| عزيزتـي الجزيرة
لا أدري بالضبط اذا كان العالم الخارجي وما يجري في هذه الحياة هو انعكاس لما في داخلي ام ماذا؟ عموماً ما أحسه صراعات وردود فعل تصدر عن مركز العقل عندي تحاول فك رموز استفهامات من نبض الحياة السريع.. أوجدتها الحياة على قارعة الطريق.. ولتصطدم بقلمي والذي شاء بعد الله أن يكتب عما يجري في هذه الحياة الرتيبة!! فعاد حديثي هل الحياة القلقة وليدة عقل هائج مضطرب مكتئب أم ماذا؟! لا أنكر سبب هذا الاضطراب في ذلك العقل والذي اوجده سيل من الظروف والمواعيد ومسؤوليات الحياة المتراكمة!!
مَنْ من القراء يتشجَّع ويعترف بصحة هذه المقولة من عدمها؟! في نظري انه مهما كانت البيئة الخارجية قوية في ظروف وتمكن لك السيطرة عليها.. الا انك على مقدرة تامة ان تغير ما بداخلك.. وفي نظري ان الانسان مهما كان عصبياً أو مهموماً أو غير مرتب ومنظم في حياته فهو سيظل على هذه الحالة حتى لو انتقل الى مكان آخر!!
وفي اعتقادي ان العادات الداخلية هي التي تفرض عليك تصرفاتك وتمليها عليك في هذه الحياة.. هب مثلاً ان رجلاً تأخر عن دوامه!!واردنا علاج هذا الامر باعطائه فسحة ومتسعاً من الوقت.. في اعتقادي بل الأكيد انه سيظل على حاله متأخراً ذلك ان الوقت او الساعة ليس هو العامل أو الفيصل في حل مشكلة التأخر.. وانما هي العادة وأي حقيقة يمكنك ان تطبقها على مثال كهذا.. اذاً العادات تنبع من داخل الشخص وتنعكس على حياته.. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن أيهما يأتي متصدراً العقل الهادئ أم الحياة الهادئة؟!
تبدو اجابة هذا السؤال واضحة بعض الشيء اذا ما علمنا ان العقل الهادئ هو الذي يسبق ويؤدي الى الحياة الهادئة.. ولنفرض ان حياتك اثقلت عليك فعليك بإزاحة هذا الثقل عن طريق العقل!!
وأعتقد ان لكل منا احتياجات ومستلزمات يصلح للفرد ما لا يصلح للآخر، فأنت تتصرف في حياتك تكثر من قراءة الكتب، مثلاً وتقلل من مشاهدة التلفاز نخلص إلى ان سبب المشكلة يكمن في داخلك انت لا ظروف حياتك!! عزيزي متى ما شعرت بالاحباط او الهم او بثقل الحياة عليك توقف واستحضر آيات الله الكريمة والتي تجلو كل هم ثم انظر داخل نفسك عندها أستطيع أن أقول انك قادر على حل مشاكلك متى ما رجعت لعالمك الداخلي وبمزيد من الخطوات للوصول لحل مشاكلك في الحياة، فهل تتفق معي؟!
تمنياتي القلبية لك بحياة هانئة سعيدة.
والله من وراء القصد
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
القصيم المذنب
|
|
|
|
|