| مقـالات
لتقويم الشباب ثمة مراحل لابد من متابعتها ورعايتها، وهي التي لا بد أن يمر بها الشاب في مراحل حياته، ويتدرج فيها إلى النضج الرجولي، وأهم هذه المراحل هي مرحلة المراهقة، هذه المرحلة العارمة والمليئة بالنوازع النفسية، مرحلة تدعو إلى مساندات غرائزية لإشباع الرغبات وإدراك الرغبات، كل ذلك دون رعون أو تراجع.
إذن لابد من دعم هذه المرحلة وتلك المراحل بما يقوي بناء الشباب إلى أن يصل البناء قوته الذروة.
فحينما ينشأ الولد في بادئ الأمر في البيت يكون أمام والديه، فهما يتابعان حركاته وتصرفاته السلوكية، وفي الدخول والخروج، ومن ثم هما يعودانه على أخلاقهما وينشئانه عليها.
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه |
وهذه أولى المراحل، ثم تأتي مرحلة ثانية، وهي مرحلة المدرسة إلى التعليم الجامعي، ثم هناك مراحل تتخلل هذه المراحل أهمها: البيت كما أسلفت، ثم في غضون ذلك أيضاً مراحل المرور بالأماكن العامة كالمنتزهات والمرافئ الترفيهية وما شابهها، وكالأندية الرياضية وبيوت الشباب وغيرها مما يربط بذلك من علاقة.
ثم تأتي بعد مراحل يدعمها الموجهون والمربون في توجيه الشباب الوجهة الصحيحة، وعلى الشباب الأخذ بها والسير وفق المطلوب.
ثم هم يخوضون معارك الحياة لطلب الوظيفة والمعيشة، أيضاً هنا لابد من إعداد المسؤلين والمشرفين لمتابعة وتعقب سلوك الشباب وتصرفاتهم وتفقد محصولهم من تلك المراحل السابقة، هل تسير سلوكياتهم على الوجه المطلوب أم أنه تخللها العطب والعطل.
وليس الشاب إذا تخرج ونال الشهادات وتحصل على وظيفة من الوظائف أنه بذلك استغنى عن التوجيه والإرشاد، وأنه ليس في حاجة إلى نوع من أنواع السلوك، لابل هو محتاج طالما قد حل تلك الأماكن الجديدة على نفسه وأخلاقه التي لم تذق التجارب بعد، ولابد من تجديد العهد في التربية السلوكية بالمراجعة والمتابعة.
إذن لابد أن يكون في جميع المراحل دعائم وقوائم جادة يتم من خلالها مراقبتهم ورعايتهم، وإذا لم يكن هناك من يقوم على رعاية الشباب الرعاية التي تؤهلهم في مجالات الحياة الخاصة والعامة، وتعينهم على تحمل المسؤولية الفردية والجماعية، وليتزودوا بما يجب أن يتزودوا به ويتخلقوا بما يجب أن يتخلقوا به في جميع مراحل الحياة، إذا لم يتم ذلك فسيقوم عليهم أخ الجهالة والضياع.
فالمعلم راع والمربي راع والرئيس في الوظيفة راع، والمدرب في المهنة راع، والمدرب في الرياضة راع، وكل من تحته فئة من الفئات المفتقرة إلى الرعاية والتوجيه المستمر، أو الغائبة عن الفهم السليم للدين وتعاليمه وأخلاقه وآدابه.
ثم هناك أخطاء يقع فيها بعض الكبار غير المختصين، وهو عدولهم عن تربية أولاد المجتمع في التعليم والتوجيه والإرشاد، وأن ذلك لا يعنيهم في الدرجة الأولى.
إذن فأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أين الصدقة؟ من الكلمة الطيبة؟ وأين إماطة الأذى عن الطريق، وليس إماطة الأذى كما يظن البعض أنها حسية فقط، بل هي أيضا معنوية، والعمل على رفعها هو من شعب الإيمان أسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
والله من وراء القصد.
|
|
|
|
|