| الاقتصادية
* جدة مريم شرف الدين:
الكاتبة السعودية وسيدة الأعمال ورئيسة مجلس إدارة «شركة البداية للتجارة والصناعة المحدودة» الاستاذة حصة عبدالرحمن العون.. رغم مساهماتها الكبيرة في الكتابة ومجال العمل الخيري ومشاركتها في العديد من المؤتمرات والندوات في مجال الفكر والعلم والاقتصاد والجوائز التي حصلت عليها إلا انها استطاعت ايجاد منهجية خاصة لايجاد وتوفير آفاق جديدة لتوظيف الخريجات الجامعيات وتهيئة المناخ الملائم الذي يتناسب وتخصصات هؤلاء الخريجات.. واحتياجات الوطن من الكوادر النسائية السعودية المؤهلة..
كما حصلت مؤخراً على براءة الاختراع للمحراب من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية..
من خلال هذا الحوار حاولنا تسليط المزيد من الضوء على شركة البداية وهذه الخطوة التي هي اهتمام وتعاون بنت الوطن في تحقيق السعودة.. سألناها في البداية:
* استاذة حصة كيف بدأت فكرة شركة البداية للتجارة والصناعة المحدودة التي تترأسين مجلس إدارتها؟
* بدأت فكرة تأسيس هذه الشجرة من خلال معاناة الكثير من الخريجات اللواتي لم تتوفر لهن فرص وظيفية وأمام تلك النسبة الكبيرة من طالبات العمل وباعتبار اننا نحتاج لهؤلاء الخريجات واثراء التجربة السعودية الرائدة.. وحتى يتحقق لنا الاكتفاء وسعودة غالبية الوظائف بتلك القدرات الرائعة المهدرة.
لذا ولدت هذه الفكرة من رحم المعاناة والاحتياج والحاجة أم الاختراع ، وستكون الشركة الخطوة الأولى نحو الحلول المثالية لتوسيع عمل الفتاة السعودية المنحصر في التعليم والطب والبنوك والمؤسسات الخاصة في حدود ضيقة.
* هل من الممكن ان نتعرف على نشاط هذه الشركة؟
* بالطبع وتتلخص في:
1 خدمات الحاسب الآلي بكافة انواعها «لخريجات الحاسب الآلي».
2 نشاط الاتصالات والبرامج الأمنية «لخريجات الحاسب الآلي».
3 «انجاز» للدعاية والاعلان والتسويق «لخريجات الاقتصاد والإدارة والحاسب الآلي».
4 إدارة المنشآت وتنظيم المعارض الداخلية والدولية «لخريجات الاقتصاد المنزلي والتعليم الفني والتدريب المهني والاقتصاد والإدارة».
5 قاعة البداية للاحتفالات التي ستكون مرفقة بمركز تجاري للسيدات.
6 مركز البداية لسيدات الأعمال «لخدمة سيدات الأعمال».
7 البداية للاستيراد والتصدير «لخريجات الاقتصاد والإدارة» كما يمكن للمرأة السعودية العاملة ان تستفيد منها بأسعار في متناول الجميع بالنقد والتقسيط.
8 مركز البداية الطبي لمرضى ضغط الدم والسكر وسوف يكون مزوداً بنادٍ صحي ومضمار لرياضة المشي «لخريجات الطب والعلوم الطبية».
المشاريع الصناعية وخطوط انتاجها:
1 مصنع البداية للملابس الجاهزة «لخريجات الاقتصاد المنزلي والتعليم الفني.. والتدريب المهني».
2 مصنع البداية للصناعات الخشبية «لخريجات الاقتصاد المنزلي والتعليم الفني والتدريب المهني».
3 مصنع البداية للرخام والجرانيت «لخريجات الاقتصاد المنزلي والتدريب المهني».
4 مصنع البداية لتعبئة الأدوية في عبوات صغيرة والاستفادة فيه من خريجات «الصيدلة والعلوم الطبية والكيمياء والفيزياء».
المشاريع الاستثمارية: وسوف تشتمل على:
1 فندق رياضي متكامل للفرق الرياضية الزائرة من خارج مدينة جدة «مشروع استثماري».
