| المجتمـع
القلب:
هو العضلة التي تعمل بدون كلل أو ملل، منذ تكون الجنين، وحتى نهاية العمر، وهو المضخة التي تدفع الدم إلى الشرايين لتصل إلى كل جزء من جسمنا، وعضلة القلب كأي جزء في جسم الانسان بحاجة إلى الأوكسجين لتولد الطاقة وتخرج منها غاز ثاني أكسيد الكربون وفضلات الغذاء.
ولكن كيف يصل الدم إلى عضلة القلب؟
تحتوي عضلة القلب على شبكة متعددة ومتشعبة من الأوعية الدموية التي تقوم بايصال الدم إلى كل خلية من العضلة وتتفرع هذه الشبكة من شريانين رئيسيين إلى شرايين أدق وأصغر حتى تصبح أوعية شعرية ثم تعود لتصبح أوردة تعيد الدم المؤكسد إلى الرئتين لتنقيته، وتحميله مرة أخرى بالأكسجين، وبعد كل انقباض في عضلة القلب يحدث الانبساط فيها ومعها يندفع الدم في الشرايين التاجية، ولقد أصبح أكثر الأمراض شيوعاً في عصرنا الحالي هو تضيق تلك الشرايين أو بعضها وقد تصل إلى حد الانسداد الكامل كما في حالة جلطات القلب «Myocardial Infarction». وبقي أن نعلم أن سبب هذا التضيق أو الانسداد هو ارتفاع نسبة المواد الدهنية في الدم لتترسب على جدار الشرايين مسببة تصلب هذه الشرايين وتضيقها ثم انسدادها.
وتضيق الشرايين التاجية يؤدي إلى وصول كميات من الدم أقل من الطبيعي إلى عضلة القلب قد لا يشعر بها الانسان المصاب في فترات الراحة والنوم حيث ان القلب يحتاج إلى كمية قليلة من الأكسجين في تلك الحالة.
وعند القيام بمجهود عضلي أو رياضي تحتاج عضلة القلب إلى كمية أكبر من الأكسجين وبالتالي تظهر اثار تضيق الشرايين لدى المريض وذلك كون كمية الدم الواصلة إلى العضلة والمحملة بالأوكسجين تكون أقل من المطلوب وتظهر غالباً أعراض ذلك على المصابين على شكل آلام معينة في وسط الصدر والكتف الأيسر وتنتشر إلى الذراع الأيسر وتعرف هذه الأعراض بالذبحة الصدرية.
وكما نعلم يحتوي الدم على مكونات عديدة منها مادة الكوليسترول وهي من المواد الدهنية الهامة في تكوين الهرمونات ولها دور رئيسي أيضاً في بناء الخلايا.. والمستوى الطبيعي للكولسترول في الدم يتراوح ما بين 100 إلى 250 ملجرام / 100 ملليتر من الدم، وهناك نوعان من الكولستيرول: نوع حميد «High density Lipoprotein زH.D.Lس» ونوع ضار يسمى «Lasw density Lipoprotein زL.D.Lس» وهو المسؤول عن تضيق الشرايين وانسدادها حيث يترسب على جدارها. وقد أثبتت الأبحاث أن هناك عوامل معينة تساعد على ذلك ومنها طبيعة الحياة المريحة التي نعيشها وعدم ممارسة أي نشاط رياضي وهناك آلاف الأبحاث تمت حول ذلك، حيث ان النشاط الرياضي والحركة تقلل نسبة المواد الدهنية في الدم وبالتالي تقلل من ترسبها في جدار الشرايين ولا شك أن انتشار التقنية الحديثة وانخفاض نسبة الأعمال اليدوية والحرفية زادت من انتشار وحدة أمراض القلب وتضيق الشرايين.
وأشارت بعض الأبحاث أن نسبة اصابة الانسان الخامل بانسداد الشرايين التاجية تزيد 64% عن نسبة اصابة الانسان النشيط مع مراعاة عدم وجود عوامل أخرى مثل مرض السكري والتدخين وبعض العوامل الوراثية وكذلك وجد أن التدريب المنتظم قد زاد نسبة الكوليسترول الحميد في الجسم بنسبة تقارب 16% اضافة إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام ترفع من كفاءة القلب في ضخ الدم وتزيد من الاستفادة من الأكسجين في خلايا الجسم اضافة إلى تحسين الافراز الهرموني الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً في رفع فعالية جهاز المناعة في الجسم وحمايته من الأمراض.
وإذا عرفنا أن عملية تراكم الدهون وترسبها في الشرايين تبدأ في سن مبكرة وتستغرق سنوات طويلة فعلينا أن ننصح الاباء بأن يحثوا أولادهم على ممارسة الرياضة بشكل منتظم كما ننصحهم أيضاً بتطبيق ذلك على أنفسهم ليتمتع الجميع بنعم الله علينا واحداها نعمة الصحة.
* نائب رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي
نائب رئيس مجلس إدارة مستشفى المركز التخصصي الطبي
|
|
|
|
|