| مقـالات
تشير مجلة سياحية والعهدة عليها إلى أن خبراء في مجال السياحة في جدة يقولون: إن ماليزيا تستحوذ على اهتمام السعوديين «العوائل» لانخفاض أسعارها التي لا تتجاوز 2500 ريال ما يعادل «666» دولار وذلك لمدة أسبوعين بما في ذلك تذكرة السفر والاقامة والمواصلات. كما يؤكد هؤلاء الخبراء في المجلة السياحية أن نسبة سفر العائلات السعودية ارتفعت في الأعوام الأخيرة وذلك لتطور البرامج التي تنفذها الشركات آخذة في الاعتبار رغبات المسافرين وقدراتهم المالية، بالاضافة إلى الخدمات الأخرى مثل الاتصالات، والاستقبال في المطار وحجوزات العودة..
كما يؤكد هؤلاء الخبراء أن مصر تحظى بحصة أكبر من اهتمامات السعوديين بها طوال العام.. وتتفرد برامج الصيف باغراء السعوديين العائلات والشباب على حد سواء.. ومازالت القاهرة مقصد السياح السعوديين، وشرم الشيخ والغردقة، والنسبة الباقية تتوزع على لبنان والمغرب وتونس.
أما بالنسبة للدول الغربية «أوروبا» وأمريكا فإن «أورلاندو» لا تزال تحظى بالسياح السعوديين. وذلك على الرغم من تراجع السياحة الأوروبية عند السعوديين بنسبة 70% ومثلها تركيا تلك التي قل الاقبال عليها منخفضاً إلى 40% ذلك لارتفاع الأسعار بالنسبة لأوروبا، وعدم توفر المناخ السياحي العائلي، وبرامجها السياحية قد لا تتناسب مع الأسرة السعودية.. أما تركيا فإنها تعاني من ركود اقتصادي وعدم استقرار سياسي.
ويستغرب خبراء السياحة عدم الاقبال على السياحة في أفريقيا، مثل جنوب أفريقيا وكينيا رغم انخفاض الأسعار وتوفر مقومات السياحة بها.. ويعلل البعض أن سياحة أفريقيا تصلح للشباب أكثر وتعاني تلك السياحة من عدم اعلان شركات السياحة والسفر عن البرامج السياحية في تلك الدول وعدم وجود خدمات الطيران المنتظمة بين السعودية وبعض الدول الأفريقية..
وتشير الأرقام إلى أن متوسط عدد الليالي السياحية التي يقضيها السعوديون في الخارج حوالي 30 مليون ليلة.. ونسبة السياحة الخارجية مازالت في ارتفاع تصل إلى 5 في المائة عن العام الماضي وذلك للانتعاش الاقتصادي الذي تنعم به البلاد السعودية والمنافسة الشديدة بين شركات السفر والسياحة في تقديم أسعار مناسبة بالاضافة إلى أن «الخطوط السعودية» عملت على ايجاد محطات عالمية تشجع السفر إليها. ومما يؤكده الخبراء السياحيون أن عدد المسافرين للخارج سنوياً يقدر بنحو ثلاثة ملايين سائح سعودي.. ويصل متوسط الانفاق بالنسبة للسائح السعودي الواحد على السياحة الخارجية في الليلة الواحدة نحو 550 ريالاً «146» دولاراً!!
وهي من أعلى المتوسطات عالمياً وذلك لزيارة السعوديين أكثر من دولة في السفرة الواحدة..
إذن السياحة الخارجية في ارتفاع.. والأسباب لا شك كثيرة ومتشابكة ومن الصعب تحويل السياحة الخارجية إلى داخلية في مدة وجيزة.. لا بد من التعامل الصادق مع معطيات السياحة الداخلية، وايجاد آليات عملية بالفعل لتطوير العمل السياحي لدينا.. وإن أخذ وقتاً أطول.. لا بد أن نفكر في احتياجات السائح السعودي في الداخل وتلبيتها له.. ورغم هذا كله لا نتوقع أن تقف أو تخف نسبة السياح للخارج فهذه طبيعة البشر حب الجديد، والاكتشاف وتطوير الذات، والمعارف وطلب للثقافة المجلوبة من السفر.. ولا ننسى أن الانسان يحب البحر والخضرة والوجوه الجديدة والثقافة الجديدة، وألوان الحياة لدى الآخرين.. فالألمان والفرنسيون والانجليز والأمريكان والأوروبيون بصفة عامة يخرجون من بلدانهم السياحية أصلاً وطبيعةً ويسيحون في بلدان أخرى للتعرف على الجديد، وطلباً للتغيير في حد ذاته ويخسرون الكثير، ولم نسمع أن في أمريكا أو أوروبا هجوماً على السياحة الخارجية فهي مسألة شخصية بالدرجة الأولى ورغبة انسانية بالدرجة الثانية وتوجه اجتماعي لا نستطيع التحكم فيه مهما أوتينا من بلاغة في الطرح ومن تكثيف إعلامي واعلاني يروج للسياحة الداخلية.. فلنتعامل مع موضوع السياح الداخلية بعقلانية وبجهود معقولة وبعرض لائق، ونترجم ما نقول على أرض الواقع لكي نقنع الانسان السعودي بالسياحة الداخلية فالانسان السعودي يقرأ ويشاهد فضائيات ويسمع مسافرين ويحلل الأمور ويعايش تجربة السياحة الداخلية، ويقارن ويتحذ القرار المناسب لامكانياته الثقافية والأدبية والمالية وغيرها من المعطيات.. فلا يجب أن نتعامل معه على أنه قارئ بسيط ومشاهد بالامكان تطويعه لما يراد بعيداً عن قناعاته الداخلية.
alreshood@hotmail.com
ص.ب:9055
رمز:116330 الرياض
|
|
|
|
|