| العالم اليوم
لم تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية انتهاء المناقشات في مجلس الأمن الدولي التي تبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بناء على طلب المجموعتين العربية والإسلامية، لم تنتظر انتهاء المندوبين من عرض وجهات نظر دولهم، بل هددت بعرقلة الشرعية الدولية وتجريد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من حقهما برفضها تدخل المنظمة الدولية وأجهزتها المختصة في النزاع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورغم أن المندوب الأمريكي الذي خاطب مجلس الأمن الدولي لم يذكر صراحة اعتزام بلاده استعمال «الفيتو» لمنع الأسرة الدولية من وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، إلاّ أنه لم يترك أي شك لدى مستمعيه من أن «الفيتو» جاهز لخدمة العدوان الإسرائيلي، فالمندوب الأمريكي في مداخلته أمام المجلس تساءل حول فاعلية ومناسبة اتخاذ اي اجراء للتعامل مع الوضع في فلسطين من خلال مجلس الامن الدولي..!!
هل هو استخفاف بمجلس الأمن الدولي... أم تهوين لما يجري من قتل وتدمير وإبادة شعب ..؟!!
مجلس الأمن الدولي بصدد قرار تدمير تماثيل في افغانستان ... ويهتم بسجن ناشطين في جمعيات ما يسمى بحقوق الإنسان ...! وبالتنصير أو غيرها من الاهتمامات التي تُعد ثانوية امام ما يجري من قتل يومي في فلسطين.....
ومع هذا يرى مندوب امريكا ان لا جدوى من تدخل مجلس الامن الدولي هناك.
قبل يومين اطلق الاسرائيليون صاروخا على منزل فلسطيني فقتلوه ومعه ابنه الذي لا يتجاوز عمره ست سنوات وابنته ذات الخمس سنوات... هؤلاء الشهداء الثلاثة لو كانوا يهودا هل تسكت أمريكا؟ بل هل يصمت الأخ كوفي عنان، أم تتناثر التهديدات والشجب؟!!
هل الفلسطينيون بشر يستحقون من الأسرة البشرية الاهتمام بهم، أم يتركون للجزارين الإسرائيليين الذين لا يمر يوم إلا ويقتلون عددا منهم، ويهدمون منازلهم ويحرقون مزارعهم.
كل هذا ويُمنع مجلس الأمن الدولي من التدخل لوضع حد لإبادة شعب امام مرأى ومسمع الأسرة الدولية بأكملها...!!
مشاركة أمريكا الإسرائيليين إبادة الشعب الفلسطيني أصبحت مؤكدة ... وعجز الأسرة الدولية عن وضع حدٍ لعرقلة الأمريكيين للشرعية الدولية والفشل في إيجاد مخرج عملي لوقف إبادة الشعب الفلسطيني يجعل العالم جميعاً مشاركاً في العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|