| محليــات
*
* مكة المكرمة مكتب «الجزيرة»:
دعا المجلس الأعلى العالمي للمساجد في رابطة العالم الإسلامي حكومات البلدان الإسلامية وشعوبها إلى تحقيق التضامن الكامل مع شعب فلسطين، والتعاون من أجل انقاذ المسجد الأقصى من براثن الصهاينة اليهود، ودعاهم إلى التفاعل مع ما يدور حوله من أحداث جسام تراق فيها دماء المسلمين الأبرياء، وأهاب بالمسلمين للتبرع للمسجد الأقصى وأسر الشهداء في فلسطين، وبذل جميع الجهود لإعانة شعب فلسطين، ودعم انتفاضته وحماية المسجد الأقصى من العدوان والعمل على إنقاذه وإعادته ومدينة القدس إلى الحوزة الإسلامية.
جاء ذلك في بيان أصدره معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بمناسبة مرور اثنتين وثلاثين سنة على إحراق اليهود المسجدالأقصى في عدوان أثيم عليه نفذه الصهاينة المعتدون يوم 21 آب أغسطس 1969م، وقال معاليه: تعود هذه المناسبة المحزنة مرة أخرى على المسلمين والمسجد الأقصى ما يزال يشهد أحداثاً دامية بسبب المؤامرة الصهيونية عليه وتدنيسه، والتخطيط لهدمه لإقامة هيكل سليمان المزعوم على أرضه والاعتداء على مدينة القدس وتهويدها وتشتيت أهلها الأبرياء، وقتل الكثير من أبنائها وأبناء المدن الأخرى في فلسطين المحتلة.
وقال معاليه: إن المسجد الأقصى له مكانته الكبرى في نفوس مسلمي العالم، فهو قبلة المسلمين الأولى وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم مقترناً بحادث الإسراء والمعراج، وذلك في قوله سبحانه وتعالى «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير»، «الاسراء: 1».
وأوضح معاليه أن المسجد الأقصى مازال يتعرض منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م لمدينة القدس إلى حملات متتابعة من العدوان، ومن ذلك المحاولات المتكررة لإحراقه وحفر الخنادق تحت اسواره، وقتل المدافعين عنه على يد القوات الإسرائيلية والصهاينة المتطرفين والمستوطنين اليهود الذين تشجعهم حكومة إسرائيل، بالإضافة إلى تدنيسه بالدخول إليه لاستفزاز مشاعر جميع المسلمين، وقال معاليه: لقد ازدادت الجرائم وتصاعد العدوان على المسجد الأقصى في عهد حكومة الأرهابي أرييل شارون متجاوزة في ذلك نداءات هيئة الأمم المتحدة وقراراتها، والأعراف والقوانين الدولية التي منعت كافة هذه الأشكال العدوانية، وقال إن الواجب على المجتمع الدولي أن يطبق القوانين الرادعة التي تكفل تنفيذ قرارات مجلس الأمن لإجبار إسرائيل على التقيد بالقانون الدولي، والكف عن إجراءاتها العدوانية في مدينة القدس وعدوانها المستمر على المسجد الأقصى وممارساتها الإجرامية ضد شعب فلسطين الذي يسقط الشهداء من أبنائه في كل يوم تحت وابل من الرصاص الإسرائيلي الغادر.
وأبان معاليه أن السلطات الإسرائيلية استولت خلال الأعوام الأخيرة على معظم أراضي الوقف المحيطة بالمسجد الأقصى، كما استولت على مقابر المسلمين بحجة توسيع الطرقات وتحديثها في مدينة القدس، كما قامت بإجراء الحفريات الضارة تحت بنيان المسجد ومنها الأنفاق الخطيرة التي تعرضه للسقوط والانهيار.
وحذر معاليه من استمرار السلطات الإسرائيلية في العدوان على القدس والاستمرار في تهويدها بإزالة معالمها الإسلامية، وشمول هذا العدوان للمسجد الأقصى وما يجاوره من مواقع تابعة لأوقافه، مذكراً بأن السلطات الإسرائيلية المحتلة نصبت فيه المذابح الدموية بعد إحراقه مرات عديدة، وأضاف بأن السلطات الإسرائيلية تعمل على تنفيذ مشروع القدس الكبرى مصرة من أجل هذه الغاية العدوانية على استكمال اجراءات التهويد وبناء المزيد من المستوطنات اليهودية حول القدس وإحلال المزيد من المستوطنين اليهود مكا ن السكان الأصليين بعد اغتصاب أملاكهم وتهجيرهم وطردهم من أراضيهم، وبين معاليه: ان رابطة العالم الإسلامي تتابع جميع هذه الإجراءات العدوانية بألم شديد وهي تحذر من استمرار هذا العدوان على القدس واستمرار اسر المسجد الأقصى والعدوان عليه مما يعتبر عدواناً على جميع المسلمين في أنحاء العالم.
كذلك حذر معاليه من خطورة دعوة إسرائيل دول العالم لنقل سفاراتها إلى مدينة القدس وقال: إن الاستجابة لهذه الدعوة الإسرائيلية تمس مشاعر جميع المسلمين في العالم لأنها مشاركة في العدوان على القدس وما فيها من مقدسات، ودعا جميع دول العالم إلى وقف الاستجابة لهذه الدعوة الإسرائيلية مؤكداً على ضرورة إسهام المجتمع الدولي في إحقاق الحق بالعمل على إعادة القدس والمسجد الأقصى للمسلمين، وذلك تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ومنها القراران «242»، «338».
ونبه معاليه المجتمع الدولي إلى أن جميع الممارسات الإسرائيلية العدوانية تحزن ملياراً ونصف المليار من المسلمين وتؤلمهم وهم يشاهدون ويسمعون عما تفعله إسرائيل من جرائم خطيرة، وناشد جميع المسلمين أن يبذلوا كل جهودهم لتحرير المسجد الأقصى من السيطرة اليهودية وتقديم كل عون ودعم لشعب فلسطين الذي يواجه غدر الصهاينة وإرهابهم دفاعاً عن مقدسات الأمة المسلمة، وأهاب بهم أن ينظموا حملات التبرع في جميع بلدانهم وأماكنهم، وطالب جميع الهيئات الدولية أن تعمل على منع إسرائيل من العبث بالمسجد الأقصى وحملها على القبول بالحق وإعادة المسجد الأقصى ومدينة القدس إلى المسلمين ونوه معاليه بالقرارات التي اتخذها قادة الأمة الإسلامية في مؤتمرات القمة مما يتعلق بمدينة القدس والمسجد الأقصى معرباً عن أمل الشعوب والأقليات والمنظمات الإسلامية الممثلة في الرابطة بمتابعة قادة الأمة للعمل من أجل تنفيذها والتصدي للجرائم الإسرائيلية واتخاذ الإجراءات العملية لحماية شعب فلسطين ومقدساتها واستعادة مدينة القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة إن شاء الله..
|
|
|
|
|