| العالم اليوم
* القاهرة رويترز:
علاقات المانيا والعالم العربي التي يرجعها باحثون إلى القرنين السادس والسابع الميلاديين والتأثيرات المتبادلة بين الثقافتين تشكل أهم محاور مؤتمر تنظمه جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين الشهر المقبل. و يشارك في المؤتمر 25 مثقفا وأكاديميا من العالم العربي ونيجيريا و25 آخرون من المستشرقين والمثقفين الالمان الذين سيبحثون ايضا صورة الآخر الالماني أو العربي كما يرسمها الإعلام في الجانبين واختارت امانة المؤتمر المستشرقة الالمانية الكبيرة انا ماري شيميل «86 سنة» عاشقة الشرق والتي الفت نحو 82 كتابا عن الحضارة العربية والاسلامية كضيفة شرف للمؤتمر. كما وجهت الدعوة للمفكر الالماني المسلم مراد هوفمان.
وقال الدكتور محمد ابو الفضل بدران استاذ النقد الادبي المساعد في الجامعةوعضو لجنة الاعداد للمؤتمر في مقابلة مع رويترز في القاهرة ان المؤتمر الذي يبدأ يوم 29 سبتمبر/ايلول المقبل هو الاول من نوعه من حيث شموليته لمختلف جوانب العلاقة بين الطرفين السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية والادبية. وأوضح «سبق تنظيم مؤتمرات حول علاقات المانيا والعرب في القاهرة تناولت المجالات الاقتصادية أو الثقافية فقط لكن هذا المؤتمر هو الاول الذي يعالج كل هذه الجوانب».
«المؤتمر يتناول نواحي الادب والثقافة والفلسفة والاقتصاد والسياسة والتاريخ والجغرافيا والإعلام وغيرها». ويقول بدران ان رموز الفكر والفلسفة في الثقافتين اثروا كثيرا على مدى قرون عدة في الادباء والكتاب الالمان والعرب.
ويشرح «على سبيل المثال اثر الاديب الالماني الكبير يوهان فون جوته «1749 1832» على الكثير من الادباء والكتاب العرب من امثال توفيق الحكيم ومحمد فريد ابو حديد ومحمد عناني وغيرهم».
«في المقابل تأثر الالمان كثيرا بكتابات ابن رشد وابي العلاء المعري». وبالاضافة إلى ذلك يناقش المؤتمر ترجمات القرآن الكريم إلى الالمانية ومنها ترجمة استاذ اساتذة اللغة الالمانية في الجامعات المصرية والعربية مصطفى ماهر التي صدرت قبل خمس سنوات والتي يقول بدران انها «أدق ترجمة للقرآن الكريم إلى الالمانية وارقاها أسلوبا والتي استدرك فيها أوقع فيه السابقون من أخطاء». من الناحية التاريخية يقول بدران ان «العلاقات بين القبائل الجرمانية والعربية ترجع إلى القرنين السادس والسابع وهناك مؤشرات عديدة على وجود صلات وتأثيرات متبادلة بين الحضارتين قديما».
ويضيف ان العلاقات الاقتصادية بين الطرفين هي ايضا قديمة ومتواصلة. ويقول «رجل الصناعة الالماني سيمنز فتح اول فرع لشركته خارج المانيا في مصر عام 1859 وزار مدينتي الاسكندرية وبور سعيد». ومن بين الاساتذة العرب المشاركين في المؤتمر محمود فهمي حجازي استاذ اللغة العربية بجامعة القاهرة وباهر الجوهري عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الازهر والطاهر مكي وفوزي الشامي وفاطمةزكريا من مصر ومن سوريا المفكر الطيب تيزي وعبده عبود وشاكر مطلق ومن المغرب محمد الهلال ومحمد نكرومي ومن الجزائر رشيد بوشعير.
ومن بين المشاركين الالمان المستعربين جورج بوبسن وكريستيان سيزيكا وشتيفان فيلد.
كلمة الباحثين العرب إلى المؤتمر سيلقيها الدكتور حجازي الذي ترجم وآخرون إلى العربية كتاب المستشرق الالماني المعروف كارل بروكلمان «تاريخ الادب العربي» والذي يعتبر من اعمدة الكتب التي يعتمد عليها الباحثون في الادب العربي بينما يلقي شتيفان فيلد كلمة الباحثين الالمان.
ومن المقرر ان يختتم المؤتمر اعماله يوم 2 اكتوبر/تشرين الاول القادم.
|
|
|
|
|