| أفاق اسلامية
* جدة الجزيرة:
يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة يوم الاربعاء العاشر من شهر جمادى الآخرة الجاري 1422ه المعرض الثاني ل«وسائل الدعوة إلى الله» الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمقر شركة معارض جدة الدولية ويستمر أسبوعاً.
أوضح ذلك معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وعبّر معاليه عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز على افتتاحه ورعايته المعرض، وقال: ان رعاية سموه لأعمال الوزارة بالمنطقة نابعة من الاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة بالدعوة والدعاة، وخدمة بيوت الله، وبمواطني هذا البلد المعطاء، وتؤكد في الوقت ذاته حرص سموه الكريم على دعم ومساندة كل عمل خير.
وأبان معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن هذا المعرض، هو الثاني في سلسلة المعارض التي بدأت الوزارة في إقامتها بعد المعرض الأول الذي أقيم في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية خلال شهر ربيع الأول الماضي من العام الجاري، وقال: إن هذه المعارض ستشمل جميع مناطق المملكة، بغية اطلاع الزوار من مختلف فئات المجتمع على وسائل الدعوة التي تساعدهم على أن يكونوا دعاة الى الله على بصيرة.
وأوضح معاليه أن هذه المعارض ستعمم على جميع مناطق المملكة تحت شعار «كن داعياً» تهدف لتعريف الناس بوسائل الدعوة الى الله تعالى التي تقوم بها المملكة العربية السعودية عبر اجهزتها الرسمية من وزارات ومؤسسات وغير ذلك من مؤسسات خيرة، وعبر المكاتب التعاونية والدعوية، وكذا تعريف الناس بما هو موجود من وسائل الدعوة الى الله تعالى مثل الكتاب، والشريط، والنشرة، والمطوية، وبرامج الحاسب الآلي، والإنترنت، ليستفيدوا منها في ارشاد الناس عبر هذه الوسائل الى ما ينبغي لهم من الاستقامة على دين الله جل وعلا .
وأشار معاليه الى ان فكرة المعرض هي فكرة تعريفية للناس وصلة بالجمهور لأن كثيراً من الناس يود ان يكون داعياً الى الله، ويود أن يكون اذا تنقل يحمل معه رسالة، ويحمل معه شريطاً، فيجد في هذا المعرض بغيته، مبيناً أنها هذه المعارض متخصصة حيث يوجد بها العديد من الكتب، والبرامج الدعوية، بمختلف اللغات الانجليزية، والفرنسية، والأوردية، ولغات دول شرق آسيا، وافريقيا، فمن يريد الدعوة عبر شيء معين يجده في هذا المعرض والمعارض الأخرى القادمة بإذن الله ، كما يجد في المعرض برامج خاصة، وكتيبات وقصصاً متخصصة بالأطفال، وكذا اشرطة مسموعة مرئية.
وشرح معاليه شعار المعرض «كن داعياً» بقوله: إننا نقول للناس يمكنكم ان تكونوا دعاة الى الله اذا نقلتم الدعوة الى الله بهذه الوسائل «الشريط، والكتاب، والمطوية، والإنترنت، والأقراص الممغنطة»، متطرقاً الى النشاطات المصاحبة للمعرض، مثل: الندوات، والمحاضرات، والحلقات العلمية والتطبيقية، وقال: انها ستنفذ بإذن الله على شكل دورة في الدعوة الى الله، حيث يمنح الحاضرون شهادة حضور تميزاً له في الاستفادة من فعاليات المعرض.
وتناول معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تصريحه فضل الدعوة الى الله وما ورد، في الكتاب والسنة من الحث على الدعوة، وأنها سمة هذه الأمة لأنها أمة تسعى الى الخير قال جل وعلا : «كنتم خير أمة أخرجت للناس» ، وفسر معاليه هذه الآية بأنها تعني كنتم للناس يا أمة محمد خير أمة أخرجت لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، ولأنكم تدعون الى الله.
ووصف معالي الوزير رئيس مجلس الدعوة والإرشاد في السياق نفسه الدعوة الى الله بأنها مهمة عظيمة، ووظيفة سامية، قام بها أنبياء الله ورسله خير قيام، فبلغوا رسالة ربهم، ونصحوا لأممهم، وأدوا أمانتهم «لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل»، وذلك استجابة لأمر ربهم وامتثالاً لقوله تعالى: «وادع الى ربك ولا تكونن من المشركين»، وقوله تعالى: «قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين»، وقوله عز وجل: «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، مشيراً الى ان الأصل في حكم تبليغ الدعوة أنه واجب كفائي على كل مسلم ومسلمة، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية الآمرة بالدعوة الى الله عز وجل ، والحاثة على عبادته سبحانه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ومن دعا إلى الهدى كان له الأجر مثل أجر من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً».
وشدد معاليه على أن أعظم مقاصد الدعوة الى الله تعالى تبليغ رسالة الإسلام، وإقامة الحجة على الناس، وتحبيب الدين الى الخلق، وان يكون كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سلاح هذه الدعوة، لان الدعوة الى الله اعظم العبادات التي يتقرب بها العبد الى ربه، فالدعوة من الجهاد، وهو جهاد الناس بالقرآن الكريم وجهاد بالبيان، وقال معاليه: لا خلاف ولا جدال في ان الدعوة يجب ان تتم باستخدام افضل الوسائل المتاحة في كل زمان ومكان بما يواكب العصر، ويساير العالم بكل متغيراته وثوابته.
ولفت معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ان وسائل الدعوة تشهد تطوراً عبر السنين من الدعوة الشفهية باللسان الى الكتابة والنسخ، ثم المادة المطبوعة التي كانت اكثر الأدوات انتشاراً وفعالية من كتاب، ومجلة او ملصق وصولاً الى الوسائل المسموعة والمرئية، مؤكداً معاليه على أن الناظر لتاريخ هذه البلاد حرسها الله يجد عناية فائقة من حكامها منذ عهودها الأولى بالدعوة الى الله دعماً وتأييداً وممارسة، فالركيزة الأولى لقيام أساس هذه الدولة الفتية كانت ذلك اللقاء المشهود بين الإمامين الجليلين محمد بن سعود، ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله ، ومنذ تلك الانطلاقة المباركة، وهذه الدولة في سائر عهودها ترعى الدعوة الى الله وتمارسها، وتذلل كل عقبة في طريقها، وتعتني بالدعاة والعلماء، وتكرمهم، وترعاهم من القيادة الرشيدة الراشدة.
وفي ختام تصريحه نوّه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بالعناية والاهتمام الكبير الذي تجده الدعوة الى الله من ولاة الأمر.. وقال: ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يبذل الغالي والنفيس، والرأي والحكمة في سبيل نشر دعوة الإسلام في شرق الأرض وفي غربها، وفي تدعيم أركان الارشاد في هذا البلد بخاصة، كما ان لجهود صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في هذا السبيل ما هو مشاهد ملموس، فللجميع منا الشكر، ونتوجه الى الله بالدعاء ان يبارك لنا فيها قيادة راشدة على منهاج الكتاب والسنة يتصلون فيها بما عمله الأسلاف الصالحون الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن بعده من إرساء دعائم البنيان على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
|
|
|
|
|