| مقـالات
تقول الأسطورة.. إن الدجاجة كانت تطير.. تحلق في الجو.. لكنها لم تحمد ذلك ولم تشكر هذه الميزة.. جاءتها الحمامة يوما ما.. وقالت: هيا نطير لنأكل من زرع الفلاح قبل حصاده وادخاره. ردت الدجاجة بخيلاء.. وش له ها العجلة.. الجنحان موجودة والقوة موجودة. قالت الحمامة: قولي إن شاء الله.. لكنها عميت وركبت رأسها كما يقولون.. ورفضت مبدأ الشكر والمشيئة فسمعت من ينادي.. طيري يا حمامة.. وأنت يا دجاجة ركي في الأرض. حاولت الدجاجة أن تطير فلم تستطع وطارت الحمامة بسرعة.. وأكلت من الزرع.. وأخذت الدجاجة تركض برجليها لتحصل على نصيبها.. لكن الفلاح انتهى من مهمته. فلم تجد شيئا وهكذا.. ظلت الدجاجة بجناحين أقوى من جناحي الحمامة لكنهما لا يساعدانها على الطيران وانحصر حظها في رجليها، فجاء المثل العربي بعد ذلك يقول: الدجاجة حظها في رجليها. هذه هي الأسطورة كما سمعتها.. لكن الذي قرأته أخيراً أن الدجاج المستورد إلينا لا يتمتع بالأسلوب التغذوي السليم فهو يتلقى من البروتين الحيواني نسباً عالية قد يكون لها انعكاس سلبي على صحة الناس في هذه البلاد. كما أن نسبة الماء فيه تصل إلى 13% بينما النسبة الصحيحة والمطلوبة في مثل هذا الدجاج المجمد لا تتعدى 5% لكن الفرنسيين لا يهتمون بذلك ما دام هذا الدجاج المجمد يصدر إلى خارج وطنهم وهذا يعني أن الدجاج الفرنسي المجمد والذي يستهلك في الأسواق الفرنسية يختلف من حيث التغذية ونسبة المياه فيه.
ويقول الدكتور محمد الصالح في مقالته التحذيرية الجيدة: إن جهات الإشراف لدى الجانب الفرنسي لا تهتم بالملاحظة والمراقبة للدجاج المصدر للمملكة ما دام أن ذلك مفيد للميزان التجاري بين السعودية وفرنسا وهو مفيد أولاً للفرنسيين لكونهم المصدرين.
أخيراً وصلت العقوبة بالدجاجة ليس إلى شل جناحيها عن الطيران وجعلها تحرث في الأرض. ولكن وصل في العصر الحديث إلى التجمد.. يعني لا حركة ولا تميز في الغذاء. وهكذا وصلت الدجاجة المسكينة إلى مرحلة من الشهرة لا تحسد عليها وهو التجمد لكنه تجمد مريض وممرض لأن الدجاجة لم تعد تملك جناحين للطيران ولا مقومات الحركة الكلية واستقرت في بطون السعوديين أخيراً لتساهم في مشاكل مرضية لا يعرف منتهاها إلا الله.. لماذا نحن هكذا نكون هدفاً للغش والغشاشين.. الطريف في الأمر أنني قرأت منذ فترة أن الكذب قد استشرى في المجتمع الفرنسي وأخذوا يتلذذون به.. ولم يعد الكذب يقع في إبريل فقط لكنه خلال العام كله حيث يصدر الدجاج بهذا الشكل من فرنسا والبرازيل للشعوب التي لا تفكر جيداً كيف تأكل وماذا تأكل؟
|
|
|
|
|