أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd August,2001 العدد:10555الطبعةالاولـي الاربعاء 3 ,جمادى الآخر 1422

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
نحن والبحرين ... ونكتة الشجرة.!!
عبدالله الضويحي
هل العيب في طريقة المحاور .. أم في التنفيذ؟!
لا اجتهاد أمام لغة العقل .. ومفهوم المنطق.!
إيران سهل ممتنع ..!! ضعفه يكمن في قوته.!!
(البحرين: دفاع محكم، صلب، ارتداد سريع للهجمة لاستغلال أي ثغرة أو اندفاع غير مدروس في الدفاع لمقابل، كراتهم الطويلة متقنة). أ.ه.
هذا الكلام ليس تحليلاً فنياً مختصراً لمنتخب البحرين في مباراته مع منتخبنا في افتتاح نهائيات آسيا لمونديال 2002م، ولا رأياً شخصياً في هذا الفريق. لكنه رأي خبير وهو مدرب منتخب قطر الروماني (حاجي) قاله في إحدى صحفنا قبل مباراتنا مع البحرين بعشرة أيام وتحديدا يوم الثلاثاء 17/5/1422ه، بعد مباراتنا الودية مع قطر، وقبل مباراتنا مع الامارات، في تقييم له لمنتخبات المجموعة.
صحافتنا هي الأخرى (ما قصرت) في الأسبوع الذي سبق المباراة، فبعضها أكد على أن (صقورنا سيكسرون «متاريس!» البحرين، وأخرى «تسللت!!» إلى معسكر البحرين واكتشفت انه سيلعب بخطة 9:1 .. وبعضها عزف على لحن العقدة .. و.. بعضها و... .. الخ.!
أي أن هناك قناعة مسبقة وتأكيداً على هذا الأسلوب .. دون محاولة لطرح رؤى فنية ونقد موضوعي لكيفية التعامل معه.!
هذا الوضع يذكرني بنكتة لا بأس من روايتها وان كان المجال ليس كذلك.. تقول النكتة: (إن احدهم.. اركب صديقه معه في سيارته للذهاب إلى مكان ما، وأثناء الطريق وهما في الصحراء.. اصطدم بشجرة امامه.. فقال السائق: والله اني من يوم شغلت السيارة، وأنا اقول: الله يعدينا شر شجرة خابرها في الطريق). فهل ستكون البحرين هي شجرتنا عبر الزمن ونحن نمثل دور ذلك الاعرابي.؟!
(في منتصف الاسبوع) الماضي، وقبل المباراة كتبت موضوعاً عن المنتخب وموقفه في المجموعة، وإمكانية تأهله عنها، وان ذلك ليس بالامر الصعب إذا ما طبقناه على ارضية الواقع، حيث اشرت وبناء على تجارب سابقة الى ان تحقيق ما نسبته 70 80% من الحصيلة الكلية للنقاط (16 نقطة من 24) كاف جدا للتأهل وهو ما يعني الفوز على البحرين وتايلند ذهاباً وإياباً (12 نقطة) وجمع 4 نقاط من مباريات ايران والعراق، وان امرا كهذا ممكن وليس صعب المنال.
عندما قلت ذلك.. لم أكن اعني التقليل من قيمة البحرين.. أو حتى تايلند، بقدر ما اعني امكانية التفوق اذا عرفنا كيف نتعامل مع المباراة وظروفها، من خلال قراءتنا الجيدة للفريق المقابل.
هذا الأمر لم يحدث مطلقا.. ولم نقرأ البحرين جيداً..
لا قبل المباراة.. ولا اثناءها..
لا فنياً.. ولا إعلامياً..
ولا حتى مراجعتها (أعني بعد المباراة) واعني بصورة عامة.. ممن تتاح لهم فرصة نشر قراءاتهم.. مستثنيا الجهاز الفني الذي له فراءته الخاصة.. ومنهجه الخاص في هذه المراجعة.
