| الاقتصادية
تعرف النظام الفندقي بصفة عامة في معظم دول العالم بأنه ذلك النشاط الذي يرتبط بإقامة وإيواء وإعاشة نزلاء الفندق من القادمين والمقيمين والمواطنين بصرف النظر عن وسيلة هذه الإقامة أو الإعاشة من فنادق قرى سياحية شقق مفروشة أو مخيمات ومنه يمكن القول: ان الفندق هومنشأة تقوم بتقديم الطعام والشراب والخدمات الأخرى وجميع التسهيلات الضرورية اللازمة للمبيت مقابل الحصول على أجر يتناسب مع الخدمات والتسهيلات التي يقدمها الفندق،
قطاع الفنادق من القطاعات الإنتاجية المهمة بعد قطاعات البترول الزراعة والصناعة ومجال التشغيل العمالة الفنية والإدارية ، ويرتبط قطاع الفنادق بالقطاعات الإنتاجية والخدمية الأخرى في الاقتصاد القومي بعلاقات قوية الصلة، فالطلب على أي من الأنشطة أو التسهيلات التي تقدمها الفنادق يحفز أنشطة اقتصادية أخرى مرتبطة بالنشاط الفندقي، فهناك ارتباط قوي بقطاعات الصناعات الغذائية تعود بآثار بنائه على القطاع الغذائي،
كما أن زيادة طاقة الاستيعاب الفندقية تعني تنشيط قطاع آخر في الاقتصاد القومي هو قطاع التشييدوالبناء وهو من أهم القطاعات القادرة على خلق فرص عمل جديدة،
وللفنادق علاقة وثيقة بميزان المدفوعات للدولة حيث تعتبر صناعة الفنادق من الصناعات التي يمكن بواسطتها التأثير على متحصلات الدولة من النقد الأجنبي كما أن هذه الصناعة تشجع رجال الأعمال على إقامة المعارض والمؤتمرات والندوات،
ومن خصائص النشاط الفندقي ما يميزه عن باقي الأنشطة التجارية والصناعية والخدمات الأخرى وتتلخص هذه الخصائص في:
أولا: موسمية النشاط: نتيجة لاختلاف درجة وحجم النشاط السياحي من فترة زمنية الى فترة أخرى طوال العام وارتباط ذلك بالظروف المناخية والطبيعية للدولة وإقبال السائحين على الاقامة بالفنادق في فترات ومواسم محددة خاصة في المناطق النائية مما أوجد بعض الآثار السلبية مثل زيادة التكاليف الثابتة والمتغيرة نظرا لانخفاض نسب الاشغال الفندقي في بعض الأحيان،
ثانيا: نشاط خدمي: الأصل في النشاط الفندقي أيا كان حجم الفندق هو تأدية خدمات كالمبيت أو الاقامة والإعاشة كتقديم الوجبات والمشروبات والخدمة الأخرى من الترفيه عن النزلاء حجز الطائرات حجز الفنادق للرحلات المقبلة، ، ، الخ،
ثالثا: تركيز الاستثمار في الأصول الثابتة: إن الجزء الرئيسي من الاستثمار هو الجزء المستثمر في الإنشاءات والتجهيزات حيث تصل نسبته الى 90% من رأس المال، أما باقي الاستثمارات فإنها توجه الى مصروفات التشغيل والعمالة، ، الخ،
رابعا: اعتماد النشاط الفندقي على العنصر البشري: مهما تقدمت الآلات وتعددت استخداماتها فسيظل اعتماد النشاط الفندقي أساسا على استخدام العنصر البشري في تحقيق الأهداف العامة حيث يتوقف نجاح هذا النشاط على مدى كفاءة وقدرة وتميز العاملين في حسن معاملة الضيف وتأدية الأعمال المطلوبة بروح عالية ونشاط مع توافر المقومات الشخصية للعنصر البشري كالأمانة الإخلاص في العمل والصدق، ، الى غير ذلك ولابد أن تتميز كل دولة بصفات مميزة تتوفر في نوعية عادات وطبائع هذا الوطن، ومن هنا كان من أهم الصفات التي تميز فنادق الدولة هو الاستعانة بالعنصر الإنساني الوطني بعد تدريبه جيدا مما يعكس ما يتمتع به هذا العنصر البشري عن مواطني دولة أخرى مع الوضع في الاعتبار الميزات الكبيرة التي يتمتع بها العاملون في هذا النشاط فالحاجة الى المعرفة والتنوع مع الراحة النفسية علاوة على الدخل المرتفع هي طموحات أي فرد في الالتحاق بعمل تتفوق إيجابياته على سلبياته ومن أهم مميزات هذا النشاط،