2 نوادي الأحياء في الحدائق العامة المهملة وغير المستعملة «للسيدات العاملات من العمل في الأحياء».
3 مواقف السيارات في مدخل مكة المكرمة بجوار حجز المرور مشروع استثماري.
* وهل لاقت الشركة الدعم والمؤازرة باعتبار انها تحوي هذا الكم من الانشطة التي ستساعد على حل مشكلة توظيف الفتاة السعودية بعد التخرج.
* حقيقة لقد لاقت الشركة الدعم وكل المؤازرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة واعتقد ان الشركة بمثل هذا الدعم سوف تكون لها المقدرة على إدارة عجلة هذه الأقسام للبدء بالعمل والتدريب الميداني الفعلي وتحقيق الهدف المنشود من انشاء هذه الشركة بمشيئة الله.
ولكن مع هذا الدعم لابد من ايجاد مراكز متخصصة للتدريب.. وليس بالضرورة ان تكون مؤسسات القطاع الحكومي هي المعنية بهذا التدريب.. ولكن لابد من فتح قنوات تعليمية آخرى للارشاد مع ضرورة تخصص كل فئة منها لنوعية من التخصصات الموجودة على ان تكون على أعلى مستوى من الكفاءات البشرية والفنية المدربة.. والبرامج التقنية والمعدات الحديثة اللازمة التي تتلاءم ومتطلبات العصر، ومن هنا سوف ننجح ان شاء الله.
* ما أبرز المشروعات التي قامت بها الشركة؟
* في الواقع أبرز ما قامت به الشركة هو اختراع وابتكار «المحراب» المسجد المتنقل، الذي حصل على براءة الاختراع، وكذلك تنفيذ الكثير من الأفكار في مجالات عدة منها خاصة ما يختص «بالتراث» او «برنامج العودة للارض».
* كرئيس لمجلس إدارة شركة البداية كأول شركة نسائية سعودية كيف تنظرين لمشكلة عدم توفر الوظائف الكافية للجنسين من الخريجين؟
* أعتقد ان نظرتي لهذه القضية نظرة عملية اكثر منها عاطفية لهذا أرى اننا لا نزال في حاجة الى فتح المزيد من قنوات العمل الجديدة للطرفين وخاصة المرأة.. وتحت مظلة شريعتنا الإسلامية السمحة.. وتقاليدنا العربية الأصيلة.. وذلك بفتح «مدينة صناعية للنساء» وكما اشرت بالمزيد من مراكز التدريب حتى نستطيع حل المشكلة بطريقة اسرع وأقوى وأفضل لاستيعاب اكبر عدد من الخريجات. كما يتطلب الأمر ايجاد وظائف في كل الوزارات الحكومية حسب التخصص. وذلك لتقديم الخدمة للسيدات اللائي يقمن بمراجعة معاملاتهن في هذه القطاعات والوزارات ذات العلاقة المباشرة مع الجمهور مثل الجوازات والبلديات والخطوط السعودية والحقوق المدنية.. بل وكافة القطاعات التي لا يمكن للمرأة مراجعتها في حالة عدم وجود من يقنم لهن بهذه المهمة من الأقرباء او المحارم.
وفي ظل الروابط والدوافع الدينية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق نستطيع حل تلك المشاكل.
المشكلة التي تعاني منها الخريجات.
* وما هي مرئياتك حول الجهود التي بذلتها وتبذلها الدولة من خلال مجلس القوى العاملة وخصوصاً ان هناك الكثير من البصمات الواضحة لسيدي سمو الأمير نايف رئيس المجلس الأعلى للقوى العاملة ووزير الداخلية تؤكد على جدية اهتمام الدولة بهذه المشكلة، ومنها انشاء صندوق خاص للموارد البشرية؟
* الدولة لم تقصر ابداً وجهود الأمير نايف رئيس مجلس القوى العاملة.. ملموسة بل ويبذل الكثير من الجهد لايجاد الحلول المناسبة لمعالجة هذه المشكلة ولكن المشكلة اكبر بكثير من هذه الجهود.. وتتطلب تعاون الجميع واستحضار مشاعر وأحاسيس كافة المسؤولين ورجال الأعمال للوقوف على ابعاد هذه المشكلة وهذا هو المهم الذي سيساعد تدريجيا على هذه المشكلة المستعصية «المتراكمة» بفعل التقدم.
