| مقـالات
* * كنت أملك جواز سفر.. مضافاً به زوجتي واطفالي.. ترشيداً للاستهلاك.. ومراعاة للجيب الذي اتت عليه الرسوم من كل حدب وصوب.. واستدعت الضرورة ان استخرج جواز سفر خاصاً بزوجتي.. واطفالها كي تستطيع ان تسافر مع ذي محرم غيري.. كأخيها.. أو ابن اختها مثلاً.. فذهبت الى ادارة الجوازات.. وتقدمت بطلب.. فأفادني الموظف المسؤول وهو في العادة.. عسكري.. من ذوي الرتب البسيطة ان النظام في مثل هذه الحالة ينص على إلغاء جواز سفري.. واستخراج جوازين منفصلين.. فقلت له: ان جوازي الحالي جديد.. ولم يمض علي منحي اياه سوى ايام معدودات!! ويمكنني الاستفادة منه! بعد ان يهمش في خانة الملاحظات مايفيد ان زوجتي.. منحت جواز سفر مستقلاً مع ابنائها.. وان يظل الوضع كما هو فإن أرادت ان تسافر معي كان.. وان شاءت ان تسافر مع ذي محرم كان.. وسألته.. ماعلة الإلغاء فلم يزد على رده لي سوى بكلمة: النظام!! فحاولت ان أجادله بالتي هي احسن.. وبمنطق حضاري من ان فلسفة النظام انما قامت على التيسير لا التعسير!! وما دام الجواز ساري المفعول فمن حقي ان اتمتع بكامل مدته مادمت دفعت قيمته!! فإن تم الغاؤه من قبل الجوازات فالمنطق ان تحسم المدة التي استخدمتها.. ويعاد لي الباقي لكنه تبرم من هذا المنطق وقال: النظام.. ولا تعطلني!! فقلت في نفسي قد اجد له عذراً بأنه غير مهتم بما يكفي ان يقنع مراجعيه.. فلعل رئيسه.. ورتبته «مقدم» يستطيع اقناعي بالعلة في هذا التصرف!! لكن رئيسه.. ومن كثرة الزحام لديه لم ينطق سوى بكلمة النظام!! ثم تاه كلامي وسط الزحام فدلفت راجعا من حيث اتيت مكرها.. وتم إلغاء جوازي ودفعت وانا ابتسم ابتسامة المغلوب على امره!! فماذا استطيع ان افعل وانا المعادلة الضعيفة في هذا الموضوع؟!
* * حكاية أخرى.. انا ضحيتها.. ولا شك ان معي خلقاً كثيراً!! طلبت تأسيس هاتف ثابت.. فتم ذلك بيسر وسهولة «اعترف بذلك» وتم تركيبه.. وكان بيتي آنذاك تحت التأسيس.. وسارت الأمور على مايرام.. وشاء الله ان اصاب بنعمة دخلت على اثرها المستشفى.. لاجراء عملية جراحية.. واثناء ذلك اتتني فاتورة الهاتف بها رسوم التأسيس.. وقد كتب عليها كلمة «الأخيرة» ولم يوضح عليها تاريخ فصل الحرارة.. وفعلاً تم تسديدها ثم فوجئت بعد فترة.. بانقطاع الهاتف.. وحينما خرجت من المستشفى.. راجعت مكتب الاتصالات عن سبب ذلك.. فأفادوني.. بأني تأخرت في التسديد.. وان علي دفع رسوم التأسيس مرة أخرى كي تعاد الحرارة الى هاتفي وحاولت اقناعهم بشتى الطرق الممكنة والمستحيلة.. وبأني كنت مريضا.. وارفقت لهم تقريرا طبياً الا ان ردهم لم يزد على ثلاث كلمات.. هي «ادفع ثم اعترض»!! فقلت لهم: أأنتم أحكم.. وأعقل من رب العباد الذي اعفى المريض من بعض التكاليف الشرعية كالصيام مثلاً.. ورخص له في الصلاة على أي هيئة وفي اي وقت!! عندها عذرت العسكري في القصة الأولى.. ففي المثال الثاني.. اتخاطب مع طبقة.. لم تتعود على مبدأ «نفذ ثم اعترض» وان طبيعتها قابلة للجدل والمناقشة والاقناع!! لكن يبدو ان هذا المبدأ الذي بني على عدم محاورة الطرف الآخر.. وسماع الرأي الآخر.. يطبق في ادارة الاتصالات التي تملك خيرة المهندسين.. والمتعلمين..!! وحين تاه صوتي وسط الزحام مرة أخرى.. مع اختلاف الموقفين والادارتين.. لم اجد بداً من الدفع.. ولسان حالي يقول:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي! |
ثم تنهدت وقلت:
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* جامعة الملك فيصل
ت: 8573570
فاكس: 8587105
|
|
|
|
|