| مقـالات
الأمن يعني السلامة والطمأنينة لكل أفراد المجتمع في كل مجالات الحياة.
وعليه تقوم الحكومات بتوفير الأمن من خلال قطاعاتها المختلفة للمحافظة على سلامة المواطنين اجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وصحياً وجنائياً وإلى ما له مساس بأمن المواطن وعليه فهي تقوم ببذل الجهود الجبارة وتوفير الكوادر والآليات وتشريع النظم والقوانين التي تحفظ للمواطن حقوقه وممتلكاته هدفها استتباب الأمن في مجتمعاتها وبين مواطنيها، وعليه فنحن ننظر إلى ذلك كواجب وطني تقوم به حكوماتنا نحونا ويغيب عن أذهان بعض منا أو أغلبنا أن الأمن الحقيقي له عنصر هام ورئيسي يعتلي رأس الهرم الأمني الذي لا يكتمل ولا يتحقق إلا بوجوده ألا وهو (الأمن الفكري)، فهو نواة للأمن الشامل وركيزة لتحقيق الأمان فمتى كان الأمن نابعاً من ذاتنا أصبح لدينا حصن منيع ضد التيارات الفكرية وغير الفكرية المتنوعة والتي من شأنها احداث بلبلة في الأفكار والمفاهيم خاصة لدى ذوي التفكير الهش الذي لا يرتكز على قاعدة متينة أساسها الدين الإسلامي الحنيف.
ولإقتناع أعداء الأمة الإسلامية بخطورة الحرب الفكرية فقد استحوذت على جل اهتمامهم فبذلوا الجهود في سبيل ذلك لأنهم يدركون أنها تساعد في هدم قوام الأمة الإسلامية بصورة سريعة ونتائجها ملحوظة وفي فترات قصيرة وأنها أخطر فتكا وأشد عنفاً من المواجهات العسكرية.
وهم لأجل ذلك يزرعون بذور الفساد في عقول أبناء هذه الأمة بكل طريقة ممكنة ومتاحة لهم من خلال هجماتهم الفكرية المستمرة النابعة من مبادئهم الوضعية والتي تعتمد على المصلحة المادية للفرد في الدنيا غير آبهة أو عابئة بمصلحته في دار البقاء، بخلاف الدين الإسلامي الذي كفل المسلم دنيا وآخرة ووضع له النظم والتشريعات التي لا تتعارض مع مصلحته الدنيوية والدينية.
فها هي العلمانية في مبدئها الداعي لفصل العلم عن الدين برغم إيمان معتقديها وواضعيها بوجود إله، ودعواتهم للسفور والاختلاط والمساواة وغيرها من المبادئ اللا أخلاقية.
والقومية التي تدعو إلى إنكار وجود الله تعالى وأن الدين من اختراع الإنسان، داعية إلى إلغاء كل الروابط الدينية والطائفية والفوارق الطبقية والإبقاء فقط على رابطة الدم والأرض.
والماسونية والتي تدعو للكفر بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر وتسلك في مذهبها جميع السبل الانحلالية مبيحة كل الرذائل داعية معشر الشباب إلى الاستهتار بالقيم الدينية والمثل.
والماركسية (الشيوعية) تحارب جميع الأديان ما عدا اليهودية وتقوم على أن المادة هي المحرك الاساسي للفرد والجماعة وتنكر وجود الله لأنه غير مادي (فهم لا يرونه) وأن لا أهمية للفرد وسحق كل الأخلاق.
والنصرانية التي تؤمن بالله ولكنها تشرك معه (المسيح ابن مريم) وتبيح العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة وأن الاعتراف بالذنوب يسقط العقاب وأن المسيح ابن مريم هو من يحاسب الناس يوم القيامة لأن الله أوكله بذلك فهو مثل البشر ويعلم بحالهم.
واليهودية التي لا تؤمن بالبعث والحساب وأن العقاب والثواب في الدنيا فقط وأن اليهود هم مالكو هذه الأرض لذلك يستبيحون لأنفسهم السرقة والاعتداء على الغير فهم يعتبرونه حقا لهم ويبيحون المسكر ويحللون قتل غير اليهودي.
والكثير من هذه الدعوات مثل الفاشية والبهائية والبوذية والسيخية والرأسمالية والتي استخدمها أعداء الإسلام كأسلحة مدمرة يضربون بها عقول أبناء هذه الأمة خاصة الشباب منهم في محاولة لانتزاع الإسلام من عقولهم وقلوبهم ليصبحوا سهلي الانقياد والتبعية لهم فيسهل عليهم بذلك قتل الإسلام في عقر داره وبأيدي أبنائه.
لذلك على الأمة الإسلامية الالتفات (للأمن الفكري) الذي يحصن الفرد ذاتيا ضد التيارات المعادية فتقوم بإعداد هذا الفرد إعداداً فكرياً صحيحاً قاعدته الدين الإسلامي لأنه الدين المتكامل والسور المنيع ضد كل الهجمات، مهمة يشترك فيها كل من الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام.
فالأسرة هي الأصل في تربية الفرد ولابد من إعداد هذه الأسرة إعداداً صحيحاً حتى تتمكن من تنشئة أجيال صحيحي الفكر وسليمي العقيدة. ويأتي دور المدرسة والتي تعتبر الركيزة الثانية المشاركة في تربية الفرد وتهيئته للاختلاط في مجتمعة من خلال منهاجها التربوية والقائمين عليها وإعداد تلك الكوادر والمناهج بما يتمشى مع الدين الحنيف وتعاليمه السمحة.
ولاشك أن أهمية المسجد في كل ذلك تأتي على القمة فهو بيت الله الذي يؤدي المسلمون فيه فروضهم الدينية وهو المنبر العالي لكلام الله فدور القائمين عليه كبير جداً في توصيل المعلومة الدينية الحقة إلى عقول أبناء المسلمين وتنويرها بنورالدين الحنيف.
وللوسائل الإعلامية نصيب الأسد في ذلك خاصة ونحن في عصر التقنية الحديثة والتي ربطت العالم أجمع بشبكة محكمة من المعلومات والأخبار اليومية فدورها مهم جداً في نقل المعلومات الصحيحة ونشر الوعي الفكري بين أبناء المجتمعات. فهي صاحبة التأثير السريع على الفكر والتفكير ولعل ذلك ما أدركه أعداء الأمة فاستخدموا الوسائل الاعلامية لنشر دعواتهم بشكل مباشر وغير مباشر في كل ما يبثونه من برامج ومسلسلات ودعايات. وعليه فمن كان اعداده الفكري سليما وصحيحا كان الدرع الواقي له ضد الانتهاكات وضد ارتكاب المحرمات.. وبهذا يتحقق الأمن الذاتي لكل فرد ويصبح الأمن الوطني مستتبا
|
|
|
|
|