أنا فلسطين أرض المجد والرسل
يا من تفدونني بالسمع والمقلِ
عاث اليهود بأرضي كل مفسدة
وجاوزوا الحد في التقتيل والغيل
إخوان قرد وخنزير طبائعهم
ممزوجة بفرى التضليل والحيل
هم شر من عرفت دنيا الورى خلقا
هم شر من حملت أقدام منتعل
لهم كتاب إلى التوراة ينسبه
أحبارهم كذبا من أفسد الملل
قد سطروا فيه تحريفا فأوردهم
شر الموارد والأهواء والنحل
وقتّلوا أنبياء الله قاطبة
يا يئس ما اقترف الأنجاس من عمل
فكيف نرجو عهود السلم من نكث
ونبتغي الصلح من قوم أولي دجل
وكيف نسعى لتطبيع وعولمة
وجيش صهيون عنا غير مرتحل
خمسون عاما مضت والظلم يلسعني
ظلم العدا وأشد الظلم من قبلي
فأين من ساحتي قوم أولو رشد
لايشتكون إلى الداعي من الكلل
بهم إلى الموت شوق يرقبون متى
داعي الجهاد يناديهم على عجل
وأين مني صلاح الدين ينقذني
من وطأة الظلم بل من خطبي الجلل
يعيد مجداً لنا في حقبة سلفت
أنعم بمثل صلاح الدين من رجل
أرسى دعائم دين الله ثم مضى
إلى الجهاد وأذكى شعلة الأمل
يا رب فابعث لنا من مثله نفرا
يحيون فينا جهاد القائد البطل
لما يئست وكاد الحزن يعصف بي
وكل حادثة تدني من الأجل
انسل من بين أشلائي وقد أرمت
طفل الحجارة يطوي صفحة الجدل
يقول قولة حق لا تنازعه
فيها مداهنة الأحزاب والدول
أنا صلاحك يا أماه في زمني
أنا سليل بني أبنائك الأُول
الموت غايتنا والنصر فارتقبي
جحافل الحق في الإصباح والطفل
لأطردنّ بني صهيون من وطني
وأبكينّ نساء القوم من ثكل
إن اليهود وإن أبدوا صداقتنا
ولوّحوا بسلام غير محتمل
صدورهم تأكل الأحقاد باطنها
وظاهر القوم يحكي سيرة الحمل
كذاك إخوانهم أهل الصليب ومن
أشياعهم من يدس السم بالعسل
الحمد لله أن البأس بينهم
وأنهم في شتات الرأي والخطل
وأتبعوا بعد ذل العيش مسكنة
وأبدلوا بعد أمن الدار بالوجل