| عزيزتـي الجزيرة
عندما تعقد مفاوضات مع نفسك وتقنعها بأن تنتقل بين مواقع الصحف عبر شبكة الانترنت وتجلس امام بعض القنوات الفضائية لمتابعة الاحداث والاخبار والتحليلات السياسية للتصعيد «الاجرامي» والمخطط الصهيوني «الإبادي» الذي يجري الآن لأبريائنا وشهدائنا ورجال وابطال امتنا على ارض الأقصى تصاب حقيقة بالصدمة «وبالدواخ» وبالصداع المزمن من هؤلاء الذين يحدثون انفسهم بالسلام ومابرحوا ينتظرون شارون لعله ان يطل عليهم بعد كل حدث ويحرك شفتيه ولو بالكلام لا بالسلام..
الشعب الفلسطيني يُقتل.. وبيوته تُهدم.. واسره تُمزّق وتُشرّد والمستوطنات الصهيونية كل يوم تُبنى وتتوسع.. وهؤلاء مازالوا ينتظرون رياح السلام علها ان تهب من الجهة «الشارونية» فتسكنهم وتثلج صدورهم وتذيقهم راحة الهدوء والاطمئنان بل ان بعضهم استنزف وقته وجهده بالحديث عن محاكمة شارون وجمع المعلومات وسوق التحليلات وهل يحاكم؟ ومتى موعد المحاكمة؟ وماهو الشعور الشاروني تجاه هذه المحاكمة؟ ولا ادري كيف تغيب الحقيقة ويختفي الواقع.. كيف نحاكم رمزاً من رموز «الاديولوجيا» المحركة للعالم بالريموت كنترول وهي «الصهيونية»، كيف يختفي عنا تاريخ «البلدوزر» شارون الذي ماوصل الى هذا المكان الا جزاء «لوحشيته» واجراميته و«بلدوزريته» في الاراضي اللبنانية والفلسطينية وماهذه المجازر التي ارتكبها ودماء الابرياء التي سفكها الا صور ومشاهد يعتز بها وتسعد وتفتخر بها الصهيونية واذا كانت محكمة «لوكربي» طاردت سلوبدان مجرم الحروب كما يقولون وحاكمته فإن «سلوبدان» امره يختلف فهو يسير في طريق معاكس ويقف هو ودولته صربيا حجر عثرة في طريق المشروع الرأسمالي الاستعماري. اما شارون فهو صاحب امجاد وبطولات وساق انتصارات وحقق اهداف الصهيونية فهذا لايحكام بل يكافأ ويخط اسمه بماء الذهب..
هذا السلام: أو بالأصح «الاستسلام» سلاح ضدنا ليس لنا وما هو الا ابر «شارونية» لتخدير الانتفاضة ولإطفاء نيرانها وهيجانها ونزع فتيلها.. السلام كلمة لطيفة جميلة رقيقة حروفها متناسقة وموسيقاها متناغمة.. النفس تعشقها وتحبها وعندما تُقرأ وتُكتب تحلّق حولها وتنطلق منها طيور سلام.. ولكنها في القاموس والمصطلح الاسرائيلي الصهيوني استسلام وذل وخضوع وهوان.. والصهيونية تلجأ الى هذا المصطلح «المخدر» كلما تفجرت الازمة واصبح الشعب الاسرائيلي يعيش حالة الرعب والذعر والخوف. ولذلك عندما تواصلت العمليات الاستشهادية واستطاعت المنظمات المجاهدة الفلسطينية ان تخترق الامن الاسرائيلي المجهز بأحدث الوسائل والتقنيات وتوقع به الخسائر الكبيرة بالارواح مثل العملية الاستشهادية التي قام بها حسين عمر ابو عمشه في مطعم بالقدس واوقع مايقارب عشرين قتيلاً.. وكذلك العملية الاستشهادية الاخرى التي وقعت في مقهى.. بعد هذا التواصل الجهادي حاول شارون ان يطفئ هذا الحماس بتصريحات تناقلتها وكالات الانباء بأنه لايمانع في اجراء حوار مع الفلسطينيين ولكن بشرط ان يكون المفاوض شخصاً آخر غير عرفات.. هذا كلام سخيف وساذج يجب علينا نحن المسلمين ان نقف وقفة صادقة مع هذا الشعب المجاهد الأبي الذي يقف بكل شجاعة امام اغنى واضخم القوات المجهزة بأحدث التقنيات وارقى التجهيزات.يجب علينا ان نجاهد بكل مانستطيع ونملك، بالاموال بالاقلام بالكلمات بالمقاطعة الاقتصادية و«العلائقية» وهي انجح وأنجع طريقة للتعامل مع هذا العدو.
خالد عبدالعزيز الحمادا - بريدة
|
|
|
|
|