|
| العالم اليوم
الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ليست فقط لتثبيت الاحتلال أو لقمع هذا الشعب الصامد، بل اتخاذ قرار شن الحرب ضد الفلسطينيين جاء بعد دراسة أعدتها أقسام التخطيط الاستراتيجي والسياسة، والاستخبارات الإسرائيلية وجهاز الشين بيت. وقد خلصت تلك الدراسة التي راجع النتائج التي وصلت إليها لجنة مكونة من رئيس أركان حرب الجيش الاسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز واللواء جيورا آيلاند رئيس مديرية التخطيط السياسي بالجيش والعميد مايكل هيرزوج رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي وأفي ديشتر رئيس جهاز الشين بيت. أهم ما خلصت إليه الدراسات التي أقرتها اللجنة تتلخص في:
1 الانتفاضة الفلسطينية يمكن أن تدوم حتى عام 2006م.
2 ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لا يزال يسيطر على الشارع الفلسطيني.
3 تزايد شعبية حركتي حماس والجهاد الإسلامي واتساع نفوذهما بين مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني.
4 في المنظور القريب لاتوجد أية تهديدات عسكرية مباشرة من قبل الدول العربية ولا تشكل الجيوش العربية مجتمعة أي تهديد لإسرائيل.
5 التهديد الجدي والخطير الذي يهدد أمن، بل وحتى بقاء إسرائيل هو تواصل الانتفاضة الفلسطينية وعمليات حزب الله اللبناني التي قد تتسبب في اشعال حرب عربية إسرائيلية شاملة يكون فيها الموقف الاسرائيلي محرجا لانشغال قطاعات عسكرية إسرائيلية كبيرة في الأراضي الفلسطينية وهو ما يجعل الجبهات الشمالية «لبنان سوريا» والجنوبية «مصر» والشرقية «الأردن» مكشوفة ويمكن ان تنهار الدفاعات الاسرائيلية بسرعة خاصة في الجبهة الجنوبية إذا ما تعرضت إلى هجوم مباغت كالذي حصل في حرب أكتوبر عام 1973م.
هذه النتائج التي خلصت إليها الدراسة وبعد مراجعتها من اللجنة التي ذكرت أعضاءها في صدر المقالة رفعت إلى المجلس الوزاري المصغر الذي يضم شارون وبيريز وبن اليعازر الذين أقروا استراتيجية المواجهة الشاملة مع الفلسطينيين والتي تستند على قتل القادة الميدانيين للانتفاضة الفلسطينية وتم وضع قائمة ضمت أسماء القادة حتى مستويات قادة الأحياء والمخيمات وكان للعملاء الفلسطينيين دور في تقديم الاسماء. وبالاضافة إلى الاغتيالات التي يعمل الاسرائيليون على عدم توقفها وتواصلها يوميا أُعطيت الأوامر للقوات الاسرائيلية بتدمير البنى الأساسية الفلسطينية، وتخريب المراكز الأمنية من خلال توغل تلك القوات وبعد أن تدمر أكبر مساحة ممكنة تنسحب، بالاضافة الى اشراك الطائرات والدبابات والصواريخ في الحرب ضد الفلسطينيين من أجل وضع حد للانتفاضة الفلسطينية التي أصبحت أكبر تهديد ليس لأمن إسرائيل فقط، بل تهدد وجودها حسب دراسات الإسرائيليين أنفسهم.
jaser@aljazirah.com
|
|
|
|
|
