| محليــات
** ما معنى وجود وزارة للمياه؟
** معنى ذلك ، ، أن هناك اهتماماً كبيراً من الدولة بالمياه، ،
** واهتمام الدولة بالمياه، ، يمليه عليها أشياء كثيرة منها ، ، أهمية هذا الماء الذي لا يمكن أن يستغني عنه كائن حي ولو لساعات، ،
** ومعنى هذا أيضاً ، ، أن مملكتنا ، ، قارة ضخمة ، ، من أبرز مميزاتها ، ، ذلك الجو الصحراوي ، ، الذي لا يعرف الأودية ولا الأنهار ولا السحب أيضاً إلاّ ما ندر، ،
** ومعنى هذا أيضاً، ، أن هناك هدراً في استثمار تلك المياه البسيطة، ، التي تأتي من هنا وهناك،
** وتحلية المياه، ، هو حل سريع وعاجل من الدولة لمشكلة كبرى اسمها «المياه» لكن هذا لا يُعد الحل النهائي لمشكلة المياه، ، لأن هذا الحل يكلف أموالاً طائلة، ، وله مشاكل فنية معقدة، ، وهو حل محفوف بالمخاطر دوماً، ،
** وزارة المياه الجديدة، ، أمهامها عقبات وصعوبات وتحديات، ،
** والمشكلة، ، أن مجالها في المياه، ، وهو ذلك الشيء الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو توفير بديل له ، ، أو إقرار أنصاف وأرباع الحلول له، ،
** ومشكلة المياه، ، ليست مشكلة محلية فقط، ، بل هي مشكلة دولية واقليمية ، ، ، وقد قرأت قبل أيام تقريراً يقول : إن ثلث سكان الكرة الأرضية يعانون من مشاكل المياه، ، وربع سكانها مهددون بنضوب المياه، ، وأن هناك نزاعات وحروباً قد تنشب بسبب مصادر المياه، ، لأن المهددين بالعطش لن يسكتوا، ،
** نعم ، ، حروب قد تنشب، ، ليس بسبب البترول ، ، ولا بسبب ثروات أو مشاكل سياسية واقتصادية ، ، بل بسبب «المياه» ، ، ولأن الإنسان قد يصبر بدون مال، ، وبدون أي شيء آخر، ، لكن لن يصبر عن الماء أكثر من ساعتين أو ثلاث ، ، وبعدها ، ، إما أن يقاتل دون المياه أو يموت عطشاً، ،
** وكنت قبل أيام، ، قد زرت دولة عربية تجري فيها مياه الأنهار «24» ساعة، ، ومع ذلك لا يشاهدون الماء إلا ساعتين يومياً فقط، ، وما عدا ذلك، ، فالماء مغلق تماماً، ، رغم أن الانهار تجري في كل اتجاه،
** ودول أخرى، ، تشاهد فيها مياه الأنهار والينابيع والشلالات تنهال من الجبال وفي كل اتجاه، ، ومع ذلك، ، يصيحون من شح المياه، ، ويخافون من قلة المياه ومن العطش، ، فما بالك بمن يموت عندهم، ، الحيوانات من شدة العطش؟!!
** الدولة، ، مهما بذلت ، ، ومهما أنفقت، ، ومهما دفعت، ، ومهما ضحَّت، ، فلن تسطيع أن تصنع نهراً يخترق البلاد شمالاً وجنوباً، ، ولا شرقاً ولا غرباً، ، ولا حتى شعيباً صغيراً يطفىء عطش إحدى المناطق، ،
** مشكلتنا نحن المواطنين، ، أننا لم نشعر بعد، ، المشكلة ولم نقف على الكارثة ولم نعرف بعد حجم الجهود العظيمة ، ، التي بذلتها وتبذلها حكومتنا في سبيل إيصال قطرة الماء إلى منازلنا، ،
** ليت بعضكم يزور المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ويقف على حجم ما بُذل ويُبذل ، ، وحجم الإنفاق وحجم الخطر، ،
** ليت أحدهم يقرأ تلك التقارير ويقف على الكارثة بنفسه، ،
** هل يصدق أحد ، ، أن قارة تعتبر صحراء قاحلة ، ، ويسودها جو صحراوي، ، تمتلىء شوارعها بالمياه، ، هدراً، ، وتسيل ميادينها بمياه الصنابير ، ، ويتم تغسيل ملايين السيارات يومياً من هذه المياه؟!
** هل نحن لا ندرك بالفعل، ، قيمة هذه المياه، ، ولا قيمة ما بُذل في سبيل وصولها إلينا؟!
** هل نحن نجهل بالفعل ، ، خطورة الوضع؟
** إذاً = ولو أن العم أصقه أصمخ= لماذا لا نتعاون مع الجهات المعنية؟!
** لماذا لا نحافظ على المياه؟!
** عندما انكسر انبوب إمداد المياه إلى الرياض قبل شهرين تقريباً، ، وتوقف الماء عن العاصمة أو عن أجزاء منها لمدة محدودة، ، شاهدت ولمست بنفسي ، ، كيف حافظ الكثير من الناس على الماء، ، بل إن بعض الناس أغلق دورات المياه وصارت تستخدم بشكل دقيق، ، حتى لا يحصل هدر، ، وأوقفوا التغسيل والسقيا التي لا لزوم لها، ، وحافظوا على ماء الخزان لفترة أطول، ، ورشَّدوا الاستهلاك بطريقة صحيحة، ، حتى إذا حُلّت المشكلة عادوا للهدر، ، أو «لِطْبِيْعْهُمْ» مرة أخرى وكأنهم يعيشون على أنهر لا تتوقف،
** هذا ما حصل بالنسبة للعقلاء المتعلمين، ، أو عاقل، ، آل فلان «المربَّطْ»
** أما «الْمصَرْقَعْ» فقد صاحوا في اليوم الثاني أين الماء؟!
** وذهبوا للوايتات وطيًَّروا سعر الوايت من ثمانين ريالاً إلى ألفي ريال،
** هكذا نحن دائماً ، ، رجالاً ، ، ونساءً، ، وأطفالاً ، ، ومن شب على شيء شاب عليه و«ما يترك عادته، ، إلا الَرْخَمَهْ»
** أين الوعي ، ، أين الإحساس بالمسئولية؟!
** وأخيراً ، ، مرحباً بوزارة المياه، ،
وشكراً لحكومتنا الرشيدة التي جعلت هموم المواطنين، ، همّها الأول،
|
|
|
|
|