ظللنا اسبوعا كاملا نكرس سياسة (العقدة) حتى اوجدناها من عدم.. لفئة لم تتعامل مع هذه الفكرة.
وكدنا ان نوجد فجوة بين الجهاز الفني واللاعبين لم تكن موجودة اصلاً.. انطلاقا من التشكيك في قدرات المدرب..، ومدى استمراريته.
ترجمنا ما يقوله المدرب.. من آراء في اللاعبين ترجمة خاطئة انطلقنا منها الى نقده والتقليل من قدراته..!!
عندما يقول سلوبودان عن اللاعب السعودي.. انه موهوب، ولكن عندما تصله الكرة فقط، وانه يفتقد لمهارة التحرك بدون كرة وواجبي تعليمه ذلك.. لتتضاعف خطورته وتتجلى موهبته.. أليس هذا كلاماً صحيحاً وواقعياً..؟!
وعندما يقول ان اللاعبين يحتاجون إلى تنمية علاقاتهم مع بعض.. في اشارة الى افتقارهم للعب الجماعي والتفاهم.. واعتمادهم على الفردية.. هل في ذلك ما يعيب المدرب؟!
ولا يعيب ا لمدرب ولا ذنب له في كثير من الاحيان عندما لا يتمكن من توصيل المعلومة لنا كمتلقين بدقة ووضوح، ولكن العيب والذنب فينا نحن.. عندما لم نفهم ما يقول. إما لقصور في ثقافتنا او عدم ادراك لما بين السطور..!
تُرى .. لو أن .. (وإن كنت اكره ال : لو) .. اقول لو ان الظهير الأيمن لم يعط الفرصة لبدء الهجمة من جهته. او ان الظهير الايسر هو الآخر قطع الطريق على الكرة قبل وصولها للمهاجم البحريني وعكسها مرة اخرى.. او ان متوسط الدفاع او المحور قام بدوره في التغطية جيدا.. او ان عبدالله سليمان ابعد الكرة برأسه بدلا من قدمه. او ان الخوجلي خرج بتوقيت مناسب.. هل لاحظتم كم لو...؟!
هنا .. لو ان ايا من هذه الأخطاء الخمسة لم يحدث لما سُجل الهدف.. وربما فزنا.. واصبح سلوبودان مدربا ناجحا لأنه امتص هجوم البحرين وأرهقهم ثم فاجأهم في الشوط الثاني... الخ!
أو لو أن مرزوق العتيبي سجل تلك الفرصة في الثواني الأخيرة.. لقلنا ان الفريق صنع معجزة وأثبت انه لا ييأس.. ورجال مواقف .. الخ!
أو لو أن في الطرف المقابل محمد سالمين سجل من تلك الفرصة التي انفرد بها في الدقائق الأخيرة لنسينا كل عطاء الفريق في الشوط الثاني!!
أي أننا لا نقيم الوضع من كل الجوانب ووفق رؤى واقعية بقدر ما تتحكم مواقف معينة.. او النتائج على وجه الدقة في منطقية آرائنا وتحليلاتنا.
لقد ركز كثيرون وأجمعوا على خطأ المدرب الجسيم بلعبه بطريقة دفاعية بحتة من خلال اشراكه ثلاثة محاور.. مما افقد الفريق طابعه الهجومي.!
والحكم بهذه الصورة ليس صحيحاً.!!
فالعيب او الخطأ لم يكن في الطريقة، وانما في الخطة.. والتنفيذ بدليل انه عند نزول سامي الجابر مع بداية الشوط الثاني كبديل للشيحان (مهاجم بدل مهاجم) تغير شكل الفريق وتحسن اداؤه.. رغم بقاء المحاور الثلاثة.
