لبى نداك جوارح وفؤاد
فتسابق العشرات والآحاد
أمسى الهوى وقفاً عليك وخدنه
ما تيّمته جوىً سواك بلاد
ليصوغ من عينيك أحرف مغرم
غراً تزان بدرها الأجياد
وتؤرق الذكرى وقد شطّ النّوى
أواه، هل تلك السنوت تعاد؟!
ماكنت أحسب أنها في سعيها
تجري فيخفيها الغداة نفاد
ما تلك إلا منجل، أعمارنا
تلقى إليه ودهرنا الحصاد
وأتيت أسعى لاكلال يؤودني
ولطالما منع الوصال بعاد
أنت المليحة والفؤاد محلها
لا غزو إن وسع البلاد فؤاد
واليوم وافاني دليل هواي في
ليل بهيج لم يشنه سواد
ليل بجادي يزاحم نوره
شمس الضحى؟ ماهكذا الأضداد؟
لو لم تكوني بالوداد جديرة
ورضا الأحبة لم ينلك وداد
فيك التقى الإخوان في الحفل الذي
وافاه من كل الدنى الأوفاد
يرعاه وفد بوركت خطواتهم
والمثل هذا طاب الاستعداد
كم للوزارة من جميل لم يزل
رفداً فطاب البذل والارفاد
قد أسست في العالمين منابراً
للهدي يعرف فضلها المرتاد
في كل صقع من بناها موقع
فيه تداعى الكفر والإلحاد
والجهد في الوطن الكريم مضاعف
شهدت به الأغوار والأنجاد
أهدافه الكبرى التي يسعى لها
الدعوة الغرّاء والارشاد
همم الشباب الصالحين عظيمة
والوقت قد جادوا به واجادوا
هذي النواة لسوف يورق ظلها
وتطول ما طالت بها الآماد
فتعهدوا بالمكرمات نماءها
فالغرس روح بقائه الامداد
يا باغي الخيرات في حسناته
فلتؤتين أضعافها وتزداد
أنفق تكن في المحسنين فمالهم
لايعتريه على الزمان نفاد
والوعد بالحسنى من الله الذي
في وعده لايخلف الميعاد
ولكل ذي بذل نصيب حين لا
يؤتى بغير الصالحات الزاد
فالخير ان يهدى بذلك واحد
ان الجماعة اسُّها افراد
عفواً احبائي فقد اخجلتمو
كلمي فندت أحرف ومداد
قد كنت املك قبل ذاك زمامها
وهي التي لمشاعري تنقاد
ان تعذروا اعلُ العشية كُورَها
وكوامن القدرات سوف تقاد