|
| الريـاضيـة
عرفت محمد يوسف الدوسري قبل أكثر من عشرين عاما وكنا محمد العوام وأنا نتعامل معه عبر الهاتف لكونه مراسلا للجزيرة في المنطقة الشرقية ونتحكم بأموره الصحفية لتواجدنا في مقر الجريدة.. نرضيه تارة ونغضبه تارات أخرى عندما نتأخر في نشر بعض أخباره الكثيرة التي كانت تشكل ما نسبته 30% من المادة الصحفية اليومية. وكنا عندما نغضبه نتسابق للرد على هاتفه لنستمتع بعتابه الأخوي الذي ينتهي بمجرد أن نقول له .. آمر.. تدلل!!
علاقاته الواسعة جعلته على وقتنا من أبرز مراسلي الصحف في المنطقة الشرقية وأكثرهم نشاطا.. فقد أحبه الجميع بعد أن ملكهم بقدرته العجيبة على السيطرة على مختلف أشكال الانفعالات الشخصية ليصبح صديقا للجميع.
محمد يوسف الدوسري رحمه الله أنموذج مثالي للصحفي الرياضي الشريف الذي ابتعد بقلمه عن كل غرض خاص أو تغرض شخصي ولم يخط قلمه عبارة تمس زميلاً أو تسيء الى أي من المنتسبين للوسط الرياضي.
كان يعيش عالما خاصاً به تسوده الألفة وحب الخير للجميع فقد كنا كثيرا ما نمازحه بأننا نبحث عن مراسل بديل عنه فيقول اتركوا المهمة لي وسأختار لكم من هو أفضل مني وليس مهما أن استمر معكم بل الأهم هو أن يستمر نجاحكم!!
إلى أبو ظبي ذهبنا هو وأنا لتغطية دورة الخليج السادسة لكرة القدم هو عن الجزيرة وأنا عن المسائية ووسوست لي نفسي بأن الرحلة بمثابة اختبار لكل منا على الأقل أمام مؤسسة الجزيرة وبدأت أعد العدة لحرب اثبات الوجود الصحفي !!
كان هو في الغرفة المقابلة لغرفتي في فندق هلتون وكأنه (شم) رائحة وسواسي فقد فوجئت به يطرق الباب ليقدم لي صورة من تصريح خاص وهام أخذه من الشيخ عيسى بن راشد كان يمكن أن ينفرد به!!
رحم الله محمد يوسف الدوسري الرجل الطيب الذي كان بحق مثلا يحتذى به في تعامله وفي خلقه الرفيع وتفانيه وإخلاصه في عمله تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أحمد الرشيد
|
|
|
|
|
