين العرب بالقاهرة مؤخراً وضم 20 فناناً من مختلف الدول العربية وتشارك أماني قطان في المعرض بمجموعة أعمال من فن البورسلين وهي عبارة عن أطباق وفاظات وطفايات مزخرفة برسوم طبيعية.
(عاشقة البورسلين)
* سألناها في البداية.. لماذا اخترت فن البورسلين؟
لأنني أحببته بشدة منذ الصغر وأحس معه بأنني أمارس نوعاً من الفن الذي يخدم المجتمع فأنا أرسم على الأشياء التي تستخدم في البيت العربي وهي أشياء لا تستغني عنها أي امرأة في البيت واعتقد أنه عندما تكون هذه الأشياء منتجة بيد امرأة سيكون لها تميزها وسحرها الخاص الذي تصنعه لمسات جمال المرأة.
* وهل هناك اقبال على هذه الأعمال في السعودية؟
في الوقت الحالي هناك اقبال محدود على هذه الأعمال من طبقة معينة من الناس وهي الطبقة التي تقدر هذا الفن وتفهمه جيداً واعتقد أن المشاع استخدامه بين الناس هو الخزف، أما البورسلين فهو شيء جديد بالنسبة لهم ولكن في المملكة بدأ الناس يعرفونه ويقبلون عليه وإن شاء الله سيكون له انتشار كبير في الفترة المقبلة.
(التشكيل السعودي)
* في رأيك ما هي مميزات الفن التشكيلي السعودي؟
اعتقد أن الفن أصبح لغة عالمية ومن الصعب عليك أن تفرق بين الأعمال المشاركة في أي معرض جماعي كالقول بأن هذه لوحة سعودية أو مصرية أو غير ذلك فقد أصبح الفن لغة مشتركة يتحدثها الجميع ولكن كل بأسلوبه ووفق انفعالاته الداخلية واهتماماته الخاصة كفنان ولكن يبقى للفن العربي بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة ارتباطه بالتراث العربي والبيئة والطبيعية العربية التي تعتبر مصدراً غنياً وثرياً للابداع وأنا شخصياً استقي كل أعمالي من الطبيعة ومن البيئة العربية وهناك فنانون كثيرون يشاركونني في هذا المجال كما أن هناك من يركز على التراث مثل صديقتي الفنانة السعودية إلهام جان التي تشارك معي في نفس المعرض بأعمال من التراث السعودي عبارة عن تابلوه زيتي عن بيوت جدة القديمة وتابلوه آخر عبارة عن عقد من مناطق الجنوب بالسعودية.
* وما رؤيتك كفنانة لموقع التشكيل السعودي في الحركة التشكيلية العالمية؟
الفن التشكيلي السعودي أصبح فناً راقياً جداً وهو في تطور مستمر ولدينا الآن فنانون على مستوى عال جداً كما أن أعمالنا ولوحاتنا تنافس بشدة في المعارض الدولية التي تشارك فيها باسم المملكة وقد أصبح الفن التشكيلي يلاقي اهتماماً كبيراً في المملكة وأصبح لدينا مؤسسات خاصة في هذا المجال مثل بيت الفنانين التشكيليين والذي يرعى الفنانين التشكيليين وخاصة الشبان منهم وينظم لهم المعارض في الداخل والخارج تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب.
* نعود إلى بدايتك مع الفن التشكيلي وكيف كانت؟
بدأت مع الفن التشكيلي منذ عشر سنوات تقريباً ورغم أن دراستي كانت بعيدة عن هذا المجال إلا أنها كانت موهبة منحها الله سبحانه وتعالى وحرصت على صقلها وتنميتها بالدراسة وقد تعلمت الرسم على البورسلين من خلال دورات متخصصة لمدة 4 سنوات مارست بعدها الفن كمحترفة.
* وما المعارض التي شاركت فيها؟
في بداياتي ومنذ حوالي 9 سنوات شاركت في معرض بالمملكة أقيم ل30 هاوية سعودية في مدينة جدة بالإضافة إلى هذا المعرض الذي أشارك فيه حالياً وهو أول معرض لي في القاهرة وأنا حالياً بصدد التحضير لمعرض خاص لي يضم كل أعمالي وسيكون افتتاحه قريباً.
* وماذا عن المعرض الحالي؟
المعرض الحالي تنظمه جماعة الفن والمستقبل للفنانين التشكيليين العرب بالقاهرة وقد بدأت فكرته منذ عامين تقريباً عندما فكرت فيه فنانة مصرية تدعى «حورية السيد» وقد استطاعت من خلال علاقاتها الشخصية واتصالاتها أن تجمع بين أكثر من 20 فناناً من مختلف الدول العربية ليشاركوا في هذا المعرض الذي يضم حوالي 50 عملاً فنياً ما بين اللوحات والمجمسمات والأدوات المزخرفة ويقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.
(الوحدة الفنية)
* وما هو الهدف من إقامة هذا المعرض؟
هدف المعرض هو توحيد الكلمة العربية والفن العربي وجمع الثقافات العربية المختلفة في ثقافة واحدة للحفاظ على هويتنا العربية في ظل وجود العولمة وانعدام الحواجز والحدود والفواصل الثقافية بين الدول حيث لم تعد هناك حدود بين الروح المحلية والتيارات العالمية وأصبح هناك تخوف من الانسلاخ من جذورنا الثقافية وسقوط هويتنا ولذلك فالمعرض يهدف إلى جمع الفنانين العرب تحت فكرة مشتركة للتعرف والتأكيد على ملامح الشخصية العربية المجيدة والمتميزة واكتشاف الآفاق والرؤى الجديدة للفنانين العرب.
* وهل هناك محاولات لاستمرارية الفكرة وتكرارها في دول عربية أخرى؟
نعم فهذا هو الأساس الذي نعمل عليه فهذا هو أول معرض للجماعة يقام بالقاهرة وإن شاء الله تنجح الفكرة وتستمر وتتكرر في دول عربية أخرى وهناك محاولات أيضاً لتطوير الفكرة فقد كان المعرض الحالي حراً حيث شارك كل فنان بأعماله الخاصة به دون التقيد بشروط ولكن في المستقبل ستكون هناك فكرة مشتركة للمعرض تجمع بين الأعمال الفنية المشاركة والهدف في النهاية هو توحيد صفوفنا فنياً.
علي البلهاسي
|
|
|
|
|