| عزيزتـي الجزيرة
استجاب أحد الأصدقاء الذي تربطني به علاقة حميمة لدعوتي وقرر زيارة منطقة الجوف التي تمتاز بوفرة الماء والعيون والبساتين والمناخ المناسب وتوجه بالطائرة من الدمام مروراً بالرياض وبعد توقف لعدة ساعات انتقل لطائرة أخرى حتى مطار الجوف ومن هنا تبدأ المعاناة. من خلال هذه المحطات وصل الجوف متشوقاً هارباً من حرارة ورطوبة سواحل الخليج وكنت قد أعددت له برنامجاً للاطلاع على معالم المنطقة وآثارها ومشاهدة بساتينها ومزارعها ومشاريعها الزراعية الضخمة وأبدى سعادته وارتياحه بالأجواء وبالماء والخضرة وطيب أهلها وكرمهم ولم يمض يوم واحد الا وتنقطع الكهرباء وتصادف ارتفاع شديد لدرجات الحرارة كموجة حر عامة على شمال المملكة واستمر الانقطاع لعدة أيام ثم حدثت مشكلة لأجهزة الهاتف الجوال فانقطع الارسال بسبب خلل لأحد ابراج الجوال لعدة أيام، أما الماء فقد تعود الناس في مناطق كثيرة انقطاعه فربوع الشمال «رفحا وعرعر وطريف .. الخ» اعتادت على العطش والجفاف. عندها قرر الضيف الكريم أن يغادر المنطقة بأسرع وقت فالحياة تعطلت فجاء القرار لأقرب دولة عربية فغادرنا اليها.
وهكذا ينتهي برنامج «السياحة الداخلية» وعزم صديقي على أن لا يستجيب لأي دعوة لسياحة داخلية برغم تحمسه وتشجيعه لها وحاولت اقناعه الا أن كل محاولاتي ومبرراتي اخفقت وان ما حدث حالة طارئة وباء كل شيء بالفشل، وأخيراً أرجو ألا يعتقد البعض ان هذه قصة من نسج الخيال ولكنها حدثت فعلاً، «عاشت السياحة الداخلية».
عبد الكريم أحمد السرحاني - قارا الجوف
|
|
|
|
|