ان اللعب بمحورين .. او ثلاثة .. او ظهير قشاش اي تكثيف هذه المنطقة يصلح امام فرق تعتمد الغزو من العمق.. او لديها قدرات هجومية عالية الكفاءة في متوسط الهجوم.. او تعتمد هجمات مرتدة.. الخ. لكن مثل هذه الطريقة ولكي نضمن نجاح شقها الآخر .. تحتاج لظهيري جنب يقومان بدور هجومي يحقق هدفين اساسيين:
الأول: ممارسة ضغط هجومي على الظهيرين المقابلين ومنعهما من القيام بأي هجوم مضاد مما يقلل الكثافة الهجومية لدى الفريق المضاد.
الثاني: تفعيل منطقة الوسط (المناورة) وعدم اعطاء الفرصة للفريق المقابل لامتلاكها.!
هذا الامر لم يحدث مع منتخبنا امام البحرين فالعيب في التنفيذ في الشوط الاول ولذلك وجد منتخب البحرين الفرصة لامتلاك منطقة المناورة والسيطرة عليها طوال الشوط الاول ومن ثم تسجيل هدفه.. الذي جاء كما اشرت نتيجة اخطاء متتالية لعناصر الخطوط الخلفية.
مباراة إيران
بناء على ماسبق، ومن خلال خسارتنا لنقطتين امام البحرين لم يكن مفروضا ان نخسرهما.. يبرز سؤال: كيف سيكون الوضع امام ايران؟!
وأرجو ألا يُفهم من تساؤلي هذا نظرة تشاؤمية.. بقدر ما هو دعوة للتعامل بلغة المنطق.. والثقة بالنفس.
ان اقل المطلوب هو الخروج بالتعادل، وان كان الفوز هو المطلب.. وهو امر ليس بعزيز حتى وان كانت المباراة في ايران..!! اذا ما نظرنا للوضع العام للفريقين نظرة واقعية.
ان قوة المنتخب الايراني تكمن في امور ثلاثة:
مهارات عالية وقوة بدنية لدى لاعبيه.
الارض والجمهور
خلفية سابقة للقاءاته مع الكرة السعودية في التعويض والرد.
وكأسماء يبرز الجناح الايمن مهدي مهدفيكيا، ولاعب الوسط الهداف سيروس دين محمدي،
* * ومن سلبياته:
كبر سن بعض لاعبيه مما افقدهم الحماس والسرعة في التحرك.
احتراف بعض نجومه في اوربا ، افقد الفريق التجانس وأصبح يعتمد على الفردية كثيراً.
خط الظهر بطيء.. والظهيران لا يساندان الهجمة..
اعادة على دائي للوسط كلاعب حر لتحريره من الرقابة، وهذا يخفف العبء على متوسطي الدفاع في الفريق المقابل.
ومن هنا .. فان التعامل مع المننتحب الايراني يمكن ان يتم من خلال:
الحرص على عدم الخسارة اولا.. لأن ذلك قد يؤدي الى الفوز، والعكس غير صحيح.
اعتماد اسلوب الضغط على حامل الكرة من نصف ملعبه.
اشراك صالح الصقري (وسط) وحسين عبدالغني بحيث يقوم الاول بدور مزدوج، ولتعطيل قدرات مهدي مهدفيكيا.
هذه وجهة نظر شخصية ليس شرطاً ان تعطي رؤية سليمة وصحيحة لوضعية المباراة.. فما يجري في الملعب يختلف والجهاز الفني لديه الخبرة والدراية اكثر.. لكن المهم.. هو في توازن النظرة للفريق المقابل، .. والتعامل معه وفق حجمه الطبيعي. ووفق ما يجري داخل الملعب.
بقي نقطة هامة... وهي ان نتعامل مع مباراة ايران بمعزل تام عن المباراة السابقة من حيث النتيجة فقط!! اما من حيث الاخطاء.. فيجب ان تكون السابقة اساساً للقادمة.. وألا نكتفي بردة فعل قوية تعتمد الحماس الذي قد يعود بأثر سلبي اذا لم يكن مدروساً ومبنياً على اسس سليمة. والله من وراء القصد.
البريد الالكتروني: raseel@la.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved