| عزيزتـي الجزيرة
ضرب لنا معلم البشرية وخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم أروع الامثلة وبين لنا افضل السبل في فن التعامل مع اليتيم، فهاهو عليه الصلاة والسلام يمسح على رأس اليتيم ويقول:«من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن الى يتيمة او يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين» وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى.
وهاهو كذلك عليه الصلاة والسلام يقبل اليتيم ويدعو له ويحتضنه ويسأل عنه وعن احواله فهو صاحب القلب الرحيم وصانع المواقف العظيمة.. فقد اشتكى اليه رجل قسوة قلبه فقال:«امسح رأس اليتيم واطعم المسكين» رواه احمد ورجاله رجال الصحيح.
أرأيت يا أخي انها التربية والتعليم منه عليه الصلاة والسلام انه مهما تحدث الانسان عن تلك الطرق والمثل في كيفية فن التعامل مع اليتيم فلابد له من ان يربط ذلك بالرعيل الاول من قادة وعلماء وصلحاء، وكيف كانت حياتهم مع اليتيم انك ايها الاخ الكريم لتعلم حق المعرفة ما حباه الله تعالى لليتيم من المكانة الرفيعة والشأن العظيم مسطرة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فاذا علمت ذلك فاعلم ان هناك جملة آداب وطرقاً يعامل بها اليتيم لابد من معرفتها والوقوف عندها.
1 ان اول هذه الفنون في التعامل مع اليتيم زرع الحب والثقة في النفس فان اعطاء الثقة بالنفس يعطي اليتيم الانطلاق والتجديد.
فمثلاً اعطاؤه الفرصة في اثبات وجوده والمحاولة في ايجاد الحلول المناسبة لكثير من المسائل بل وتكرار المحاولة حتى الوصول الى الحل المناسب الصحيح.
2 التربية الجادة والهادفة التي تعطي ذلك اليتيم الجرعة الايمانية الصالحة وذلك من خلال طرح بعض القصص القرآنية لبيان عظمة الله تعالى وغرس العقيدة الصحيحة لديه.. ويأتي بعد ذلك دور القصة النبوية ليخرج بذلك الى القدوة الصالحة والعمل الجاد المثمر، ولا تنسى ان النفس البشرية لديها الاستعداد والحب الفطري لسماع القصة وهذا مما يجعل الطفل خاصة يتربى تربية جادة ومثمرة بإذن الله تعالى.
3 اعلم ان ادخال البهجة والسرور على اليتيم من اعظم الطاعات والقربات التي يتقرب بها العبد لله سبحانه وتعالى فقد قال عليه الصلاة والسلام «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق» فهذا هو منهجه عليه الصلاة والسلام يلاطف الصغير والكبير بل ويمازحهم حتى ان عليه الصلاة والسلام يلاطف ذلك الطفل الصغير ويقول له «يا ابا عمير ما فعل النفير».
4 ورابع هذه الآداب واهمها لين الكلام وحسنه مع اليتيم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام «والكلمة الطيبة صدقة» فكم كلمة طيبة ادخلت السرور على انسان وكم من كلمة ساقطة عملت بصاحبها فعل السهام.
5 الثناء على الانسان وخاصة بعد انجاز عمل ما ودفع الحوافز له من اجدى السبل في رفع الروح المعنوية لديه وحثه على الاستمرار والمواصلة للوصول الى معالي الامور بإذن الله تعالى.
6 ان التواضع ولين الجانب من الآداب المهمة التي ينبغي على الانسان ان يتحلى بها ولذلك قال تعالى:« ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» فنجد ان ربنا تبارك وتعالى يبين لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كسب بتواضعه ولين جانبه قلوب الناس وخالط بشاشة قلوب جميع طبقات المجتمع، فهاهو عليه الصلاة والسلام يقول «من كان هيناً ليناً سهلاً حرمه الله على النار».
7 لابد للانسان من الزلل والخطأ وهنا يأتي دور عدم التقريع المباشر، فعلى الانسان ان يلجأ الى التوجيه والارشاد بطرق غير مباشرة فلها من التأثير والتغيير في النفس والسلوك ما الله به عليم.
فهاهو عليه الصلاة والسلام يرشدنا الى أفضل السبل في التوجيه والارشاد، فقد كان عليه الصلاة والسلام اذا رأى خطأ من بعض اصحابه لم يعاتب مباشرة بل تجده عليه الصلاة والسلام يقول «مابال اقوام» او «مابال احدكم».. فقد روى ابو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال «مابال احدكم يقوم مستقبل ربّه فيتنخع امامه؟ أيحب احدكم ان يستقبل فيتنخع في وجهه؟ فاذا تنخع احدكم فليتنخع عن يساره تحت قدمه فان لم يجد فليقل هكذا» ووصف القاسم فتفل في ثوبه ثم مسح بعضه على بعض.
ارأيت اخي القارئ الكريم كيف كان عليه الصلاة والسلام يربي اصحابه، انه جدير بكل انسان ان يجعل نهج النبي صلى الله عليه وسلم منهجه في جميع مجالات حياته.
هذه بعض الآداب التي ينبغي على المرء المسلم ان يراعيها ويدركها لان في صلاح الفرد صلاحاً للاسرة وصلاحاً أيضاً للمجتمع، ويجب علينا اولاً واخيراً ان نعلم ان قدوتنا في ذلك كله هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيجب اتباعه وتطبيق سنته في جميع الامور صغيرها وكبيرها، فقد قال تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» وقال عليه الصلاة والسلام «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ».
محمد بن عبدالله الدخيل - الرس
|
|
|
|
|