| القوى العاملة
إن أول نقطة يجب الاهتمام بها في حياتنا اليومية سواء داخل العمل أو في محيط علاقاتنا الاجتماعية الأخرى هي أسلوب التعامل مع مختلف الشرائح التي نتعايش معها.
بمعنى آخر أن نكون أكثر اهتماماً ووعياً في تعاملنا، وأن ندرك الأشياء بشكل واقعي بعيداً عن العاطفة والأحكام الاجتهادية التي لا تبنى على أساس منطقي سليم.
كثيرون منا للأسف الشديد يتخذون قراراتهم في الحكم على غيرهم بناء على مواقف قليلة معهم أو دون أن تكون لهم أي مواقف على الإطلاق..؟!
وكثيرون أيضاً أدرجوا بعض الأسماء من معارفهم أو أصدقائهم ذاكرة النسيان لمجرد خطأ بسيط أو اختلاف في وجهات النظر.
ليس شرطاً أن نتفق مع الآخرين أو يتفقوا معنا في كل تصوراتنا، أو يطابقونا في نفسياتنا، ومشاعرنا، كل له ظروفه الخاصة، وكل يمر خلال يومه بظروف مختلفة تحتم على من يعيشون حوله مراعاة ذلك سواء كان ذلك سلبياً أو إيجابياً. إن كثيراً من الاختلافات والنفور بين بعض الزملاء في العمل أو حتى خارجه يعود إلى عدم المكاشفة، والمصارحة منذ البداية والاعتماد على التخمينات والاجتهادات، وسماع كلام الآخرين الذين ينقلون الحديث بين الطرفين لتزداد شعلة الخلاف، ويبقى كل منهم يكيل سيل الاتهامات للآخر عبر من ينقلون له وينقلون عنه إلى من بينه وبينه جفاء!
إن ديننا الحنيف لم يغفل شيئاً من أمور حياتنا اليومية، ولو التزم كل منّا ودقق في معاني القرآن الكريم فسيجد أنه يعالج الكثير من علاقاتنا مع من نعيش معهم ويعيشون معنا.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
لماذا لا نحاول مرة أن نبادئ من بيننا وبينهم جفاء بالحديث أو الزيارة، فسنجد بعدها أن كل غيوم الجفاء زالت لفتح صفحة جديدة مبنية على الصدق والصراحة والاحترام المتبادل.
amralmadhy@hotmail.com.
|
|
|
|
|