| مقـالات
نعرف أن علاقة الأم بزوجة ابنها أحياناً ما تشوبها شائبة في النفس.. ولكن هذه الشائبة عادة ما تقل في إطار الاسرة، وتنحصر في حدود الشد والجذب على درجة الارتباط الفطري من الأم تجاه ابنها منذ أن كان جنيناً فمولوداً الى ان يشب عن الطوق وتنتظر منه عاطفة البنوة تجاهها اما ان تخرج الأم عن حدود الفطرة الى درجة الغيرة المدمرة تجاه الزوجة.. فهذا هو الاستثناء الخارج عن تعاليم الدين والفطرة السليمة والنفس السوية البناءة التي تحفظ للابن اركان اسرته واستقراره الزوجي والحياتي بالمودة والرحمة مع زوجته التي كانت أم الزوج مثلها وفي مثل مكانها ذات يوم.
إننا نشكو من ظاهرة الطلاق وكثرة حالاته.. ونرجع أسبابه إلى ظروف مادية أحياناً، وعدم التوافق والتفاهم وحسن العشرة في معظم الأحيان.. وننسى ان الأهل كثيراً ما يوقدون نار الخلاف ويؤججونه في نفوس أبنائهم تجاه زوجاتهم.. في الوقت الذي يجب فيه على الأهل ان يظللوا على الكيان الأسري للأبناء.. وفي أقصى الحالات يكونون حكما بين الزوجين.. وكما قال رب العزة والجلال «إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما» ويجعل فيهما خير كثيراً وعلى طريقة مابال أقوام.. هناك من الأمهات من دفعت ابنها لهدم حياته الأسرية انتقاما من زوجته التي لم تعد على هواها أو لا تروق لها وتنسى الأبناء الذين هم احفادها من البنين والبنات وتنسى قوله تعالى «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» لتزيد من تجبرها وقوتها وتسلطها وتمنع حق الله فيمن سرحها ابنها «الزوجة» بغير إحسان.. فأضاع حقوقها وحقوق أبنائها الذين هم أبناؤه، أقول لمثل تلك الأم: اتقى الله في عباد الله من ذوي الأرحام.. وقد أوصى سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بهم ومن وصل الرحم وصله الله ومن قطع الرحم قطعه الله فالرحم معلقة بالعرش. فماذا ستقولين لرب العرش العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ان كثيراً من الزيجات فشلت بسبب سطوة أهل الزوج وعلى رأسهم الأم المحترمة التي لا تخاف الله وأقول لك أيتها الأم الشريرة إن الله تبارك وتعالى يمهل ولا يهمل، هناك عذاب وهناك حساب.. نعم الكثير من الزوجات يعذبن بقسوة حمواتهن دون خوف من الله ولا رادع من ضمير والظلم ظلمات يوم الدين.. وعندما يتلاعب البعض بهذا الرباط المقدس والميثاق الغليظ.. تصبح الأسرة في مهب الريح وتنشأ أجيال مستشعرة الظلم من هؤلاء الآباء والأجداد والجدات، انني أرفع هذا الأمر إلى من يهمه الأمر ومن يغضب للظلم ومن يستنصر المظلوم.. فلا تزال من الثغرات الاجتماعية مايجعل أزواجاً يستمرئون واهلهم الظلم للارحام والمطلقات واضاعوا حق الله.. واضاعوا النخوة.. فالحق.. الحق.. يا أصحاب الهم والعدل يا أصحاب الضمير.. فكم من بيوت خربتها بعض الحموات وأزواج.. فمن يعيد حقوق المطلقات وأبنائهن.. والله المستعان.
حكمه:
أيها المؤمن: إن كنت أصبت في الساعات التي مضت فاجتهد للساعات التي تتلو وان كنت أخطأت فكفر .
|
|
|
|
|