| الثقافية
نظر اليه باستخفاف، واستحقار، وقال في نفسه لماذا أهان نفسه بهذا الشكل، يمسح زجاج السيارة بطرف ردائه، ويظهر الذل، وهو الذي بدت عليه سمات الوقار، والهيبة بعمره الستيني، وشعره الأبيض الكثيف، ووجهه البائس الذي غزته التجعدات، والترهلات.
بعد أن فرغ من تنظيف الزجاج مسح رداءه، وبدأ ينظر نظرة الاستجداء والعطف.
فجاءه صوت السائق بحزم وغلظة وهو يقول «الله يرزقنا ويرزقك».
فذهب وعلى هيئته علامات الخيبة والانكسار.
بدأ السائق يسأل نفسه هل فعلاً دعته الحاجة الى فعل ذلك؟!
لا أظن أنها الحاجة انما العادة على فعل ذلك، فأظنه يملك من المال الكثير واتخذ من استجداء الناس واللعب بعواطفهم مهنة له.
قطع عامل الوقود تفكيره حين طلب منه المال ادخل يده في جيبه فلم يجد محفظته فبحث في جيوبه وادرا5ج سيارته فلم يجدها، فتذكر انه نسيها.
نظر الى الواقف امامه، وعلامات الانكسار والخجل واضحة عليه، ومن الخلف ظهرت صورة الرجل العجوز وهو بنظر اليه بعينين غائرتين.
منصور بن حماد المطيري
alharri31@hotmail.com
|
|
|
|
|