1 تعدد الإدارات والأقسام العاملة في الفندق تكسب الفرد المعرفة المتنوعة كما أن الفرد يرى نتيجة تفوقه بصورة مباشرة علاوة على ما اكتسب من معرفة في قطاعات الإسكان الغذاء شؤون العاملين الأمن الحسابات والعلاقات العامة، ، الخ،
2 التدريب على كيفية التعامل مع البشر بصفة عامة حيث يتطلب العمل التعامل مع الأغنياء الفقراء المشاهير الفخورين بأنفسهم الأميين والمثقفين وما يتطلبه تقديم الخدمة التي يمكن بها بقاء الضيف لفترة أطول نتيجة رضائه وكذا عودته الى الفندق مرة أخرى،
3 محيط العمل بالفندق يبعث البهجة فهو متغير لا يخضع للروتين اليومي كما تعتبر أجواء العمل بالفندق من أحسن الأجواء مقارنة بأجواء الأعمال الأخرى من حيث الديكورات الألوان التدفئة والتبريد الاحتفالات ، ، الخ،
4 في صناعة الفنادق مسؤولية العاملين ليست فقط في اداء أعمالهم وإنما الترحيب بالضيوف الابتسامة الجو الودود وهذا بدوره يوفر للعاملين فرصة جيدة للخروج من الروتين اليومي بالتعامل مع البشر والوظيفة،
5 يعتبر العمل الفندقي عملاً متميزاً تنعكس آثاره على العامل بسرعة كما تنعكس على الاقتصاد المحلي والقومي كما أن العمل الفندقي يتأثر كثيرا بالتغير المستمر في الأفكار وأساليب العمل والتخطيط حيث يفقد الفندق الذي لا يتمتع بهذا التغيير والتطوير عملاءه تدريجيا ولا يتمكن من مواكبة التطور الذي يحدث في الاقتصاد وطبيعة وعادات وتقاليد البشرورغباتهم وحاجاتهم،
خامسا: التكامل بين الأنشطة السياحية بصفة عامة: بمعنى أن منتجي الخدمات السياحية يعتمدون في البقاء على مشروعاتهم على بعضهم البعض فمثلا تتحدد حجم مشروعات النقل السياحية بطاقة وسعة المنشآت الفندقية كما أن بقاء الاثنين مرتبط بمدى جاذبية المعالم السياحية مما يقتضي ضرورة تعاون هؤلاء المنتجين في رسم البرامج التسويقية بمعنى أن عدم وصول طائرة تحمل مجموعات سياحية كفيل في أن يظل فندق ما بنسبة اشغال متدنية أو منعدمة،
أما عن العوامل المؤثرة في النشاط الفندقي فيمكن تقسيمها الى عوامل خارجية وعوامل داخلية وعوامل ذاتية
وتلعب العوامل الخارجية دورا مهماً في النشاط السياحي والفندقي بالمملكة إذ يمتد تأثير هذه العوامل امتداداً مباشراً الى السائحين أنفسهم في دول العالم المختلفة وكلما كانت درجة تأثير هذه العوامل قوية انعكس ذلك على فعالية وكفاءة النشاط السياحي والفندقي ومن هذه العوامل:
درجة نشاط المكاتب السياحية بالخارج،
درجة نشاط الدول السياحية المنافسة،
العلاقات السياسية بين الدول،
أما العوامل الداخلية فهي ما يرتبط بالبيئة الداخلية أي ما يدور داخل الدولة من إجراءات ونظم وأساليب وظروف تؤثر في حركة النشاط السياحي والفندقي ومن أهمها:
وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة،
الأنشطة السياحية المحلية للشركات السياحية والأنشطة المكملة كالنقل والمواصلات،
الوضع الاقتصادي للدولة وتوازن ميزانها التجاري،
النظم والإجراءات والقواعد والقوانين المنظمة للنشاط السياحي والفندقي،
الأهمية السياحية للدولة ووزنها السياحي بين الدول السياحية الأخرى،
الوضع الأمني في المنطقة،
أما العوامل الذاتية فهي العوامل التي تتصل اتصالا وثيقاً بالقطاع الفندقي نفسه من حيث:
الخدمات التي يمكن أن يؤديها الفندق لنزلائه حيث تتأثر درجة النشاط الفندقي بارتفاع مستوى هذه الخدمات والتسهيلات،
موقع الفندق من حيث الهدوء القرب من المدن توفير الوقت والراحة للنزلاء،
التصميم الفندقي حيث يوفر التصميم الجيد التشغيل الجيد والأمن والأمان والراحة والاستجمام،
الإدارة الجيدة التي يمكنها بناء سمعة طيبة للقطاع الفندقي من خلال تطبيق الأساليب العلمية الحديثة مما ينعكس على ارتفاع مستوى الكفاءة الفندقية،
أ، د، ياسين الكحلي
أستاذ الإدارة الفندقية معهد الإدارة العامة الرياض
|
|
|
|
|