| الثقافية
نعيش في هذه الدنيا بين نسمات من الهواء المنعش تارة..وبين رياح وأعاصير تقتلع عروقنا من أفئدتها تارة اخرى..نتألم لجراحنا..ونحزن لهمومنا..ونتجرع أحياناً مرارة اليأس..بقوة عظيمة!!
نعيش في هذه الدنيا..ونتجول بين وريقاتها..فنجد ماقد تركناه من ذكريات جميلة. واخرى سيئة..فالبعض منا يحاول عدم الاستسلام لتلك الذكريات السيئة..والبعض الآخر..يحاول جاهداً ما استطاع أن ينساها..ولكن البعض الآخر ايضاً..يتمنى أن يمحو كل شيء من ذاكرته!!..يمحو آلامه..احزانه..جراحه..التي ابت أن تبرأ..حتى ذكريات السعيدة..التي قضاها بكل ما تحلو له الحياة وتطيب..يريد ان يمحوها!! لان اليأس قد سيطر عليه..واحاط به من كل جانب..فليس لديه الوقت الكافي..حتى يقف مع نفسه قليلاً ويسترجع ما تبقى من تلك الذكريات..
اليأس..شعور يمتلك ارواحنا الضعيفة..فيمزقها بأنيابه المخيفة!! فهو كالشبح المرعب..اذا اقبل علينا..استسلمنا..رافعين ايدينا المرتجفة له..ونسمح له بالقضاء على عروق افئدتها..بالرغم من كرهنا لذلك..ولكن لا نجد امامنا مفراً منه..ثم نستنجد بالأمل..طالبين منه ان يخلصنا من ذلك الشعور الذي لا يرحم!! وفجأة..نشعر بشيء ينهال على أرواحنا..وكأنه قطرات من الماء البارد العذب..انه بلسم ذلك الامل..الذي دخل الى أرواحنا..ليصارع ذلك اليأس القاتل..فنلقي أنفسنا على تلك الارض الندية لنرتاح قليلاً..ولكن..سرعان ما تحولت تلك القطرات الباردة..الى بركان ملتهب كثيف..أخذ يلسع أرواحنا الخاوية..
فنسمع أنيناً لا ينتهي..وسط ذلك البركان..ثم نعلم أن اليأس قد انتصر على الأمل..وبقي ذلك البلسم..أسيراً وسط ذلك البركان..يئن..ويئن..ثم نشارك ذلك الامل في أنينه..بينما يبقى اليأس شامخاً في أرواحنا..كذلك الجبل الاصم!!
|
|
|
|
|