| العالم اليوم
* الرياض واس :
يصادف اليوم الثلاثاء الثاني من شهر جمادى الاخرة الموافق 21 من شهر أغسطس الجاري مرور 32 عاما على احراق المسجد الاقصى على ايدي العصابات الصهيونية،
ففي مثل هذا اليوم من عام 1969م امتدت يد الاثم والعدوان لاحراق المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى خاتم الانبياء والمرسلين في محاولة من الصهاينة للقضاء على المقدسات الاسلامية في فلسطين المحتلة،
وقد اقدمت العصابات الصهيونية على تلك الفعلة الشنعاء بايعاز من سلطات الاحتلال الاسرائيلي متعدية بذلك على كل الاعراف والقوانين والقرارات الدولية التي اعطت للمدينة المقدسة وضعا وحقوقا خاصة وحفظت لها كافة معالمها الاثرية والحضارية الاسلامية، واثر العملية الاجرامية التي استمرت عدة ساعات وادت إلى احراق الجناح الشرقي من المسجد المعروف بجامع عمر وسقف المسجد الجنوبي ومحراب صلاح الدين ومنبر السلطان نور الدين سارعت الدول والشعوب الاسلامية إلى استنكار وشجب تلك الجريمة التي اثارت مشاعر كافة المسلمين،
واتخذت مؤتمرات القمة العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز واجتماعات هيئة الامم المتحدة التي عقدت عقب الجريمة قرارات نددت فيها بالجريمة الصهيونية النكراء وبالممارسات التعسفية الصهيونية في القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة،
وطالبت بسحب قوات الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشريف،
وجاءت جريمة احراق المسجد الاقصى في اطار سلسة من الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد في اوقات مختلفة وهي اعتداءات مستمرة حتى الآن،
فقد اعتمدت سلطات الاحتلال سياسة تعسفية تجاه المسجد الاقصى والمدينة المقدسة اذ قامت في مطلع عام 1969م بازالة حي المغاربة المجاور للمسجد بكامله وهدمت العديد من المساجد والمدارس الاسلامية التي تأسست في عهد الدولة الاموية،
ومنذ الاحتلال الاسرائيلى الكامل لمدينة القدس عام 1967م قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الابنية الاسلامية والاثرية الواقعة حول المسجد الاقصى بهدف تغيير وازالة المعالم الاسلامية التي تتصف بها المدينة،
وتضمنت الاجراءات الاسرائيلية شق الطرق داخل مقابر المسلمين الواقعة بالقرب من الحرم القدسي الشريف حيث جرفت عددا منها بينها مقبرة الرحمة واليوسفية إلى جانب الاستيلاء على مواقع اخرى في القدس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية صهيونية،
ومن اشد الاجراءات الاسرائيلية خطورة محاولات تهويد مدينة القدس باستخدام اساليب بعيدة عن الشرعية تضمنت مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية وممارسة اساليب القهر والارهاب ضد سكانها العرب والمسلمين من اجل تهويد المدينة بالكامل ومحاولات تهجير اليهود من دول العالم وتوطينهم في القدس بل واعتبارها عاصمة لاسرائيل،
واستمرارا للسياسة الاسرائيلية في تنفير المسلمين والتضييق عليهم وتخويفهم قام المستوطنون الاسرائيليون في فبراير عام 1994م بارتكاب مجزرة ضد المصلين العزل من المواطنين الفلسطينيين داخل الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل بالضفة الغربية راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى،
وتحل ذكرى احراق المسجد الاقصى هذا العام في ظل تداعيات خطيرة وظروف بالغة الاهمية بعد أن حولت اسرائيل عملية السلام إلى عملية حرب ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة بعد ان ثار ابناء الشعب الفلسطيني واطفال الحجارة في وجه الجبروت الاسرائيلي معبرين بوضوح عن مرارة الاحباط بعد سنوات طويلة من الترقب وانتظار ما تؤدي إليه التسوية السياسية التي لم تحقق نتائج تذكر بسبب تعنت اسرائيل ومماطلتها وتراجعها عن تنفيذ التزاماتها،
وقد انطلقت الانتفاضة الاخيرة بعد الزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم حزب الليكود أريل شارون على رأس مجموعة دينية متطرفة إلى المسجد الاقصى الشريف، وتأتي هذه الذكرى واسرائيل مازالت تواصل خططها لتهويد القدس ومنع المسلمين من اداء شعائرهم الدينية مع مصادرة المزيد من الأراضي في المدينة وبناء المزيد من المستوطنات فيها وحولها لتغيير الوضع الديمغرافي في القدس واستيلائها المتواصل على المؤسسات والمقار الفلسطينية وآخرها احتلالها لبيت الشرق في القدس،
وكانت المملكة العربية السعودية باعتبارها مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية ومنبع الاسلام والدولة التي خصها الله بخدمة الحرمين الشريفين في مقدمة الدول التي ادانت واستنكرت عملية احراق المسجد الاقصى ودعت إلى عمل موحد لوقف تجاوزات الصهاينة في حق المقدسات الاسلامية في القدس المحتلة،
وتتواصل مواقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين ازاء القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية في القدس المحتلة وهي المواقف التي يسجلها التاريخ على مختلف الاصعدة،
ففي اطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمقدسات الاسلامية في القدس اصدر حفظه الله في عام 1992م توجيهاته الكريمة بان تتولى المملكة كافة نفقات اصلاح وترميم قبة الصخرة والمسجد الاقصى ومسجد الخليفة عمربن الخطاب رضي الله عنه،
كما دعمت المملكة تمسك المواطنين العرب بأراضيهم ومقدساتهم ووقفت إلى جانبهم تخفف عنهم وطأة الاجراءات التعسفية التي تمارسها السلطات الاسرائيلية ضدهم،
واضطلعت المملكة العربية السعودية بجهود دبلوماسية مكثفة على مختلف الاصعدة من أجل القدس وتعاونت في هذا الشأن مع الدول الاسلامية حتى صدر قرار مجلس الامن الدولي رقم 478 في عام 1980م والذي طالب جميع الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس بسحبها فورا وهو القرار الذي أجمعت مختلف الاوساط على اعتباره نصرا للدبلوماسية الاسلامية واحباطا لمخطط صهيوني تجاه مدينة القدس،
وامتدادا للاهتمام والدعم المتواصل بقضية القدس الشريف واستمرارا للنهج الثابت لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في خدمة الاسلام والمسلمين فقد تبرع حفظه الله خلال انعقاد المؤتمر الحادى والعشرين لوزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد في كراتشي في ابريل عام 1993م بمبلغ عشرة ملايين دولار لدعم صندوق القدس،
وفي فبراير عام 1994م صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز إلى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أميرمنطقة الرياض ورئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين برعاية حملة تبرعات شعبية على مستوى جميع مناطق المملكة يخصص ريعها وايرادها لاغراض اعمار وانقاذ الاماكن الاسلامية في القدس الشريف،
وفي مؤتمر القمة العربي الاستثنائى المنعقد في القاهرة في شهر اكتوبر من عام 2000 تبنى المؤتمر اقتراح المملكة العربية السعودية الذى أعلنه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني خلال المؤتمر بانشاء صندوقين برأسمال قدره مليار دولار من اجل المحافظة على الهوية العربية والاسلامية للقدس ولدعم انتفاضة الاقصى المباركة حيث ساهمت المملكة العربية السعودية بمبلغ «0 25» مليون دولار في هذين الصندوقين،
كما تكفلت المملكة العربية السعودية بدعم الف اسرة فلسطينية من اسر شهداء جرحى انتفاضة الاقصى،
وفي التاسع من شهر اكتوبرمن العام نفسه اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ايده الله امره الكريم إلى امراء المناطق بالمملكة لفتح باب التبرعات لصندوق القدس لابطال الانتفاضة في فلسطين «انتفاضة القدس»،
كما ارسلت المملكة العربية السعودية بأمر خادم الحرمين الشريفين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة متخصصين للمساهمة في علاج المصا بين وتقديم المساعدات الطبية لهم واستقبلت مستشفيات المملكة ايضا المصابين الفلسطينيين من جراء الاعتداءات الاسرائيلية حيث نقلتهم للعلاج في المملكة طائرات الاخلاء الطبي السعودي،
وهكذا تتواصل مواقف المملكة العربية السعودية الخيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في دعم قضية القدس حيث عبر حفظه الله عن ذلك في احدى المناسبات الاسلامية بقوله : ان قضية فلسطين ووضع الأراضي المحتلة وفي مقدمتها القدس ما زالا يحتلان جل اهتمامنا ويستغرقان الكثير من جهودنا ومساعينا،
|
|
|
|
|