وصندوق الموارد البشرية كما نتطلع له سيكون صندوقاً رائداً وفكرة رائدة ورائعة ولكن كما اسلفنا التعاون من الجميع سيسهل اعمال هذه اللجنة ويثري هذا الصندوق اليس كذلك؟
* ما نوعية العقبات التي واجهتكم خلال هذين العامين منذ انشاء الشركة وحتى الآن؟
* العقبات والعوائق هي الدعم المادي ولاءات التمويل التي تواجه كل مخلص للعمل ولحل مشاكل هؤلاء الخريجين «الرجال، والسيدات» والشروط التعجيزية التي تواجهنا هي العائق الأول والأخير.
* المنافسة هل لها دور في مجال عملك؟
* المنافسة موجودة.. حتى في الفشل يتنافس الناس وللأسف انها منافسة غير شريفة. فعندما يعمل المخلص والمجتهد لوجه الله سبحانه وتعالى يقابله على الطرف الآخر من يثبط طموحاته وتطلعاته ويخمد نار أحلامه.ومن يسعى لمحاربته وحتى وإن كانت هذه الحرب بصورة غير مباشرة إلا ان هذه الفئة تحاول الغاء وجود كل من يخلص ويجتهد في عمله.
آفاق لعمل المرأة
* حصة العون باعتبارك انسانة مفكرة ولها علاقتها الأكبر بالمجال الإعلامي والأدبي هذا يجعلني اتساءل.. ما هي الأسباب التي جعلتك تتجهين الى مجال العمل الحر؟
* حقيقة الأسباب التي جعلتني اتجه الى مجال الأعمال الحرة هي نفس الأسباب التي دعت الكثير من رجال الأعمال للدخول في هذا المجال. ولكن الى جانب هذا لدي سبب آخر يعتبر الأهم والأقوى وهو فتح قنوات عمل للمرأة السعودية للولوج لمجال العمل من اوسع ابوابه، وكما ذكرت يعود هذا لقلة عمل المرأة او لعدم وجود القنوات التي اطالب بها دائماً وابداً من خلال زاويتي في جريدة عكاظ «الى من يهمه الأمر». فمن هذا المنطلق.. بدأت بنفسي أولاً.
اشارة البدء
* توجهك الى هذه النوعية من العمل هل أثر على عطائك الأدبي او كتاباتك.. وهذا هل من الممكن ان يجعلك تتخلين عن دورك او مسؤوليتك الثقافية؟
* بالطبع لا.. كون العمل الذي أقوم على تأسيسه وتنفيذه ذا علاقة وطيدة بالكتابة.. ولازال الطريق أمامي طويلاً لاكتب وأحاول تنفيذ ما اكتب عنه حتى يتم ذلك الاكتفاء المنشود فاكون قد كتبت مرتين الأولى في الجريدة والثانية في الشركة وهذا حلمي الأزلي لاطلاق اشارة البدء لعملي الذي هو نتاج قلمي.. الذي قادني لهذه الأعمال الخيرية والتي اهدف منها خدمة وطني وبنات وطني.. فالعمل ثقافة وأدب.. ومسؤولية ومساعدة المثقفين مسؤولية كبرى انوي القيام بها تجاه هذه الفئة الغالية والمؤثرة «والمهمة» فأحد أقسام الشركات يعنى بالانتاج الفني والأدبي والإعلامي.
غذاء الروح
* وهل هذا يعني بأن المجال الأدبي لم يعد «يؤكل عيش» كما يمكننا ان نقول بصريح العبارة؟
* بصراحة.. المجال الأدبي من الأساس.. لا يوكل عيشاً او خبزاً او أي نوع من أنواع المأكولات.. بل يؤكل الحصرم والمر والحلتيت ولم يشبع الأدباء السابقين وهم ارباب علم وانتاج عالمي حتى يشبعنا نحن الكتبة ولكنه يبقى غذاء للروح والعقل والبصيرة وهذا يكفيني والحمد لله.. وللعلم حتى العمل الحر هذه الأيام لا يؤكل شيئاً البته.
|
|
|
|
|